بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أتوجه بالتهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وإلى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ د.محمد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف، ووكيل وزارة الداخلية الفريق الشيخ سالم النواف، وإلى إخواني وأبنائي في وزارة الداخلية وأبناء الشعب الكويتي الكريم، أعاده الله علينا وعلى الشعوب العربية والإسلامية.
في رمضان وعلى مدار عقود، تعاني الكويت من مشكلتين، الأولى الكثافة المرورية خلال فترات الدوامات والتي كانت في السابق موحدة في القطاعين الحكومي والخاص، والحركة المسائية للمواطنين والمقيمين بعد صلاة التراويح، خصوصا في بداية الشهر الفضيل، وفي أواخره، بسبب التوجه إلى الأسواق التجارية أو أداء صلاة القيام، أما المشكلة أو الظاهرة الأخرى التي نعاني منها فهي التسول.
قطاعات وزارة الداخلية تعمل جاهدة على تخفيف ازدحامات المرور ومواجهة ظاهرة التسول الرمضاني، هذا إلى جانب المهام الأمنية المتعددة والمعنية بالتعامل معها الوزارة في الشهر الفضيل.
مشكلة ازدحامات المرور في البلاد، سواء في الشهر الفضيل أو على مدار العام تحتاج إلى تضافر جهود وزارات ومؤسسات الدولة، والاستمرارية في تنسيق العمل فيما بينها في هذا الشأن. كما أن إلقاء المسؤولية على وزارة الداخلية منفردة في مواجهة الملف المروري غير دقيق، نعم الوزارة تتحمل جزءا من المسؤولية، لكن القضية تتطلب عملا جماعيا، ولا يمكن أن تغفل أن هناك مسؤوليات تقع على عاتق جهات ومؤسسات حكومية.
الأزمة المرورية تتطلب عادة تأهيل وتوسعة بعض الطرقات وإنشاء جسور علوية والاستمرار والتعجيل في مشروع مترو الأنفاق وتطوير وسائل النقل الجماعي، وإقامة مجمعات خدمية خارج المدن، وأخذ رأي قطاع المرور قبل اعتماد الموافقة على أنشطة يراد تدشينها مثل المدارس أو الأسواق لتبدي رأيها وملاحظاتها، واستحداث حارات تخزينية أو حارات إضافية في الشوارع والمزيد من الالتفافات العكسية تحت الجسور وتحويل إشارات ضوئية إلى دوارات أو عمل مداخل ومخارج إضافية، والتقييم الدوري للنظام المرن والذي بدأت الدولة في تطبيقه، وإلى جانب ذلك لا بد من التزام مستخدمي الطريق بالآداب العامة للسير.
غير معقول ما نشاهده من تجاوز البعض للمدلولات والخطوط الأرضية في الطرقات وعند بعض المداخل والتقاطعات، وإغلاق حارات وتجاوز الآخرين.
وبالتالي، نحن بحاجة إلى مزيد من الوعي المروري ومتابعة أكثر من قبل وزارة الداخلية للمتجاوزين سواء بواسطة كاميرات المراقبة أو من قبل الدوريات.
أما بالنسبة لملف التسول في الشهر الفضيل، فنجزم بأن الغالبية العظمى ممن يمتهنون التسول سواء بادعاء المرض أو أنهم أصحاب حاجة يعتبرون التسول «مهنة موسم» ما يجب أن «يفوتونه ويتربحون» منه مبالغ كبيرة، مستغلين الأجواء الإيمانية للشهر الفضيل ومحبة الكويتيين لعمل الخير. ونقول إن تفاعل المواطنين والمقيمين مع هذه الشريحة يتسبب في إلقاء حمل إضافي على وزارة الداخلية والتي تضطر إلى ملاحقة المتسولين على الرغم من أننا قادرون على إنهائها بشكل جذري دون تحميل الوزارة أعباء إضافية بعدم التجاوب معهم والإبلاغ عنهم.
حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام: نبارك للشيخ الفريق سالم النواف تعيينه وكيلا لوزارة الداخلية بالدرجة الممتازة، كل التوفيق له بالسداد والتوفيق.
وكيل الوزارة تنتظره ملفات مهمة، وبحكم خبرته الأمنية وتدرجه في قطاعات عدة لديه القدرة والكفاءة على إنجازها بكفاءة واقتدار.
والله الموفق.