- لدي عمل مسرحي جديد يحمل العديد من المفاجآت مع رائد جيله محمد الحملي
- أجهّز لمسلسل جديد أعود به لأدوار الشر وبعد أن تقاعدت سأعود للإخراج من جديد
- أملك دكتوراه فخرية لكن الأهم هل حامل لقبها بيفهم؟ لأن الألقاب لا تصنع النجاح
- بسبب إصابتي وأنا طفل في مصر كانوا ينادونني «شنبو يا شنبو» بسبب فيلم فؤاد المهندس
حوار: ياسر العيلة
الكثير من الفنانين من يستحق الهالة التي تحيط بنجوميتهم، ومنهم من لا يستحق حتى كتابة اسمه على تترات الأعمال، وبعضهم ظلمته أقلام النقاد التي لم تقدم نقدا حقيقيا يذكر، ووسط هؤلاء يظل النجم الكبير جمال الردهان صاحب طراز خاص في الأداء الدرامي، ويمكن ان نصفه بأنه ممثل «المائة وجه» لقدرته على التنوع والتعبير عن مختلف الشخصيات بالبراعة نفسها.
الردهان له لونه المميز الذي يتفرد به عن زملائه، أدواره تختاره، ترك بصمة لدى المشاهد ما زالت عالقة في ذهنه حتى الآن بعد أن غير ملامح شخصية الشرير في المسرح والتلفزيون، فمن ينسى شخصية «فرام» الشريرة التي قدمها في مسرحية «أبطال السلاحف» التي أثرت في أجيال كثيرة، فجمال توقعت له أمه وهو في السادسة من عمره أنه سيصبح ممثلا عندما يكبر.
«الأنباء» التقت الردهان فحدثنا عن مشاريعه الجديدة، وعشقة لنجوم الشر من نجوم السينما المصرية، كما استعاد معنا الكثير من ذكريات طفولته عندما كان يقيم بالقاهرة، وأشياء أخرى كثيرة تحدث عنها خلال الحوار التالي:
في البداية، كلمنا عن جديدك الفترة المقبلة؟ وماذا تفعل حاليا؟
٭ أنا حاليا في استراحة محارب، وبعد ذلك سأبدأ بإذن الله مشروعا مسرحيا مع ولدي الفنان محمد الحملي وسيكون مفاجأة للجمهور، لن افصح عن التفاصيل الآن، لكن استطيع ان أقول اننا سنعيد تقديم عمل سبق ان قدمته من قبل وحققت الشخصية التي جسدتها من خلاله نجاحا كبيرا، والإعادة ستكون بشكل مختلف كليا وتحمل العديد من المفاجآت، والفنان محمد الحملي طلب منا التكتم على هذا الخبر.
ومن سيكون معكم في هذا العمل؟
٭ معنا النجم طارق العلي ومجموعة من الشباب الموهوبين، والعمل من إخراج محمد الحملي.
هل سبق لك التعاون مع محمد الحملي مسرحيا من قبل؟
٭ هذه هي المرة الأولى لكنه عمل معي وهو طالب في المعهد، وأنا سعيد جدا بالتعاون معه لأنني أذكر انه في يوم من الأيام كنت أقول للفنان الراحل غانم الصالح «انت قدوتي يا بوصلاح في المجال الفني» لأنني كنت أتمنى أن أكون 10% منه، لتدور الأيام وأسمع هذه الجملة من محمد الحملي عندما كان تلميذي بالمعهد العالي للفنون المسرحية بأنني قدوته وانه دخل المجال الفني والمعهد بسببي وقال هذه الجملة أمام الطلبة وكنت أدرس له مادة الإلقاء.
من خلال خبرتك الكبيرة ما رأيك في الحملي كحالة مسرحية متعددة المواهب؟
٭ أنا قلت رأيي فيه عندما كنت رئيس لجنة التحكيم في مهرجان «باك ستيج جروب» في دورته الأولى ورأيي لم يكن له علاقة بوجودي في هذا المهرجان وإنما لكوني أحد أساتذته بالمعهد، بالإضافة إلى كوني عضوا في نقابة الفنانين والإعلاميين، حيث قلت انه «رائد جيله» وهذا اللقب أنا من أطلقته عليه وهو يستحق ذلك بالتأكيد.
