- «ومض» ساهمت في تقليل عمليات الاحتيال.. وعصابات تُوظف أفراداً دون علمهم كمحصلين لجهات مجهولة
- إحدى وسائل اكتشاف النصب إدخال بيانات غير حقيقية في بوابة الدفع.. وإذا قبلت فالرابط مزيف
منصور السلطان - مبارك التنيب
تعد الجرائم الإلكترونية أحد أبرز التحديات الأمنية في العصر الرقمي الراهن، إذ تستخدم حيلا تقنية متطورة وأدوات خادعة تسلل عبر شاشات الأفراد من خلال روابط دفع احتيالية ومواقع زائفة للإيقاع بالضحايا وسرقة بياناتهم وأموالهم.
وفي مواجهة هذا التحدي، تبذل وزارة الداخلية جهودا متواصلة عبر إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية لرصد هذه الجرائم والتعامل معها فنيا وقانونيا إلى جانب جهودها في تعزيز التوعية الرقمية لدى أفراد المجتمع كافة بمخاطر هذه الجرائم وطرق الوقاية منها.
وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم الخدمات المساندة بالإنابة في إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بوزارة الداخلية المقدم عمار الصراف لـ «كونا» إن النصب الإلكتروني بات يتصدر أنواع الجرائم التي تتعامل معها الإدارة، خصوصا تلك التي تتم عبر رسائل وهمية وروابط دفع مزيفة تنتحل صفات جهات رسمية أو بنكية.
وأوضح الصراف أن الإدارة تعاملت خلال العام الماضي مع أكثر من 3000 قضية تتنوع بين الإعلانات الاحتيالية والمتاجر الوهمية وروابط الدفع المزيفة، مبينا أن الشهر الماضي فقط تم التعامل مع 164 قضية بتهم متنوعة شملت مخالفة النظام العام والمساس بالكرامة والإخلال بالآداب العامة.
وأشار إلى أن المحتالين باتوا يستخدمون تقنيات متطورة وسيناريوهات متعددة للإيقاع بضحاياهم حتى في خدمات الدفع عند الاستلام، إذ يقومون بإرسال روابط مزيفة لدفع رسوم التوصيل الرمزية، وبمجرد إدخال البيانات البنكية يتم الاستيلاء عليها وسرقة أموال الضحايا.
وأضاف أن ثلاثة أنواع من القضايا تتصدر قضايا الاحتيال الإلكتروني، أولها الجرائم المرتبطة بإعلانات تأجير الشاليهات والتي تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن أرقام «واتساب» الكويتية ليست دليلا على موثوقية تلك الحسابات.
وبين أن الجريمة الثانية هي التي تتمثل في المتاجر الإلكترونية الاحتيالية التي تقوم بعرض منتجات بأسعار مخفضة لجذب الضحايا، ومن ثم إرسال روابط دفع وهمية لسحب مبالغ تفوق قيمة السلعة المعلنة.
ولفت إلى أن الجريمة الثالثة فتتم عبر روابط مزيفة لمؤسسات حكومية أو شركات بيع الدواجن أو المواد الغذائية ويتم تصميم هذه الروابط بطريقة مشابهة للمواقع الأصلية بهدف سرقة بيانات الحسابات البنكية عند محاولة الدفع. وأشار إلى وجود وسائل يمكن اتباعها للتأكد من مصداقية المتاجر الإلكترونية، ومنها تجربة إدخال بيانات غير حقيقية في بوابة الدفع، وإذا تم قبولها فذلك يدل على أن الرابط مزيف إضافة إلى التدقيق في نطاق رابط الدفع والتأكد من كونه نطاقا كويتيا رسميا (com.kw).
وأوضح أن خدمة «ومض» لدفع وتحويل الأموال ساهمت في تقليل عمليات الاحتيال، إلا أن بعض العصابات الإجرامية تستغل وجود أفراد بداخل البلاد دون علمهم وتقوم بتوظيفهم كمحصلي أموال لصالح جهات مجهولة.
وسلط الصراف الضوء على غرفة «أمان» الافتراضية التي تمثل منظومة مشتركة تضم البنوك الكويتية والنيابة العامة وإدارة مكافحة جرائم المال، موضحا أنها تستقبل البلاغات على مدار الساعة عبر البنوك وتقوم بتجميد الأموال في الحسابات المشتبه بها بشكل فوري.
وأضاف أن الغرفة نجحت في حماية أكثر من 4 ملايين دينار من أموال المواطنين والمقيمين، حيث بلغ عدد البلاغات في ديسمبر الماضي نحو 2540 بلاغا في حين تم التحفظ على ما يقارب المليون دينار كويتي منذ بداية يناير الماضي حتى مايو 2025.
وذكر أن هنالك غرفة تنسيقية افتراضية دائمة تتولى متابعة البلاغات اليومية لحجب المواقع والأرقام الاحتيالية، حيث قامت منذ عام 2023 بحجب أكثر من 2300 موقع إلكتروني احتيالي إضافة إلى تعطيل ما يزيد على 2200 رقم «واتساب» احتيالي وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات وشركات الاتصالات المحلية.
وأضاف أن التعامل مع المتهمين داخل البلاد يتم وفق إجراءات قانونية بالتنسيق مع النيابة العامة، أما في حال وجودهم خارج البلاد فيكون التعامل من خلال «الإنتربول» الدولي والتواصل مع الدول المعنية، مستذكرا في الوقت ذاته عملية «البرج الأحمر» والتي شهدت ضبط تشكيل عصابي استهدف أبراج الاتصالات.