تبادلت الهند وباكستان أمس الاتهامات بتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة، الأمر الذي يثير قلق المجتمع الدولي الذي يدعو القوتين النوويتين إلى خفض التصعيد، على خلفية القصف المدفعي المتبادل بين جيشي البلدين في أعقاب سلسلة ضربات هندية على باكستان، ما أدى إلى مقتل 48 شخصا على الأقل على الجانبين، غالبيتهم من المدنيين.
واستيقظت مدينة لاهور الباكستانية الرئيسية الحدودية مع الهند، على أصوات انفجارات متقطعة، بينما أفادت نيودلهي عن «تحييد» الدفاعات الجوية المنتشرة في المكان.
وقالت الهند إنها قامت بذلك، ردا على هجوم ليلي «بصواريخ وطائرات مسيرة باكستانية» طاول «أهدافا عسكرية» على أراضيها.
وقالت وزارة الدفاع الهندية في بيان ان أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش الهندي تمكنت من إحباط هذه المحاولات.
وأوضح أن القوات المسلحة الهندية استهدفت رادارات وأنظمة الدفاع الجوي في عدد من المواقع في باكستان.
وذكر البيان انه تم استهداف نظام دفاع جوي في لاهور، قائلا: «الرد الهندي كان على المستوى نفسه وبالشدة نفسها التي ضربت بها باكستان».
وعلى صعيد متصل، قال وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ إن ما لا يقل عن 100 شخص قتلوا في ضربات وجهتها الهند لمواقع في باكستان والجزء الخاضع لسيطرتها من إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين.
من جانبه، أفاد الجيش الباكستاني بأنه أسقط «25 طائرة مسيرة إسرائيلية الصنع» أطلقتها الهند باتجاه 9 مدن على الأقل، تقع في عدد منها مقرات عسكرية أو استخبارية، كما هو حال روالبندي التي تعد المدينة التوأم لإسلام آباد.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني سقوط قتلى وجرحى مدنيين وعسكريين قرب لاهور عاصمة إقليم البنجاب.
وقالت وزارة الدفاع الهندية إن «القوات الهندية المسلحة استهدفت رادارات وأنظمة دفاع جوي في عدة أماكن في باكستان»، مشيرة إلى «تحييدها» في لاهور.
من جانبه، ندد الجيش الباكستاني بـ «عمل عدواني جديد» من قبل الهند، مشيرا إلى الهجوم الذي نفذته بمسيرات «هاروب» (Harop) الهجومية إسرائيلية الصنع.
وفي روالبندي، أبلغ واجد خان وهو موظف في الدفاع المدني، السكان بتحليق طائرات مسيرة في سماء المدينة، داعيا إياهم لعدم «الإصابة بالذعر والبقاء في المنزل».
في الأثناء، أعلنت هيئة الطيران المدني إغلاق مطار كراتشي عاصمة البلاد الاقتصادية، طيلة يوم أمس، بينما أعيد تشغيل 3 مطارات، من بينها مطارا إسلام آباد ولاهور، بعد توقفها عن العمل لفترة وجيزة. وعلى المستوى الديبلوماسي، أكد وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار لنظيره الإيراني عباس عراقجي الذي قام بزيارة الهند في إطار جهود وساطة تجريها طهران بين البلدين، أن نيودلهي «لا تنوي التسبب في تصعيد جديد». وأضاف أن أي هجوم من جانب باكستان سيواجه بـ «رد حازم للغاية».
وتصاعد التوتر عقب الهجوم الذي وقع في الجانب الهندي من كشمير المتنازع عليها في 22 أبريل والذي أسفر عن مقتل 26 مدنيا، وردا على الهجوم قصفت الهند مواقع داخل باكستان ليبدأ بعدها الجيشان على جانبي خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفعلية بين البلدين، تبادل إطلاق النار كل ليلة باستخدام أسلحة خفيفة.
ومع الوقت، اكتسبت المواجهة منحى أكثر عنفا، مع استمرار القتال طيلة نهار أمس الأول. ويرى خبراء أن مستوى العنف الذي بلغه تبادل إطلاق النار، لم يشهده البلدان منذ أكثر من عقدين.
ورغم أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم كشمير، إلا أن نيودلهي نسبته إلى جماعة «عسكر طيبة» التي تتخذ في باكستان مقرا، ملقية باللوم على باكستان في الوقت ذاته.