- خفض تكاليف الاستعدادات من 1.1 مليون إلى 74 ألفاً بإعادة هيكلة آلية تجهيز المدارس
- «نظم المعلومات» تدرب 100 من الفرق المكلفة على استخدام «بلغ» للتحديث المستمر بدقة
عبدالعزيز الفضلي
وجّه وزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي بتطبيق خطة عمل شاملة استعدادا للعام الدراسي 2025/2026، تقوم على إعادة هيكلة فرق العمل الميدانية المكلفة بصيانة وتجهيز المباني المدرسية، وذلك ضمن الجهود الحثيثة التي من شأنها تأمين الجهوزية الكاملة بما يضمن انطلاقة عام دراسي مستقر ومنظم في جميع مدارس البلاد، ويحقق في الوقت ذاته أفضل استثمار للموارد المالية والبشرية.
وانسجاما مع هذا النهج، وبعد سلسلة اجتماعات بين الوزير والقيادات التربوية بشأن إعادة هيكلة عمل فرق الاستعداد للعام الدراسي لتكون أكثر فاعلية، واعتمدت الوزارة آلية جديدة وفق تصور أكثر كفاءة في تنظيم فرق الاستعداد للعام الدراسي، تمثلت في تشكيل 10 فرق ميدانية متخصصة تضم 100 مهندس وفني وإدارات مختصة، بالإضافة إلى فريق مركزي أساسي مكون من عدة إدارات مختصة في أعمال حصر احتياج وتجهيز واعداد وتوفير متطلبات الإدارات المدرسية للعام الدراسي القادم مثل إدارة التوريدات والمخازن ونظم المعلومات والخدمات العامة، ويتولى التنسيق والمتابعة الوكيل المساعد لقطاع المنشآت التربوية والتخطيط م.محمد الخالدي لتغطية ما يقارب 1000 مبنى مدرسي وإداري على أن يستمر عمل تلك الفرق لمدة 3 أشهر لتواصل مهامها بالتزامن مع مباشرة الإدارات المدرسية.
وقالت الوزارة إن توجيهات الطبطبائي أسهمت في تحقيق وفر مالي كبير، إذ خفضت ميزانية المكافآت لهذا البند من 1.1 مليون دينار كانت تصرف سنويا على فرق مؤقتة وتضم نحو 2000 موظف، إلى ميزانية لا تتجاوز 74.250 دينارا، لاسيما مع إطالة عمل اللجان المكلفة وتخصصها في التعرف على احتياجات الإدارات المدرسية بشكل يشمل الصيانة والاحتياجات الإدارية والخدمية، ما يعكس كفاءة في توظيف الموارد البشرية والمالية في الاستعداد المبكر للعام وفق منظومة عمل متكاملة.
ولتسهيل الإجراءات وتحقيق الرقابة الفعالة، وجه الطبطبائي إدارة نظم المعلومات بإعداد برنامج إلكتروني لفرق العمل المكلفة، لربط أعمالها إلكترونيا ورصدها وتوثيقها ومتابعة الاستعدادات بشكل فوري ودقيق، بحيث يمكن من خلاله إدخال الملاحظات وفق قائمة مهام واضحة، وتسجيل نسب الإنجاز، ورصد المعوقات، وتوليد مؤشرات أداء واقعية تسهم في صنع القرار، على أن يتيح البرنامج الإلكتروني «بلغ» لوحة متابعة رقمية تفاعلية تمكنه من الاشراف على جميع التفاصيل التنفيذية لحظة بلحظة، والاطلاع المباشر على نسب الإنجاز، ومؤشرات الأداء وعدد البلاغات والمعوقات وتطور أعمال التنفيذ حسب قوائم المهام المدخلة، لمتابعة عمل الفرق بشكل مباشر والوقوف على مستوى الإنجاز.
