- 400 مليون دولار مكاسب سوق قطر.. و180 مليوناً لـ «عُمان» و140 مليوناً لـ «البحرين»
شريف حمدي
سلكت بورصات الخليج مسارات متباينة خلال جلسة تداولات الأحد، في مشهد عكس حالة من الترقب والمرونة في آن واحد، وسط تطورات إقليمية متسارعة ألقت بظلالها على مناخ الاستثمار في المنطقة. ففي وقت لم تهدأ فيه وتيرة التصعيد بالحرب الإيرانية مع الكيان الصهيوني، والتي دخلت منعطفا جديدا إثر تنفيذ الولايات المتحدة ضربات عسكرية استهدفت مواقع نووية إيرانية، برزت قدرة بعض الأسواق الخليجية على التكيف مع الصدمة، بل تحقيق مكاسب ملحوظة عكست عمق التفاعل الإيجابي مع المؤشرات الفنية والمحفزات الداخلية.
وأنهت بورصات الخليج تداولات أمس الأحد على تباين في الأداء، بعدما سجلت 4 أسواق بقيادة بورصة الكويت ارتفاعات ملحوظة لتغلق باللون الأخضر، فيما طغى اللون الأحمر على أداء بورصة السعودية لتغلق بورصات الخليج على أداء صاف بتراجع القيمة الرأسمالية بنسبة 0.07% بما قيمته 1.95 مليار دولار.
وتعكس الأرقام أن الأسواق الخليجية استطاعت أن تتماسك وتسجل مكاسب رأسمالية معتبرة، بعدما منيت بخسائر كبيرة عند بدء الأحداث.
وقادت بورصة الكويت أداء بورصات الخليج المرتفعة بعدما حققت أفضل مكاسب رأسمالية بقيمة تصل إلى مليار دولار في جلسة الأحد، لترتفع القيمة الرأسمالية للشركات المدرجة فيها بنسبة 0.64%، إذ أبدت تفاعلا إيجابيا على الصعيدين الفني والنفسي مدعومة بمؤشرات تداولية قوية ومراكز شرائية من قبل المستثمرين في توقيت بالغ الحساسية، عكست فيه البورصة قدرة الشركات القيادية على جذب السيولة، مع نشاط وزخم تداولات واضح استند إلى تماسك في مستويات السيولة، وقراءة متقدمة للمتعاملين الذين فضلوا اقتناص فرص التراجع التي نتجت عن موجات التراجع الأولى جراء الأخبار السياسية والعسكرية.
وحلت ثانيا بورصة قطر بمكاسب بنحو 400 مليون دينار مكاسب خلال التداولات بعدما ارتفعت القيمة الرأسمالية بنحو 0.23%، تلتها بورصة عمان التي حققت 180 مليون دولار مكاسب بارتفاع 0.58% في القيمة الرأسمالية، بينما ارتفعت بورصة البحرين بـ 140 مليون دولار بمكاسب 0.21%، وسجل السوق السعودي 3.67 مليارات دولار خسائر بنسبة 0.2% من القيمة الرأسمالية.
اللافت في جلسة الأحد أن العوامل الفنية لعبت دورا موازيا إلى جانب الجغرافيا السياسية، حيث استند عدد من المتعاملين إلى تحليلات بيانية ومؤشرات تقنية دفعتهم نحو الشراء، لاسيما بعد أن وصلت أسعار عدة أسهم إلى مستويات مغرية بعد التراجعات السابقة، إلى جانب الإعلانات المنتظرة من بعض المجاميع الاستثمارية الكبرى، التي لعبت دورا في جذب السيولة، مما عزز من زخم التداول في بعض الأسواق.
ولا يمكن في هذا السياق إغفال التأثير النفسي للمستثمر الخليجي، الذي أظهر في السنوات الأخيرة نضجا أكبر بالتعامل مع المتغيرات السياسية، فبات أكثر ميلا لقراءة الأحداث من زوايا استثمارية لا تقوم على رد الفعل الفوري بقدر ما تستند إلى استشراف المسارات المستقبلية للمخاطر، ويبدو أن هذا التغير في المزاج العام انعكس على أداء بعض البورصات، التي استطاعت أن تواصل نشاطها التصاعدي في وجه العاصفة.
