ناصر العنزي
رحل الأسطورة ليو ميسي عن برشلونة فتنفست أندية إسبانيا الصعداء، وهللت ورقصت فجاءها من حيث لا تعلم الفتى المعجزة يامين يامال (17 عاما و10 اشهر ويومان ) ينتعل حذاء بخيوط من حرير وتدور الكرة بين قدميه النحيلتين كأنها جمرة من نار، وعندما تظنه سيمرر الكرة يقذفها بيسراه في أصعب زوايا المرمى يعجز عنها حارسان في مرمى واحد.
عندما طال الحل وصعب على برشلونة في الشوط الأول كان وحده يامال يبتسم ضاحكا ويقول في داخله " عطوني الكرة ومالكم شغل" فجاءته تمشي تخطب وده خجلا على حدود منطقة الجزاء فقطع بها مسافة قصيرة ثم فجرها في الزاوية ( التسعين ) هدفا في مرمى اسبانيول، واحتفل بإخراج لسانه كالطفل الصغير تجاه جماهير الخصم قبل أن يسهم في صنع الهدف الثاني ليتوج برشلونة بطلا للدوري الإسباني للمرة 28 في تاريخه تاركا الحسرة في قلوب جماهير ريال مدريد.
شكرا لكرة القدم التي أنجبت لنا لامين يامال وهو في هذه العمر الصغيرة يمتع أبصارنا بكرة " نظيفة " يتلاعب بها كيفما يشاء ويمررها لزملائه " مفلترة " خالية من الشوائب ، كنا نتمنى أن يكون يامال وبرشلونة طرفا في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ولكن الفرق الإيطالية غالبا ما تفسد على المشاهدين اللقطة الأخيرة !