- الكويت لديها صحافة نشطة ونابضة وحيوية مقارنة بما يحدث من تغييرات في كثير من البلدان
- على جميع الحكومات حماية حقوق الصحافيين والمعلقين في الانخراط بالتحقيقات الاستقصائية
- ماكبرايد: هناك مخاطر كبيرة يتعرض لها الصحافيون حول العالم أثناء تأديتهم لواجبهم المهني
- الخليفة: الكويت فقدت 45 مرتبة في مؤشر حرية الصحافة خلال 10 سنوات
- المطوع: أثمن مواقف الصحف في نشر جميع الآراء حول الحقوق السياسية للمرأة من مؤيد ومعارض
- المطيري: ضرورة نشر ثقافة التسامح واحترام الرأي الآخر بين مستخدمي منصات التواصل
أسامة دياب
أكدت السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي أن حرية الصحافة مبدأ أساسي من مبادئ الديموقراطية، والصحافة الحرة تبقي الجمهور على اطلاع على مختلف القضايا، وتساهم في تنوع الأصوات، وتحاسب المسؤولين، موضحة أنه بالنسبة لمنصات التواصل الاجتماعي تمكنا من محاسبة الكثير من مستخدميها الذين يسيئون استخدامها، داعية مستخدمي هذه المنصات إلى تحري الدقة فيما ينشرونه وأن يتحلوا بقدر من المسؤولية.
وأشارت رومانوسكي ـ خلال الحلقة النقاشية الافتراضية التي نظمتها السفارة حول حرية الصحافة بمشاركة صحافية أميركية في جريدة شيكاغو صن-تايمز، وصحافيين كويتيين ـ إلى أن الولايات المتحدة والكويت كمجتمعات ديموقراطية، ضمنتا حرية الصحافة باعتبارها حرية دستورية أساسية، ولطالما كانت الكويت رائدة في منطقة الخليج والشرق الأوسط من حيث حرية الصحافة والتعبير، لافتة إلى أن هذه الحريات تتطلب يقظة دائمة للحفاظ عليها، موضحة أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رصد قيودا مفرطة على حرية التعبير في قانوني الاتصالات والجرائم الإلكترونية في الكويت.
وأضافت أنه: يجب على جميع الحكومات حماية حقوق الصحافيين والمعلقين في الانخراط في التحقيقات الاستقصائية وحرية التعبير، كما يجب على الصحافيين التأكد من أنهم ينشرون فقط معلومات دقيقة وموثوقة ويمكن التحقق منها، لافتة إلى أن العالم احتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة في وقت سابق من هذا الشهر، مبينة أن الصحافيين في جميع أنحاء العالم يواجهون مخاطر كبيرة بسبب تقاريرهم، مشددة على أنه عندما يتم تهديد الصحافيين أو الاعتداء عليهم أو تغريمهم أو فرض الرقابة عليهم أو سجنهم، فإن ذلك يعد هجوما مباشرا على حرية التعبير للجميع.
وتابعت: مع تزايد رقمنة اتصالاتنا، تعتمد حرية الصحافة على إنترنت مفتوح وموثوق وآمن.
ولتحقق هذه الغاية، تعمل الولايات المتحدة من خلال تحالف Freedom Online والذي يتكون من 32 حكومة لدعم حرية الإنترنت وضمان حرية التعبير والخصوصية على الإنترنت للجميع في كل مكان، كما تعمل المنظمات غير الحكومية أيضا على الدفاع عن حرية الإنترنت، على سبيل المثال Access Now منظمة غير حكومية لديها خط ساخن يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع والذي يسمح للنشطاء والصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان من أي قارة بالإبلاغ عن قمع الإنترنت وتوثيقه.
وشددت على أن حرية الصحافة، سواء على الإنترنت أو في وسائل الإعلام المطبوعة، حق ومنفعة يتحمل كل فرد مسؤولية حمايتها، متوجهة بالتحية للعمل الذي يقوم به الصحافيون والمعلقون الكويتيون والذين تلعب تقاريرهم وتعليقاتهم دورا رقابيا مهما لضمان الشفافية والمساءلة في الحكومة والوصول إلى المعلومات التي يحتاج الجمهور إلى معرفتها.
وردا على سؤال حول تقييمها للصحافة في الكويت بعد مرور سنة على وجودها فيها، قالت: أعتقد أن الكويت لديها صحافة نشيطة جدا، لا أقول إنكم لا تواجهون مشكلات أو تحديات، ولكن مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة، أعتقد أن الكويت ما زالت تتمتع بصحافة نابضة، إضافة إلى القدرة على الوصول والولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وغيرها وكلوب هوس متاحة في الكويت.
لذلك أعتقد أن الكويت لا تزال فيها صحافة حيوية، وبالمقارنة بما يحدث من تغييرات في كافة البلدان، الكويت مازالت تحافظ على حرية الصحافة.
وأضافت: «أعتقد أن الصحافة الاستقصائية صعبة، ونشارككم هذا الأمر أيضا في الولايات المتحدة، فكلنا نواجه نفس الصعوبات والتحديات، لذلك، أنا أكثر تفاؤلا فيما يتعلق بحرية الصحافة في الكويت، وخصوصا أن الشعب الكويتي أيضا يريد صحافة حرة ونشيطة لذلك.
نتائج مهمة
من جهتها أكدت رئيسة قسم الاتصالات في كلية كولمبيا شيكاغو ومدرس الصحافة المحلية والاستقصائية والكاتبة الصحافية في العديد من الصحف البروفسور سوزان ماكبرايد أنه على مدار الثلاثة عقود الماضية حدثت تغيرات كبيرة فيما يخص حرية الصحافة وحرية التعبير، مستعرضة المخاطر التي يتعرض لها الصحافيون حول العالم أثناء تأديتهم لواجبهم الصحافي، موضحة أن الـ 25 عاما الأخيرة شهدت مقتل من 40 إلى 70 صحافيا خلال تأدية مهامهم.
