- الرئيس الأميركي يخطط لفرض رسوم جمركية نسبتها 100% على قطاع أشباه الموصلات
- الهند تواجه رسوماً بـ 25% وستبلغ 50% بنهاية أغسطس.. نظراً لشرائها النفط الروسي
بدأت الولايات المتحدة أمس، فرض التعرفات الجديدة على السلع الواردة من عشرات الدول، في خطوة محورية ضمن سعي الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة رسم معالم التجارة الدولية.
ومع بدء تطبيق الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب الأسبوع الماضي، ارتفعت الرسوم الجمركية الأميركية على منتجات العديد من الشركاء التجاريين، من 10% لما بين 15% و41%، وقال الرئيس ترامب إن مليارات الدولارات تتدفق إلى الولايات المتحدة مع بدء فرض التعرفات الجديدة.
وكتب على منصته «تروث سوشيال»، مع انقضاء مهلة السابع من أغسطس التي حددها لبدء فرض هذه الرسوم: «إنه منتصف الليل (بالتوقيت المحلي)!! مليارات الدولارات جراء التعرفات تتدفق الآن إلى الولايات المتحدة الأميركية».
وباتت العديد من المنتجات من اقتصادات مثل الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، تواجه تعرفات بنسبة 15%، حتى مع الصفقات المبرمة مع واشنطن لتجنب زيادات أكبر يلوح بها ترامب، لكن دولا أخرى مثل الهند تواجه رسوما بنسبة 25%، على أن تتضاعف خلال 3 أسابيع لتبلغ 50%، بعد معاقبتها على شراء النفط الروسي.
وجاءت 4 دول عربية ضمن قائمة الأعلى رسوما، حيث تفرض على سورية مستويات تصل إلى 41%، وبلغت الرسوم على الجزائر وليبيا 30%، وعلى تونس 25%، وتبقى الصين بانتظار تمديد الهدنة التجارية قبل الموعد المحدد للرسوم في 12 أغسطس الجاري.
وتهدف الرسوم الجمركية الأخيرة إلى تصحيح ممارسات تجارية تعتبرها واشنطن غير عادلة، وهي تأتي في سياق توسعة إجراءات فرضها ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، لكن هذه التعرفات الجمركية الجديدة لا تنطبق على الواردات من قطاعات محددة والمدرجة تحت قوائم خاصة، مثل الفولاذ، والسيارات، والأدوية والرقائق.
وقال ترامب الأربعاء إنه يخطط لفرض رسوم جمركية نسبتها 100% على أشباه الموصلات، بينما أكدت تايوان أن الشركة العملاقة في صناعة الرقائق «تي إس إم سي» (TSMC) ستكون مستثناة نظرا لامتلاكها مصانع في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، تحذر الشركات والمجموعات الصناعية من أن الرسوم الجديدة ستضر بشدة بالشركات الأميركية الصغيرة. كما يرى خبراء اقتصاديون أن الرسوم الجديدة قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتفرض ثقلها على النمو الطويل الأمد.
وفي حين يسري الأمر التنفيذي للتعرفات الجديدة اعتبارا من الخميس، لكنه يترك العديد من الأسئلة العالقة بالنسبة للشركاء الدوليين الذين فاوضوا الولايات المتحدة لعقد اتفاقات تجارية، فعلى سبيل المثال، تبدو طوكيو وواشنطن على طرفي نقيض بشأن تفاصيل أساسية لاتفاقهما الخاص بالتعرفات، مثل موعد خفض الرسوم على السيارات اليابانية المستوردة.
ولم تقدم واشنطن بعد موعدا لبدء خفض التعرفات على السيارات بالنسبة لليابان والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية، وهي تفرض حاليا رسوما قدرها 25% على السيارات بموجب أمر تنفيذ خاص بالقطاع، وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الرسوم على الواردات اليابانية البالغة 15% ستضاف إلى الرسوم القائمة، على الرغم من أن طوكيو تتوقع الحصول على تنازلات.
ومع بدء فرض الرسوم الجديدة، يبدو ترامب مصمما على مواصلة حربه التجارية، حيث فتح الرئيس الأميركي جبهة جديدة مع إعلانه مضاعفة الرسوم على السلع الهندية إلى 50%، على خلفية مواصلتها شراء النفط من روسيا على رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حرب أوكرانيا، لكن النسبة الإضافية من الرسوم (25%) سيبدأ تطبيقها خلال ثلاثة أسابيع.
وفي موازاة التعرفات الجديدة على الهند، لوح ترامب بفرض عقوبات على دول أخرى تستورد النفط الروسي «بشكل مباشر أو غير مباشر»، والذي تشكل عائداته مصدر تمويل رئيسي للمجهود الحربي لموسكو في أوكرانيا.
وفي إطار حربه التجارية، استهدف ترامب البرازيل على خلفية محاكمة حليفه رئيسها السابق اليميني جايير بولسونارو المتهم بتدبير انقلاب، وارتفعت الرسوم الأميركية على مختلف السلع البرازيلية من 10% إلى 50%، لكن ذلك يترافق مع إعفاءات واسعة النطاق تشمل عصير البرتقال وقطاع الطيران المدني.