وفي خطوة رقابية نوعية، ذكرت الوزارة أن الطبطبائي وجه في الوقت ذاته مكتب التفتيش والتدقيق التابع لمكتبه بمراجعة الأعمال المنفذة ميدانيا، من خلال زيارات مفاجئة، للتحقق من مطابقة ما تم تنفيذه فعليا مع البيانات المرفوعة على البرنامج والتقارير المعتمدة، بهدف رفع كفاءة الإنجاز وضمان الالتزام بالمعايير، مبينة ان «بلغ» يسهم في دعم فرق العمل من خلال تمكينهم من إدخال البيانات لحظيا وتحويلها إلى إحصاءات وتقارير مهنية، تشمل كلا من أعمال الصيانة الوقائية والدورية وتوفير الأثاث المدرسي والإداري والكتب المدرسية، وتجهيز المختبرات، وصيانة أجهزة التكييف، وغيرها.
وشددت «التربية» على أن خطة الاستعدادات هذا العام تختلف جذريا عن الأعوام السابقة، من خلال إشراك أهل الاختصاص من القطاعات المعنية من المهندسين في قطاع المنشآت، وإدارة الخدمات العامة والتوريدات والمخازن، بالإضافة إلى فرق التفتيش والتدقيق وفق منظومة عمل متكاملة مما يسهم في تلبية احتياجات الإدارات المدرسية، بالإضافة إلى تفعيل أدوات الرقابة الحديثة، ما أسهم فعليا في ترشيد المصروفات ومئات الآلاف من الدنانير التي كانت تصرف سابقا على لجان المناطق التعليمية، موضحة أن هذه الخطوة تعد تحولا نوعيا في آليات العمل. ولفتت إلى أن هذه الخطوة تعد نقلة نوعية في التخطيط المسبق والتنظيم المحكم، وتجسيدا حقيقيا لتوجه الوزير نحو تقليص الهدر المالي، وتطوير كفاءة الأداء المؤسسي، وضمان جهوزية عالية للعام الدراسي القادم 2025/2026، كما أن إدارة نظم المعلومات قد قامت بتدريب أكثر من 100 موظف من الفرق المكلفة على استخدام برنامج «بلغ»، لضمان دقة المعلومات وجودة البيانات المدخلة، مما يعزز التكامل بين القطاعات المختلفة في الوزارة.
وتابعت: مهام فرق العمل تتوزع على عدد من الاختصاصات الأساسية، حيث تشمل متابعة سلامة جميع المرافق التعليمية، والتنسيق مع الجهات الحكومية كوزارة الكهرباء والماء والمؤسسة العامة للرعاية السكنية، وتطوير برنامج إلكتروني خاص بتسجيل البلاغات وأعمال الصيانة، وجميع الملاحظات الميدانية، بالإضافة إلى متابعة تنفيذ الأعمال من قبل الإدارات المختصة، كما أوكلت إلى فرق العمل مهام تفصيلية مثل: الكشف على جميع المدارس والمباني التعليمية، ورصد الأعطال والمشاكل والتلفيات، وإدخال البيانات والملاحظات ضمن البرنامج الإلكتروني المعتمد للاستعدادات، وإخطار الجهات المختصة بالأعطال، فضلا عن متابعة تنفيذ أعمال الصيانة أجهزة التكييف، الكهرباء، الأعمال المدنية والميكانيكية. وأوضحت أن فرق العمل الميدانية أنهت المرحلة الأولى من المسح الميداني، حيث تم تغطية ما يقارب 900 مبنى مدرسي في مختلف المناطق التعليمية، بهدف رصد الاحتياجات ووضع خطة عمل شاملة لتوفير النواقص، بناء على قوائم المهام الموكلة لكل إدارة مختصة، مجددة التزامها بالحرص على تقديم عام دراسي جديد أكثر كفاءة واستقرارا، يؤسس لمرحلة تعليمية تركز على جودة الخدمات، وسلامة البيئة المدرسية، ويضمن حصول كل إدارة مدرسية على الدعم الكامل في الوقت المناسب.