كشف مسؤولون أميركيون عن اسم العملية التي تضمنت توجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية الثلاث الرئيسية(فوردو ونطنز وأصفهان)، حيث أطلق عليها اسم «مطرقة منتصف الليل».
واستغرق التخطيط والتجهيز لهذه العملية أشهرا، حتى حسم الرئيس دونالد ترامب أمره واتخذ قراره النهائي بشن الضربات في اليوم العاشر للحرب بين إسرائيل وإيران.
ومرت «مطرقة منتصف الليل»، بمراحل عديدة على مدار مهلة الـ 60 يوما التي كان قد منحها ترامب في شهر أبريل 2025، لإيران للعودة مجددا إلى المفاوضات.
بحلول الوقت الذي كان فيه الرئيس ترامب يتجول في نادي الغولف الخاص به في ولاية نيوجيرسي، مساء الجمعة 20 يونيو 2025، كانت قاذفات الشبح «بي-2»، التي تحمل قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل، تستعد للإقلاع عند منتصف الليل من قاعدتها في ولاية ميسوري، متجهة إلى منشآت إيران النووية: «فوردو» و«نطنز» و«أصفهان».
وكانت مجموعة أخرى من الطائرات تتجه غربا، في محاولة متعمدة للتمويه، حيث أحاط ترامب قراره المهم بسرية تامة. وصرح نائب الرئيس جيه دي فانس في حديثه مع قناة «إن.بي.سي» الإخبارية الأميركية بأن ترامب احتفظ بسلطة إلغاء الضربات «حتى اللحظة الأخيرة»، لكنه اختار المضي قدما.
وبذل مسؤولو إدارة ترامب جهودا كبيرة لإخفاء تخطيطهم. وفي هذا الإطار، جاء الإعلان عن تأجيل قرار الضربة لمدة أسبوعين، وذلك ضمن ما يعرف بتكتيك «تحويل مسار المهمة»، وهو مصمم لإخفاء خطط الهجوم.
وبحلول نهاية الأسبوع الماضي، أصبح المسؤولون الأميركيون على قناعة بأن إيران ليست مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق نووي مرض بعد اجتماع القادة الأوروبيين مع نظرائهم الإيرانيين، الجمعة الماضية، وفقا لما صرح به مصدران مطلعان على الأمر لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية. وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في إحاطته الصحافية بمقر «الپنتاغون» إن العملية بدأت في منتصف ليل الجمعة 20 يونيو الجاري بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مع انطلاق قاذفات بي-2 من ميسوري في رحلة استغرقت 18 ساعة، وكانت أطول مهمة للطائرات منذ أكثر من عقدين.
وأضاف هيغسيث، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر «الپنتاغون» وإلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين: «هذه خطة استغرقت شهورا وأسابيع من التمركز والتحضير، لنكون على أهبة الاستعداد عندما يتصل بنا رئيس الولايات المتحدة. لقد تطلبت دقة عالية، وتضمنت تضليلا وأعلى درجات الأمن العملياتي».
بدأت المناقشات حول الخيارات المحتملة للضربات الأميركية على إيران بجدية بين ترامب وأعضاء فريقه للأمن القومي خلال عطلة نهاية أسبوع في كامب ديفيد أوائل يونيو الجاري، حيث أطلع مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف الرئيس الأميركي على التقييمات التي تفيد باستعداد إسرائيل لبدء الضربات على ايران قريبا.
ووضعت خيارات عدة أمام ترامب للنظر في احتمال الانضمام إلى إسرائيل في ضرباتها من عدمه، وكانت هذه الخيارات محل نقاش على مدار الأشهر السابقة.
وفي الأسبوع الذي سبق قراره النهائي، كان ترامب يعقد إحاطات يومية مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات في الطابق السفلي بالبيت الأبيض لمناقشة خطط الهجوم، ودراسة العواقب المحتملة.
كان ترامب يحضر المحادثات السرية مع مستشاريه، بقلقين رئيسيين، أولها أن يكون الهجوم الأميركي حاسما في تدمير المواقع النووية الإيرانية شديدة التحصين، بما في ذلك منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض، والثاني أن أي إجراء يتخذه لن يجر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة ومميتة.
فيما يتعلق بالأمر الأول، أبدى مستشارو ترامب ثقتهم في قدرة القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات على اختراق «فوردو» رغم عدم اختبارها سابقا.
ولكن فيما يتعلق بالأمر الثاني المتعلق بحرب طويلة الأمد، لم يستطع مسؤولو الأمن القومي وعد ترامب بأن أعمال إيران الانتقامية - التي قد تشمل استهداف الأصول أو الأفراد الأميركيين في المنطقة - لن تجر الولايات المتحدة إلى حرب ممتدة.
وبدا أن حالة عدم اليقين هذه دفعت ترامب الى التردد في اتخاذ قرار حاسم بشأن إيران، حيث صرح علنا طوال الأسبوع الذي سبق الضربة بأنه لم يتخذ قرارا بعد، حتى وإن بدا لمستشاري ترامب خلف الكواليس أنه قد حسم أمره.