بعيدا عن المسرح ما جديدك على مستوى الدراما التلفزيونية؟
٭ نفس الشيء عندي عمل ولكن غير مسموح لي بالتحدث عنه الآن، وكل الذي أستطيع ان أقوله إنني أجسد دور شرير ومعي شخصية نسائية جميلة من الأسماء الكبيرة في الساحة الفنية، باختصار نحن في مرحلة التحضير، وبداية من أول أغسطس المقبل ستتضح الأمور ونبدأ الشغل.
هل تذكر آخر مرة قدمت فيها دور الشرير؟
٭ «والله الذاكرة لم تعد مثل الأول»،ولكن أتذكر انه في مسلسل «زحف العقارب» قدمت رئيس عصابة وتاجر مخدرات وبقية الأدوار كان فيها توجه للأدوار المركبة أو الأدوار الطيبة، لكن أنا أميل بين الفترة والأخرى لأقدم دورا يكسر هذا التوجه خاصة انني من عشاق نجوم الشر في السينما المصرية مثل محمود المليجي وعادل أدهم، وهم بالنسبة لي مدارس وأساتذة وأحبهم منذ ان كنت طفلا وأحببت شرهم الكوميدي المضحك ومن كثر تأثري بهما قدمت شخصية «فرام» في مسرحية «ابطال السلاحف» وهذه الشخصية أثرت كثيرا في الجيل الذي ظهر بعدنا مثل جيل الحملي وزملائه واشتهرت الشخصية بأكثر من لزمة.
واضح انك متأثر جدا بالأعمال المصرية وفنانيها؟
٭ عندما كنت أسكن في شقتنا في منطقة الدقي بالقاهرة انا ووالدتي وكان يسكن معنا في نفس العمارة الفنان المصري الراحل محمد رضا، وكنت أراه وأنا طفل يلعب في مدخل العمارة، وكنت كلما أشاهده أسلم عليه، وأذكر وأنا عمري 6 سنوات كنت أبكي وأنا أشاهد فيلم «أبي فوق الشجرة» وكنت أبكي لأمي وأقول لها «إزاي عبدالحليم يبكي» ويومها قالت «الواد جمال ده هيطلع فنان» وصدق توقعها.
هل تذكر موقفا طريفا حدث معك في تلك الفترة؟
٭ كنت ألعب بالعجلة «الجاري» وأصبت بسببها في جرح تحت خشمي ووضعولي في المستشفى لاصقا طبيا يشبه الشنب ووقتها كان يعرض فيلم ناجح جدا للفنان فؤاد المهندس بعنوان «شنبو في المصيدة» وقام «العيال» أصحابي في الشارع ينادونني «جمال شنبو، تعال يا شنبو روح يا شنبو»، كانت أياما وذكريات جميلة واستمررت في التواصل معهم لمرحلة العشرينيات.
لديك تعاون مع الكاتب والمنتج الكبير بندر السعيد الذي قدمت معه في رمضان الماضي مسلسل «واحة الإعرابي»؟
٭ بالفعل بندر كلمني لعمل تلفزيوني لرمضان المقبل، ولكن لم أعرف تفاصيله إلى الآن، وبندر السعيد بالنسبة لي ابني وأخي الصغير وشركته «اندبندنس» اعتبرها شركتي وسبق ان تعاونا معا من قبل في إنتاج مسلسل «آل ديسمبر».
