بيروت - أحمد منصور
كل المؤشرات والدلائل في منطقة إقليم الخروب (قضاء الشوف)، توحي بأن المعركة الانتخابية البلدية والاختيارية ستأخذ أبعادا عدة ومتداخلة بين عائلية وسياسية وطائفية ومذهبية بحسب خصوصية كل بلدة.
هذا ما بدا واضحا على أرض الواقع، اذ تشهد المنطقة تنافسا حادا بين العائلات والقوى على مواقع رئاسة البلديات. وهذا ما يشير إلى حدة المعركة، وعلى وجه الخصوص في كبرى بلدات المنطقة كشحيم وبرجا وكترمايا وجون والجية وداريا وغيرها.
في بلدة شحيم الذي بات يتألف مجلسها البلدي من 21 عضوا، وتعتبر عاصمة إقليم الخروب وكبرى بلداته، ويبلغ عدد ناخبيها 17680 ناخبا، فشلت كل المحاولات والجهود التوافقية التي قادتها الأحزاب في شحيم، كالحزب «التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» وبعض القوى الأخرى، اذ تتحكم العائلية عبر التاريخ بمفاصل «القرار الشحيمي» أكثر من أي عوامل أخرى. وهذا ما يبدو جليا من خلال تعثر الوصول إلى صيغة توافقية، وتعدد اللوائح الانتخابية وكثرة المرشحين على موقع الرئاسة، وفتح شهية معظم العائلات بالسعي إلى مسك زمام أمور رئاسة البلدية، لا حصرها في بعض العائلات، على خلفية المعاناة التي عاشتها البلدة نتيجة الخلافات التي عصفت بالمجلس البلدي السابق، والتي أدت إلى حله وانفراط عقده.
وبرزت على الساحة نواة 5 لوائح، يعمل على تظهيرها كل من سامي فهد عبدالله من جهة، ولائحة ثانية تحمل اسم «شحيم بالقلب» ويقودها أحمد نسيب قداح «الزيون»، وتضم علاء فواز وأحمد زهير الحجار وسميرة الحجار وعبد علي درويش ونزيه خضر شحادة وبسام منصور وأركان الحاج شحادة وجهاد عبد القادر حمدان ومحمد علي مراد ورامي ربيع عويدات. وهناك لائحة ثالثة يعمل على تشكيلها المدير العام السابق للمنشآت الرياضية في وزارة الشباب والرياضة المهندس محمد سعيد عويدات، الذي أشار إلى «انه يسعى إلى تشكيل لائحة تمثل مختلف شرائح شحيم ومن الطاقات التي ترغب في الخدمة العامة».
في مقابل ذلك، سقطت محاولات الأحزاب في تشكيل لائحة في شحيم، وهذا ما دفع بالحزب «التقدمي الاشتراكي» إلى الإعلان عن انسحاب مرشحيه من الانتخابات البلدية في شحيم.
وأكد الحزب في بيان «ان الاستحقاق البلدي والاختياري هو مناسبة لإطلاق دينامية إنمائية وتطويرية، تحاكي حاجات المدينة وتلبي طموحات أهلها ونخبها المتميزين. وقد أعلن الحزب منذ البداية على لسان نائبه د.بلال عبدالله أننا سنكون على مسافة واحدة من الجميع، مشجعين وساعين للحد الأدنى من التوافق والتفاهم، محترمين النسيج السياسي والعائلي والعلمي في المدينة، بما يخدم المناخ الإيجابي المنتج الذي يجب أن يحكم الأداء لست سنوات مقبلة.. وقررنا سحب ترشيح الرفيقات والرفاق، والذين نفتخر بقدراتهم وتجاربهم، والذين رشحهم فرع الحزب التقدمي الاشتراكي لخوض الانتخابات البلدية من الاستحقاق، افساحا في المجال لأوسع تفاهم منسجم قادر على إدارة الشأن البلدي، تاركين الحرية بالخيار للرفاق والمناصرين بالتصويت لمن يرونه مناسبا ومؤهلا للخدمة العامة المسؤولة».
وفيما الإرباك سيد الموقف وسط ضبابية المشهد وتعقيداته، تتكثف الاتصالات واللقاءات على أكثر من صعيد بين العائلات.
وشددت مصادر متابعة ومعنية «ان المعركة في شحيم، هي معركة الرئاسة، والتي باتت جلية من خلال سعي ورغبات معظم العائلات بأحقية الرئاسة».
وفي الإطار عينه، ذكرت لجنة متقاعدي الأجهزة الأمنية في شحيم، «ان العسكريين المتقاعدين يخوضون الانتخابات البلدية والاختيارية بصفة شخصية، وان اللجنة تدعم توجههم، وقد توزعوا على لوائح عدة يتم تشكيلها في شحيم».
في مقابل ذلك، يبدو ان المشهد الانتخابي يختلف كليا في بلدة برجا، ثاني كبرى بلدات إقليم الخروب، والتي يبلغ عدد ناخبيها 16678 ناخبا، والتي تعتبر عرين ومعقل «الجماعة الإسلامية» في جبل لبنان، إذ تم التوصل إلى لائحة توافقية من الأحزاب الأساسية في برجا، وحملت اسم «التوافق البرجاوي» برئاسة م.ماجد ترو، شقيق النائب والوزير السابق علاء الدين ترو. وتضم اللائحة تحالف «الجماعة الإسلامية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل» والحزب «الشيوعي اللبناني» وقوى أخرى وعائلات، في مواجهة لائحة ثانية برئاسة المحامي أحمد حمية وعدد من ممثلي عائلات برجا. وتوقعت مصادر متابعة، ان تشهد المعركة الانتخابية في برجا حدة على المقاعد الاختيارية، أكثر من المعركة البلدية.
أما في بلدة كترمايا، والتي يبلغ عدد ناخبيها 7103 ناخبين، فالمعركة الانتخابية ستكون على أشدها في بلدة «أم الشهداء» بفعل الغارة الاسرائيلية عليها في العام 1982. ويسجل حضور لافت أيضا لـ«الجماعة الإسلامية» والحزب «التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل». وستكون المواجهة الانتخابية حامية وعالية السقف، بفعل التنافس بين الأحزاب من خلال لائحتين. وأعلنت «الجماعة الإسلامية» عن تشكيل لائحة في كترمايا بالتحالف مع رئيس البلدية السابق محمد حسن وعائلات، فيما أعلن بالأمس أيضا رئيس البلدية الحالي المحامي يحيى علاء الدين عن تشكل لائحة منافسة، وتضم مرشحين محسوبين على الحزب «التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل»، حملت اسم «كترمايا تستحق».