وفي السياق المحلي، أنهت بورصة الكويت جلسة تداولات أمس الأحد على ارتفاع جماعي في مؤشراتها، إذ ارتفع مؤشر السوق الأول 0.4% بمكاسب بلغت 34.5 نقطة، ليصل إلى 8650 نقطة، كما سجل مؤشر السوق الرئيسي مكاسب 1.8% بإضافة 123.9 نقطة ليصل إلى 6984 نقطة، وارتفع المؤشر العام 0.6% بإضافة 50.3 نقطة ليصل إلى 8001 نقطة.
وبرهن الأداء الإيجابي للبورصة وتماسكها جراء الأحداث الراهنة، على أنها من أفضل اسواق المنطقة اداء، إذ استطاعت مواصلة المكاسب في جلسة افتتاح الاسبوع أمس، استكمالا لما أنهت به جلسة ختام الاسبوع الماضي، وأضافت القيمة السوقية لبورصة الكويت 301 مليون دينار أمس بنسبة ارتفاع 0.6%، ليصل إجمالي القيمة إلى 47.79 مليار دينار ارتفاعا من 47.49 مليار دينار نهاية جلسة الخميس الماضي.
وكان لافتا ان جلسة أمس التي أنهت على ارتفاعات جماعية للمؤشرات، وكذلك المتغيرات، شهدت زخما شرائيا لكل انواع الاسهم في اغلب القطاعات، وفي مقدمتها الاسهم المتوسطة والصغيرة المدرجة بالسوق الرئيسي، وفي مقدمتها اسهم وثاق ومنازل وم. اعمال واماراتية ومينا التي تصدرت قائمة التداولات من حيث الكميات أمس، هذا إلى جانب الاسهم القيادية خاصة البنكية التي تحظى بإقبال شرائي في ظل التقلبات الحالية لأسواق المال جراء انعكاسات الحرب الإيرانية ـ الإسرائيلية.
وعلى مستوى السيولة المتدفقة، فسجلت تراجعا بنسبة 8% بمحصلة 114.2 مليون دينار مقابل 124.1 مليون دينار في ختام جلسات الأسبوع الماضي، والتي شهدت تدفقات أجنبية جراء المراجعة الثانية لمؤشر فوتسي خلال العام الحالي، إلا أن السيولة في المجمل ظلت مرتفعة وفوق مستوى الـ 100 مليون دولار، وهو ما يعزز التداولات اليومية.
واستحوذت أسهم السوق الرئيسي على 41% من إجمالي السيولة بمحصلة 46.9 مليون دينار، وهو مؤشر على مدى إقبال المستثمرين على هذه النوعية من الاسهم، فيما بلغت نسبة السوق الاول من السيولة 59% بمحصلة 67.2 مليون دينار.
وجاء سهم «بيتك» في الصدارة بـ 13.8 مليون دينار، تلاه سهم «ارزان» بـ 8.2 ملايين دينار، ثم سهم «وثاق» بـ 7.6 ملايين دينار، تلاه سهم «مراكز» بـ 6.3 ملايين دينار، وسهم «وربة» بـ 5.1 ملايين دينار.
وتراجعت أحجام التداول بنسبة 7.5% بكميات اسهم 617 مليون سهم مقابل 667 مليون سهم بجلسة الخميس الماضي، وجاء في صدارة الأسهم الأكثر تداولا سهم «وثاق» بـ 72.6 مليون سهم، تلاه سهم «منازل» بـ 52.3 مليون سهم، ثم سهم «جي اف اتش» بـ 47.2 مليون سهم. وقاد السوق للمكاسب بجلسة أمس 10 قطاعات، تصدرها «تكنولوجيا» بـ 4.9%، تلاه «رعاية صحية» بـ 4.1%، ثم «الطاقة» بـ 3.3%، ومع ارتفاع المؤشرات الوزنية لأغلب قطاعات السوق، سجلت أسهم 98 شركة ارتفاعا سعريا أمس، مقابل تراجع أسعار أسهم 26 شركة، فيما استقرت أسعار أسهم 9 شركات.