أسامة دياب
أكد سفير مملكة بوتان لدى الكويت شيتيم تنزن أن سفارة بوتان في الكويت هي أول سفارة لبلاده في دول الخليج وأن بلاده تستضيف فقط 3 سفارات، الكويت واحدة منها، مشيرا إلى أن المملكة الواقعة في قلب جبال الهيمالايا احتفلت في عام 2024 بمرور 50 عاما على انفتاحها الرسمي على السياحة، والذي بدأ عام 1974، في إطار رؤية تنموية تقوم على مفهوم «السياحة المستدامة» تحت شعار «قيمة عالية، وحجم منخفض».
ولفت إلى أن بوتان تعد وجهة مثالية وجديدة للكويتيين الباحثين عن الهدوء والجمال الطبيعي.
جاء ذلك خلال زيارة وفد سياحي رفيع من بوتان إلى الكويت، ضم 25 مسؤولا من قطاعات السياحة والفنادق والمطار الوطني، بهدف الترويج لبوتان كوجهة مميزة للسياح الكويتيين، بعد مشاركتهم في فعالية مماثلة أقيمت في دبي، تم خلالها الإعلان عن إطلاق رحلتين مباشرتين جديدتين بين دبي وبوتان.
وأشار السفير إلى القواسم المشتركة بين الشعبين البوتاني والكويتي، لا سيما في كرم الضيافة وصدق المشاعر، مبينا أن الزوار يغادرون البلاد غالبا وهم يحملون صداقات طويلة الأمد، كما أوضح أن بوتان وجهة سياحية على مدار العام، تتميز بطقس متنوع يناسب جميع الفصول، من الصيف الأخضر إلى الشتاء البارد والمنعش.
وفيما يخص التسهيلات السياحية، أوضح تنزن أن زيارة بوتان لا تتطلب دعوة خاصة أو إجراءات معقدة، حيث يمكن حجز الرحلات عبر شركات سياحية بوتانية معتمدة، ودفع رسوم التأشيرة والتنمية المستدامة إلكترونيا، والتي تبلغ 100 دولار للشخص في الليلة، مع تخفيضات للأطفال وخدمة إصدار تأشيرة خلال 24 ساعة مقابل رسوم إضافية، كما أشار إلى وجود حوافز خاصة للمؤتمرات تشمل إعفاءات من الرسوم لعدة ليال، بشرط تخصيص يومين على الأقل للفعاليات الرسمية.
من جانبه، صرح المدير التنفيذي للخطوط الجوية الملكية البوتانية، تاندي وانغتشوك، بأن هناك فرصا مستقبلية لتشغيل رحلات مباشرة بين الكويت وبوتان، خاصة بعد توقيع اتفاقية الخدمات الجوية بين البلدين في العام الماضي، ما يتيح لأي من شركات الطيران في البلدين تشغيل خطوط مباشرة.
وأكد أن الشركة ما زالت في طور تقييم الجدوى الاقتصادية والتجارية لهذا التوجه، في ظل خطط مستقبلية لتوسيع أسطولها الجوي.
وأشار وانغتشوك إلى وجود جالية بوتانية في الكويت تقدر بنحو 8000 شخص، إلى جانب اهتمام متزايد من المستثمرين الخليجيين، معتبرا أن الطقس الصيفي الحار في الخليج يشكل دافعا إضافيا للكويتيين لاختيار بوتان كوجهة للهروب إلى مناخ أكثر اعتدالا.
من جهتها، أوضحت كي زانغ، ممثلة هيئة السياحة البوتانية، أن اللغة الإنجليزية منتشرة على نطاق واسع في بوتان وتستخدم في التعليم إلى جانب اللغة الرسمية «دزونكا»، ما يسهل التواصل مع الزوار. وأضافت أن إدخال التلفاز إلى المملكة لم يتم إلا في عام 1999، ما يعكس خصوصية المجتمع البوتاني وتعلقه بتراثه وبيئته.
وأكدت أن بوتان ليست مجرد وجهة سياحية بل تجربة روحية وإنسانية فريدة، تبدأ من لحظة وصول الزائر إلى مطار «بارو»، المحاط بالطبيعة الخلابة والهواء النقي، الذي يشعر الزائر بالسلام الداخلي من اللحظة الأولى.
وتتميز بوتان بطرازها المعماري التقليدي الزاهي، ما يجعلها وجهة مثالية للمصورين والفنانين، حيث وصفتها كي زانغ بأنها «مكان يصعب فيه التقاط صورة سيئة»، بفضل جمالها الطبيعي والإنساني المتنوع.
وسلطت الضوء على الثروات البيئية الفريدة في المملكة، مشيرة إلى أنها تحتفظ بـ 60% من أراضيها كغابات دائمة وفق ما ينص عليه الدستور، وتعد من أبرز عشر مناطق للتنوع البيولوجي في العالم، مؤكدة أن بوتان لا تكتفي بالحياد الكربوني، بل تصنف دولة سلبية كربونيا، أي تمتص كربونا أكثر مما تطلق.
كما نوهت إلى أن مطار «بارو»، وهو المطار الدولي الوحيد في البلاد، يتميز بتصميمه المعماري الفريد ويخلو من الإعلانات التجارية، حيث يستخدم كمعرض فني يعرض أعمال الفنانين المحليين، في تجربة ثقافية متكاملة تبدأ منذ لحظة الوصول.
واختتمت كي زانغ حديثها بالتأكيد على أن بوتان لا تسعى إلى جذب السياحة الجماعية الصاخبة، بل تركز على استقطاب زوار يشاركونها رؤيتها للسياحة المستدامة، حيث يسهم كل زائر في دعم التعليم والصحة والبنية التحتية وحماية الثقافة، ليكون بذلك شريكا في تنمية المملكة.