أسامة دياب
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي أن مجلس التعاون يتمتع بوحدة الصف وتطابق المواقف تجاه التحديات الإقليمية والدولية.
جاء ذلك خلال مشاركته في حفل تدشين كتاب السفيرة نبيلة الملا «مذكرات أول سفيرة كويتية».
وقال البديوي ردا على سؤال حول قدرة مجلس التعاون على اتخاذ موقف خليجي موحد تجاه التحديات الإقليمية «إن مجلس التعاون موحد، ومواقفه ثابتة وواضحة وجلية، ويكفي الرجوع إلى البيانات الرسمية الصادرة بشكل دوري عن المجلس الوزاري والمجلس الأعلى لقادة دول المجلس، والتي توضح أن المجلس بني ويعمل وسيعمل على وحدة المواقف والصف ووحدة تقرير المصير».
وشدد على أن الظروف الإقليمية والدولية الراهنة تحتم على دول المجلس مواصلة التشاور والتنسيق المشترك لنخرج بمواقف واضحة وجلية توضح موقفنا.
وقال: إن «وزارة الخارجية الكويتية زخرت وتزخر بشخصيات ديبلوماسية رفيعة المستوى، والسفيرة نبيلة الملا تعد من أبرز قامات وزارة الخارجية الذين خدموا الكويت ورفعوا اسمها عاليا».
من جهته، قال مساعد وزير الخارجية لشؤون معهد سعود الناصر الصباح الديبلوماسي السفير ناصر صبيح الصبيح «نلتقي في هذه المناسبة المباركة للاحتفاء بتدشين الكتاب الأول للسفيرة نبيلا الملا، الذي يعد منارة هدي وإلهام للأجيال القادمة»، موضحا أن هذا الإصدار يمثل خلاصة تجربة ديبلوماسية ثرية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود زاخرة بالتحديات والمواقف الملهمة والإنجازات البارزة.
وأضاف «لقد عرفت السفيرة الملا بتميزها المهني والشخصي، وهي تنتمي لأسرة كويتية عريقة كان لأبنائها دور محوري في صناعة القرار السياسي منذ عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح عام 1906، ومن أبرز رموز هذه الأسرة الكريمة صالح الملا، عبدالله الملا، وبدر الملا، رحمهم الله جميعا، الذين تركوا بصمات واضحة في المشهد السياسي الوطني». وذكر أنه «في هذا العمل القيم لم تكتف السفيرة نبيلة الملا بسرد الوقائع أو تجميع المواقف، بل قدمت ترجمة حية لتجربتها العملية، مستعرضة مسيرتها منذ البدايات وحتى اعتلائها أعلى مراتب العمل الديبلوماسي، وتناولت في كتابها محطات مفصلية، من بينها قضايا حركات التحرر، ودعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، والحرب العراقية الإيرانية، وغزو الكويت، وتحديات التحرير، إضافة إلى دورها القيادي في رئاسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسط أجواء سياسية دقيقة».
بدورها، أكدت السفيرة نبيلة الملا أن فكرة تدوين مسيرتها المهنية لم تكن وليدة اللحظة، بل حلم راودها منذ سنوات طويلة، انطلاقا من إيمانها العميق بأهمية التوثيق في حفظ تجارب المسؤولين ونقلها للأجيال القادمة، مشيرة إلى أن غياب ثقافة التوثيق يشكل تحديا في كثير من دول العالم الثالث والعالم العربي، حيث يضطر الباحثون في أحيان كثيرة إلى الرجوع إلى الوثائق الأجنبية، البريطانية أو الألمانية، بسبب ندرة المصادر المحلية الموثقة.
وأوضحت السفيرة الملا أن بعض المبادرات مثل جهود إمارة الشارقة في جمع الوثائق التاريخية، تعد محاولات مشكورة ومهمة، معربة عن أملها أن يكون كتابها هذا بمزلة انطلاقة تشجع المسؤولين على توثيق مسيراتهم وتجاربهم المهنية. وأضافت الملا أن قرارها بالشروع في التدوين جاء متأخرا نسبيا إلا أن رغبتها العميقة في إطلاع الشباب والقراء على تجربة مهنية فريدة، حفلت بالتحديات والإنجازات، كان دافعا قويا للمضي قدما في هذا المشروع، لافتة إلى أنها واجهت خلال رحلتها العديد من الحواجز والصعوبات، لكنها تجاوزتها بالعزيمة والمثابرة، مستندة إلى الدعم الذي حظيت به من قادة الدولة، وأسرتها، وأصدقائها.
وبينت أن كتابها، المكتوب بلغة إنجليزية مبسطة، لا يقتصر على سرد الأحداث فحسب، بل يقدم تحليلا لكيفية التعامل مع الأزمات السياسية والدبلوماسية وتأثيرها في صناعة القرار.