تعافت أسعار النفط قليلا خلال تعاملات أمس، وذلك بعد تقلبات حادة وخسائر في وقت سابق من الأسبوع، بينما يقيم المستثمرون مدى صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، كما تلقت الأسعار دعما من بيانات أظهرت قوة نسبية في الطلب الأميركي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 63 سنتا، أو ما يعادل 0.9%، لتصل إلى 67.77 دولارا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 60 سنتا، أو 0.9%، ليبلغ 64.97 دولارا للبرميل، وذلك خلال جلسة التعاملات أمس.
وأنهي خام برنت جلسة الثلاثاء عند أدنى مستوى إغلاق له منذ 10 يونيو الجاري، بينما سجل خام غرب تكساس أدنى مستوى منذ 5 من الشهر نفسه، وهذان المستويان بلغا قبل الضربة المفاجئة التي شنتها إسرائيل على منشآت عسكرية ونووية رئيسية في إيران يوم 13 يونيو، وسجلت الأسعار ذروتها في 5 أشهر مطلع الأسبوع، عقب هجوم أميركي استهدف منشآت نووية إيرانية.
وقال المحلل المتخصص في السلع الأولية لدى بنك «يو بي إس» جيوفاني ستونوفو: «تراجعت المخاوف بشأن انقطاع إمدادات النفط»، مضيفا أن «الانخفاض في الأسعار يعكس استمرار ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة، وأن التوترات التجارية لم تكن بالسوء الذي كان يخشى».
وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي، وفقا لمصادر في السوق، انخفاض مخزونات النفط الخام بمقدار 4.23 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 20 يونيو، كما يرى محللون ومتعاملون دعما إضافيا للأسعار من توقعات باحتمال خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة قريبا، إذ يعتبر تيسير السياسة النقدية محفزا للنمو الاقتصادي وبالتالي للطلب على النفط.
وقال كبير محللي السوق في«أواندا» كلفن وونغ: «ألمحت شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس يوم الثلاثاء إلى احتمال ضعيف لتقديم موعد أول خفض للفائدة إلى يوليو، وهو ما يعد عاملا داعما للأسعار من جانب الطلب».
وعلى صعيد أسعار الذهب، فقد استقرت مع ترقب المتعاملين لنتائج الهدنة في الشرق الأوسط وصدور بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة عززت الآمال بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث تداولت العقود الفورية للمعدن النفيس دون تغير يذكر بالقرب من مستوى 3330 دولارا للأونصة، بعدما أغلقت أسعار الذهب أول من أمس منخفضة بنسبة 1.3%.
وتبدو الهدنة بين إسرائيل وإيران صامدة، ما قلص الإقبال على أصول الملاذ الآمن، خاصة بعد أن وجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقادات للطرفين بسبب خروقات مبكرة للاتفاق.
ودفع عدم اليقين الجيوسياسي، إلى جانب التوترات التجارية ومشتريات البنوك المركزية، بأسعار الذهب إلى الارتفاع بنسبة 27% منذ بداية هذا العام، بما في ذلك تسجيل مستوى قياسي بلغ نحو 3500 دولار للأونصة في أبريل.
كما تراجعت ثقة المستهلك الأميركي بشكل مفاجئ في يونيو، ما يشير إلى استمرار القلق بشأن الآثار الاقتصادية للرسوم الجمركية على الاقتصاد وسوق العمل.
وبينما قد يدفع ذلك الاحتياطي الفيدرالي لاستئناف سياسة التيسير النقدي في الأشهر المقبلة، جدد رئيس البنك جيروم باول تأكيده أن صانعي السياسات «ليسوا في عجلة من أمرهم». وغالبا ما يكون خفض أسعار الفائدة عاملا إيجابيا للذهب، كونه لا يدر عائدا.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% إلى 3327.66 دولارا للأونصة، خلال تعاملات أمس، وصعد مؤشر بلومبيرغ لقوة الدولار بنسبة 0.2%. فيما استقرت أسعار الفضة، وتراجعت أسعار البلاتين والبلاديوم.
إلى ذلك، شهدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تراجعا خلال تعاملات أمس، بعد أن أغلق مؤشر «ناسداك 100» على مستوى قياسي مرتفع في اليوم السابق، عقب إشارات من إسرائيل وإيران على انتهاء الحرب الجوية بينهما، في ظل انتظار المستثمرين مزيدا من التصريحات من رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول.
وكانت المؤشرات الرئيسية الثلاثة قد حققت مكاسب بأكثر من 1% يوم الثلاثاء، وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأقل من 1% عن أعلى مستوى له على الإطلاق، إذ أسهم تراجع التصعيد بالشرق الأوسط في تعزيز شهية المخاطرة.
وأوضح الرئيس العالمي لأبحاث الاقتصاد الكلي والموضوعي في «دويتشه بنك»، جيم ريد، في مذكرة، أن السبب الرئيسي لهذا الارتفاع الكبير هو انخفاض أسعار النفط الذي يخفض معدلات التضخم، مما يبقي احتمال خفض أسعار الفائدة قائما خلال العام، وفق «رويترز».
وتشير تحركات سوق المال إلى توقع المتداولين تخفيضات تقارب 60 نقطة أساس في أسعار الفائدة بحلول نهاية 2025، مع احتمال 71% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، وفقا لأداة «فيد ووتش».
وخلال تعاملات أمس، انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 13 نقطة أو 0.03%، وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.02%، كما ارتفع مؤشر «ناسداك 100» بنسبة 0.09%.
وشهدت أسهم شركة التوصيل العملاقة «فيديكس» انخفاضا بنسبة 5.5% في تداولات ما قبل الافتتاح، بعد أن توقعت الشركة أرباحا فصلية أقل من التقديرات، متأثرة بالرسوم الجمركية التي أثرت في الطلب العالمي.