ما سبب ابتعادك عن الإنتاج؟
٭ أنا لست منتجا، وحاليا وعقب تقاعدي سوف أتفرغ للإخراج لأني قبل التقاعد كنت مشغولا بتدريس الطلبة والتزامي بالمعهد كان يأخد الكثير من وقتي لذلك لم أتفرغ للإنتاج ولا الإخراج، وكانت محاولات بسيطة «من بعيد لبعيد»، حيث سبق ان خضت تجربة الإخراج لمرة واحدة من قبل من خلال مسلسل من 30 حلقة بعنوان «زينة الحياة» كان باكورة المنتج المنفذ للمسارح الأهلية، ولم يسبقنا في هذا الأمر كفرقة المسرح الشعبي أحد من قبل، وكان العمل من تأليف طارق العثمان، إخراج وإنتاج المسرح الشعبي في عهد وزير الإعلام في هذا الوقت د.أنس الرشيد.
عدد كبير من الفنانين والمخرجين يصرون على أن لقب دكتور يسبق أسماءهم، لماذا لا تفعل مثلهم لأنه على حد علمي أنت تحمل شهادة دكتوراه أيضا؟
٭ بالفعل أنا حاصل على دكتوراه فخرية في التنمية البشرية، واكتشفت ان العم صالح العجيري - رحمة الله عليه - حصل على دكتوراه فخرية من جامعة الكويت وكان الجميع ينادونه بالدكتور، وهذا يعني ان الدكتوراه الفخرية معترف بها، وأنا أقول لنفسي «انا ليه ساكت عن هذا الموضوع ولا أقول د.جمال الردهان مثل الآخرين؟» لكن أهم شيء بالنسبة لي هو هل حامل لقب الدكتور يفهم ويفيد الغير؟ لذلك انا دائما أقول ان الألقاب لا تصنع النجاح انما التعب والشغل وتقديم أعمال ناجحة تحقق أصداء حلوة عند الجمهور فهو الأهم، وبفضل الله انا منذ عام 1986 وأنا أدرس في المعهد وعدد طلابي تعدى 600 طالب وطالبة.
من تذكرهم من أسماء الطلاب على سبيل المثال؟
٭ كثيرين، وأخاف تخوني الذاكرة وأنسى أحدا لكن منهم، على سبيل المثال محمد الحملي وعلي العلي والمذيع بسام الجزاف والمذيعة نورة عبدالله وغيرهم، بالإضافة إلى ان 75% من الأسماء التي قدمت عروضا مسرحية في مهرجان «باك ستيج قروب» الأخير من طلابي الذي درستهم من قبل.
صراحة هل جميعهم أوفياء لك وللدور الكبير الذي لعبته في حياتهم على المستوى الدراسي والإنساني؟
٭ بدرجة كبيرة بفضل الله سبحانه وتعالى لأنني اشتغلت معهم بحب واعتبرتهم أبنائي، وفي المهرجان كانوا لا يقتربون مني كوني رئيس لجنة التحكيم وحتى لا يضعوني في موقف محرج على حد تفكيرهم، غير انني جمعتهم وقلت لهم «انا لو عيالي الحقيقيون مشاركون في المهرجان فلن أعطيهم درجة إلا اذا كانوا يستحقون فلا تخافوا وتعالوا لأتحدث معكم كل يوم»، وبالمناسبة كان في لجنة تحكيم المهرجان واحدة من طلابي الذين درستهم وهي هبة العيدان فهي تلميذتي من دفعة الإعلامي الجميل بسام الجزاف.
وأنت في استراحة المحارب هل استغللتها في ممارسة هوايتك الأولى الصيد والحداق؟
٭ تصدق أو لا تصدق لأول مرة في حياتي منذ 6 أشهر لم أدخل البحر، وأنا الذي لم يكن يتحمل البعد عنه شهرا واحدا وكنت أتعب نفسيا، وهذا بسبب أنني كنت أعاني الفترة الماضية من ألم في رجلي، بالإضافة إلى ان القوانين الجديدة المتعلقة بالصيد عطلتني من الدخول للبحر كما كنت متعودا، فالبحر هو عشقي الأبدي وأهم من الفلوس والفن والشهرة، والحمد لله افتتحت أبريل الماضي أحدث فروع مطعمي «فشتاكي» على الخليج مباشرة.