حذّرت المجموعة الخليجية لدى الأمم المتحدة من تداعيات استمرار التصعيد في الشرق الأوسط التي تهدد أمن المنطقة وشعوبها، داعية إلى الإيقاف الفوري للأعمال العسكرية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب كل ما من شأنه توسيع دائرة الصراع.
جاء ذلك في كلمة ألقاها مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي بالنيابة عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين، بما في ذلك التطورات في منطقة الشرق الأوسط.
وقال البناي إن المجموعة الخليجية تتابع ببالغ القلق التطورات المتسارعة في المنطقة لاسيما تلك الأخيرة التي شملت استهدافا لمنشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية في تطور خطر يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وشدد على أهمية اضطلاع مجلس الأمن والمجتمع الدولي بمسؤولياتهما الكاملة نحو إيقاف هذه الانتهاكات والعمل الجاد على ضمان احترام سيادة الدول وسلامة منشآتها الحيوية بما في ذلك المنشآت النووية الخاضعة لنظام الضمانات الشاملة التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعرب عن قناعة المجموعة الخليجية بضرورة تغليب الديبلوماسية والحوار باعتبارها الطريق الأمثل لمعالجة الخلافات والوصول إلى حلول سلمية ضمن مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة.
وأوضح أن السبل الديبلوماسية تجدد التأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود الهادفة لإيجاد حلول سياسية تكفل بإنهاء الأزمة، بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة من الأمن والاستقرار في المنطقة.
واختتم مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة الكلمة بتأكيد التزام المجموعة الخليجية الراسخ بدعم الجهود الإقليمية والدولية كافة الرامية إلى نزع فتيل الأزمة وإرساء الأمن والاستقرار والحفاظ على مصالح الشعوب في المنطقة والعالم.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن القصف الأميركي للمنشآت النووية الإيرانية «يمثل منعطفا خطرا في منطقة تعاني أصلا من الويلات»، داعيا إلى اتخاذ إجراءات «حاسمة وفورية» لإيقاف القتال والعودة إلى مفاوضات «جادة ومستدامة» بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف غوتيريش في كلمة خلال الاجتماع «أننا نخاطر الآن بالانزلاق إلى دوامة من الانتقام تلو الآخر» منبها إلى أن شعوب المنطقة لا يمكنها تحمل دوامة أخرى من الدمار.
وشدد على الحاجة إلى حل «موثوق وشامل وقابل للتحقق» من شأنه استعادة الثقة بما في ذلك إتاحة الوصول الكامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ودعا الأمين العام في كلمته المجلس وأعضائه إلى «التصرف بعقلانية وضبط النفس والإلحاح»، قائلا «إنه لا يمكننا - ويجب ألا - نتخلى عن السلام».
بدوره، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن نظام منع الانتشار النووي «الذي شكل أساس الأمن الدولي لأكثر من نصف قرن» أصبح «على المحك».
ولفت غروسي في كلمته خلال الاجتماع، إلى أن هناك «فرصة سانحة للدبلوماسية» محذرا من أنه في حال فوات هذه الفرصة «قد يصل العنف والدمار إلى مستويات لا تصدق».
وجدد المدير العام التأكيد على موقفه بأنه «لا ينبغي أبدا» وقوع هجمات مسلحة على المنشآت النووية والتي قد تؤدي إلى انبعاثات إشعاعية ذات عواقب وخيمة «داخل حدود الدولة التي تعرضت للهجوم وخارجها».
هذا، ودعا مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير إيرواني مجلس الأمن إلى إدانة الهجوم الذي استهدف منشآت بلاده النووية، فيما أكد أن إيران تحتفظ بحقها الكامل والمشروع بموجب القانون الدولي في الدفاع عن نفسها.