- مشروع لربط التعاونيات إلكترونياً مع الوزارة وننفذ برنامجاً مع «مايكروسوفت» لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة
بشرى شعبان
أكد الوكيل المساعد لقطاع شؤون التخطيط والتطوير الإداري في وزارة الشؤون بالإنابة د.سيد عيسى في تصريح صحافي أن الوزارة قطعت شوطا كبيرا في إدخال الذكاء الاصطناعي في عملها، بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، ضمن اتفاق الشراكة الذي وقعته الكويت مع الشركة العالمية، والهادف إلى التحول الرقمي في مختلف وزارات الدولة.
وأوضح د.عيسى أن قطاع التخطيط في الوزارة عقد اجتماعات تنسيقية مع شركة مايكروسوفت باعتباره الجهة المعنية بأنظمة الحاسب الآلي، وتكليفا من وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د.أمثال الحويلة، تولى القطاع التنسيق بين الشركة والجهات التابعة للوزارة، للوقوف على الخدمات التي يمكن تقديمها ضمن إطار الاتفاقية، وسبل الاستفادة منها.
وأشار إلى أن البداية كانت مع المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بعد دمجه مع مكتب الإنماء الاجتماعي، حيث بات يشكل كيانا جديدا باختصاصات وهيكل تنظيمي حديث، ما يجعله بيئة مناسبة للانطلاق بمشروع التحول الرقمي من الصفر، وتم الطلب من شركة مايكروسوفت تقديم الخدمات الممكنة لتحويل المجلس الأعلى إلى نموذج يحتذى به في التحول إلى الذكاء الاصطناعي، بحيث يمكن لاحقا تعميم التجربة على الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، وبقية قطاعات الوزارة.
وبين أن التعاون مع مايكروسوفت يشمل توفير نظام للبصمة، ونظاما للتراسل الداخلي باستخدام الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى نظام استقبال المكالمات وتحويل المراجعين تلقائيا إلى الإدارات المعنية، بحسب موضوع كل حالة ضمن اختصاصات المجلس. كما يتضمن الاتفاق نقل جميع هذه الأنظمة إلى «سحابة رقمية» لضمان الأمان وسعة تخزين المعلومات، ضمن آلية متكاملة للتحول الرقمي.
وأكد أن الوزارة أنجزت حصرا شاملا للبرامج التي سيجري استخدامها في المجلس الأعلى، وفور صدور الموافقة من الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، سيتم البدء بالتنفيذ المباشر، مشيرا إلى أنه تم تقديم عروض تقديمية حول الآلية الجديدة، والبدء بتدريب الموظفين على استخدامها.
وضرب مثالا على فاعلية النظام الجديد، قائلا: «إذا أراد الموظف إعداد كتاب رسمي، فإن الذكاء الاصطناعي سيتولى تلقائيا تجهيز الصيغة المناسبة، ما يسهل الإجراءات ويسرع الإنجاز»، ولفت إلى أن هذه التقنية ستبدأ بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ثم تمتد إلى هيئة ذوي الإعاقة، ثم إلى باقي قطاعات الوزارة.
وأضاف أن إدخال الذكاء الاصطناعي سيمكن من إنجاز العمل بشكل أسرع، دون عقبات أو أوراق، عبر أنظمة ذكية تحقق الهدف الاستراتيجي للقطاع في ميكنة الوزارة وتحقيق التحول الرقمي، بالتنسيق مع جهاز تكنولوجيا المعلومات.
وتابع: «نعمل على تسخير الذكاء الاصطناعي لتسهيل عمل الموظفين، كما سيسهم في توجيه المراجعين بدقة نحو الإدارات المختصة، ما يسرع الإنجاز ويحسن الكفاءة».
وفيما يخص الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، أكد د.عيسى أن التعاون مع مايكروسوفت يشمل تنفيذ برنامج «تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الوصول إلى البوابات الإلكترونية والخدمات الحكومية»، حيث تم إنجاز عرض تقديمي خاص به، ويجري حاليا تحديد نطاق الأعمال تمهيدا للحصول على الموافقة المالية من جهاز تكنولوجيا المعلومات.
وكشف أن 80% من أعمال وزارة الشؤون تم تحويلها إلى رقمية، ويجري العمل حاليا على استكمال الـ 20% المتبقية، مضيفا: «سنقوم برفع كل بيانات الوزارة إلى سحابة موحدة، لضمان التأمين الكامل على المعلومات، رغم أن لدينا سيرفرات خاصة وغرفة تحكم لمراقبة محاولات الاختراق».
وأردف «صحيح أننا نشرف حاليا على حماية وصيانة خوادم الوزارة، لكن بمجرد نقل البيانات إلى السحابة ستكون شركة مايكروسوفت مسؤولة عن الحماية، حسب الاتفاقية الموقعة مع دولة الكويت، ما يعزز من القدرة الاستيعابية لتلك الخوادم».
وأضاف «سندخل الذكاء الاصطناعي إلى الوزارة بعد استكمال البنية التحتية، فعلى سبيل المثال، قطاع الرعاية الأسرية يملك بيانات متوافرة لدينا، وبمجرد إدخال الذكاء الاصطناعي عليها، سنحصل على إحصائيات مباشرة ودقيقة».
أما بخصوص قطاع التعاون، فأوضح أن معظم بيانات الجمعيات التعاونية موجودة لديها، وليس لدى الوزارة سوى القليل منها، مشيرا إلى أن هناك مشروعا جاريا الان لربط الجمعيات إلكترونيا مع الوزارة، وعند الانتهاء منه، سيتم إدخال الذكاء الاصطناعي للحصول على كم هائل من البيانات التي ستستخدم لتطوير العمل، وضبط الهدر، وتحسين الأداء الإداري في الجمعيات، وضبط المخزون الاستراتيجي، ومعرفة ما يدخل ويخرج من البضائع، والقضاء على السوق السوداء لبعض البضائع المجانية.
واختتم د.سيد عيسى تصريحه بالتأكيد على أن الشؤون قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي، وأن الطموح قائم لإنجاز المشروع وتشغيله بالكامل قبل نهاية عام 2025.