أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ في الكرملين أمس، توافقهما في مواجهة الغرب عشية احتفالات ذكرى النصر، في التاسع من مايو، التي أمر الرئيس الروسي بهدنة خلالها في اوكرانيا في وقت اتهمت كييف موسكو بانتهاكها.
ووقع الرئيسان إعلانا مشتركا «مهما» لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما و«تحقيق الاستقرار العالمي». وقالت الرئاسة الروسية «الكرملين» في بيان إن الرئيسين وقعا عقب محادثات ثنائية في موسكو اتفاقية لتعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة إلى جانب عدد من الاتفاقيات التي تستهدف توسيع آفاق التعاون الثنائي في مجالات حيوية مثل التجارة والطاقة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك شدد بوتين على أن التعاون الاستثماري بين البلدين يشهد نموا مطردا، مشيرا إلى أن روسيا تعد من أكبر الشركاء التجاريين للصين في حين أصبحت معظم العمليات التجارية بين موسكو وبكين تعتمد على الروبل واليوان ما يعكس توجها متزايدا لفك الارتباط عن العملات الغربية وبناء نظام تجاري مستقر ومحصن من تأثيرات الدول الأخرى.
وأضاف أن «التعاون مع الصين في مجال الطاقة النووية السلمية يتطور بشكل ناجح في وقت تسعى فيه موسكو وبكين لتطوير منظومة شراكة اقتصادية واستراتيجية لا تخضع للإملاءات الخارجية».
من جانبه، وصف الرئيس الصيني المباحثات مع بوتين بأنها كانت «مفصلة ومثمرة»، وأسفرت عن التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات الجديدة التي تعزز من مسار العلاقات الثنائية.
وأضاف أن «الصين وروسيا ورغم الاضطراب الدولي المتزايد مازالتا تلتزمان بسياسة حسن الجوار وتوسيع مجالات التعاون».
ومن المتوقع أن يصل نحو عشرين زعيما أجنبيا إلى موسكو اليوم، لحضور العرض العسكري الضخم الذي ينظمه الكرملين في الساحة الحمراء لمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية.
وقال بوتين بعد اللقاء: «جرت مناقشاتنا في أجواء ودية ودافئة وبناءة كالعادة، وكانت مثمرة للغاية»، مضيفا «سنبذل كل ما هو ضروري لتعميق التعاون» الثنائي. من جانبه، قال جينبينغ «لقد أجريت محادثات معمقة وودية ومثمرة مع الرئيس بوتين. توصلنا إلى العديد من التوافقات الجديدة والمهمة».
وتمت مناقشة عدة ملفات بحسب بوتين بينها «السياسة والأمن والعلاقات الاقتصادية».
وأكد الرئيس الروسي أنه يريد «تعميق» التعاون الروسي الصيني الذي وصل «إلى أعلى مستوى تاريخي»، قائلا «سنواصل تنسيق مواقفنا بشكل وثيق».
وسيشارك جنود من الصين ومن عشرات الدول الأخرى في العرض العسكري في موسكو اليوم، على الرغم من تحذيرات كييف من أن ذلك يمثل «دعما للدولة المعتدية».
وأكد الكرملين اتخاذ «جميع الإجراءات اللازمة» لضمان سلامة الاحتفالات، بما في ذلك تقييد الوصول إلى الإنترنت.
من جانبه، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاحتفالات الضخمة التي تنظم في موسكو، مؤكدا أنها «ستكون استعراضا للوقاحة» و«الأكاذيب». ورغم دخول الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي حتى السبت حيز التنفيذ أمس، اتهم وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا الجيش الروسي بشن هجمات «على طول خط الجبهة»، مشيرا إلى مئات الخروقات لوقف إطلاق النار.
وتوعد الوزير برد «مناسب» من قبل الجيش الأوكراني على هذه الهجمات، فيما أكدت القوات الروسية أنها «ستحترم كليا» الهدنة، مؤكدة أنها «ترد» فقط على الانتهاكات الأوكرانية.
وأكد المتحدث باسم لواء أوكراني ينشط في منطقة خاركيف (شمال شرق) أنه «لا هدنة حتى الآن». وأشار إلى «نيران كثيفة» وقذائف أطلقتها طائرات مسيرة صغيرة.
وأفاد سلاح الجو الأوكراني أنه «لم يسجل إطلاق صواريخ أو استخدام مسيرات هجومية في المجال الجوي الأوكراني».