واستعرضت ماكبرايد نتائج دراسة أجرتها اليونيسكو ـ على عينة مكونة من 900 صحافية ـ حول المخاطر التي تتعرض لها الصحافيات، موضحة أن الدراسة كشفت عن نتائج مخيفة منها أكثر من 70% من الصحافيات الذين شاركن في الدراسة تعرضن لتعنيف عبر الإنترنت، 25% منهن تعرضن للتهديد بالعنف الجسدي، 18% منهن تعرضن للتهديد بالقتل، 20% تعرضن للتنمر و41% تعرضن لحملات ممنهجة من التشوية، مشيرة إلى خطورة الهجوم الإلكتروني الذي يتعرض له الصحافيون وخصوصا الصحافيين من ذوي البشرة الداكنة وذوي الأصول العرقية المختلفة، كما مارس 20% من الصحافيات مارسن الرقابة الذاتية على منشوراتهن على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولفتت إلى خطورة نشر المعلومات المغلوطة والتي تنتشر بشكل سريع جدا، موضحة أن هذه المشكلة ظهرت بشكل واضح خلال جائحة كورونا، داعية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة التحقق من المعلومات بشكل دقيق قبل نشرها، كما يجب أن يكون هناك ميثاق صحفي يلتزم به الجميع، فضلا عن ضرورة البدء بحملات لنشر الوعي بدور الصحافة والعمل الصحفي.
وبدوره تحدث رئيس جمعية الإعلاميين الكويتية د. يوسف الخليفة عن تراجع مؤشر حرية الصحافة في الكويت، لافتا إلى أن الكويت فقدت 45 مرتبة في مؤشر حرية الصحافة خلال 10 سنوات.
وقال الخليفة ان الحكومة سارعت في تشريع العديد من القوانين الإعلامية دون مراجعتها أو تقييمها، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجه الصحفيين حيث يجدون صعوبة في ممارسة العمل الإعلامي بحرية حسب قوله بسبب القيود والملاحقة القضائية.
وأضاف: لدينا مشكلة في العمل الصحفي تكمن في عدم وجود بيئة تشريعية تضمن حقوق الإعلاميين وتدعم حقهم في الحصول على المعلومات، لافتا إلى أن التشريعات الخاصة بالإعلام تحتاج إلى مراجعة، داعيا إلى تغيير آلية التعاطي مع الإعلام الجديد.
صعوبات
ومن جهتها أكدت مؤسس صحيفة برواز الإلكترونية بدور المطيري أن حرية الرأي المطلقة لا توجد في أي بلد في العالم، موضحة أن حرية الرأي مكفولة بنص الدستور الكويتي، مشيدة بدور الصحافة الكويتية في الكشف عن العديد من قضايا الفساد حتى تربعت الكويت على عرش الصحافة الخليجية.
وأشارت إلى التحديات والقيود التي تواجه العاملين في الصحافة منها صعوبة الحصول على المعلومات وخاصة أن أغلب المسؤولين لديهم تخوف من المواجهة مع الصحافة، لافتة إلى أن الكتابة في الصحافة تشبه السير في حقل ألغام ما بين ما هو مسموح وممنوع.
وشددت على ضرورة نشر ثقافة التسامح واحترام الرأي الآخر بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، لأن المجتمع الافتراضي قاسٍ وبذيء اللسان والمجتمع الواقعي ودود ومتسامح.
حقوق المرأة
من جانبها، عرضت عضو مجلس الأمناء بكلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا والكاتبة الصحافية بجريدة الجريدة ندى المطوع ورقة عمل بعنوان «المرأة الكويتية والربيع الخليجي الناعم ـ الصحافة والتعبير عن الرأي في الإطار التاريخي لسعي المرأة لنيل حقوقها السياسية»، موضحة أن الشهر الجاري يجمع بين مناسبتين الأولى اليوم العالمي لحرية الصحافة والثاني يوم المرأة الكويتية وحصولها على حقوقها السياسية عن دور الصحافة الكويتية في تعزيز حصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية، متسائلة: هل واكبت حرية التعبير مسيرة الحقوق أم سارت في اتجاه معاكس؟
ولفتت إلى أن الكويت عاشت انفتاحا وكان للصحافة والإعلام وجمعيات النفع العام مساحة كبيرة من الحرية في مرحلة الستينات والسبعينيات وصدرت صحف ومجلات كثيرة، مشيرة إلى الجنسيات المختلفة من العالم العربي التي ساهمت في بناء المؤسسات الصحفية والعمل الصحفي في الكويت، إلى جانب غياب قيود وضوابط وزارتي الإعلام والأوقاف آنذاك.
وتطرقت المطوع لأبرز محطات حرية الصحافة والحقوق السياسية للمرأة، مستعرضة تاريخ نضال المرأة الكويتية لنيل حقوقها السياسية حتى وصولها للبرلمان، مثمنة مواقف الصحف في نشر جميع الآراء حول الحقوق السياسية للمرأة من مؤيد ومعارض عملا بحرية النشر.
الظفيري ورومانوسكي بحثا العلاقات الكويتية - الأميركية والأوضاع الإقليمية والدولية

اجتمع نائب وزير الخارجية السفير مجدي الظفيري أمس مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت إلينا رومانوسكي، وتم خلال اللقاء بحث عدد من أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
هذا، وحضر اللقاء مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب الوزير السفير أيهم العمر.