بدأ عشقه للبحر والحداق من سن صغيرة في شاليهات الخيران أواخر الثمانينيات، حيث كان يمارس الحداق على السيف مع فهد المزيد وهم بإنتظار أن يناديهم الكبار للخروج معهم للحداق. وقال أسامة السلطان لصفحة «بحري» أنه اشترى أول طراد بعد أول وظيفة تسلمها، حيث بدأ «دشات البحر» ومازال مستمرا حتى وقتنا الحاضر.
في البداية يقول الحداق أسامة السلطان: «بدأ عشقي للبحر والحداق من سن صغيرة في شاليهات الخيران أواخر الثمانينيات في شاليه عائلة المزيد الكرام، كنت أمارس الحداق على السيف مع أخوي فهد عبداللطيف المزيد، وننتظر بشغف اللحظة إللي ينادينا فيها الكبار للخروج معهم بالطراد للحداق، ومع مرور الزمن والتقدم بالعمر اشتريت أول طراد بعد أول وظيفة وبلشت رحلتي مع دشات البحر ومازالت مستمرة لوقتنا الحاضر، بذلك الوقت كانت بدايتي كأي هاوي صيد كان لازم يبلش من البوية الصفرا (تم إزالتها حاليا)، ويعرف المكان الآن بالبوية الصفرا القديمة، وهي تقع بين رأس السالمية وجزيرة فيلكا تقريبا، والصيد فيها كان متنوع ما بين شعم، نويبي بالول قرقفان، وبعد ممارسة طلعات البحر قررنا ان نروح جزيرة عوهة التي عشقتها من أول رحلة حداق لها، وأصبحت عشقي وملاذي الأول للحداق أولا لهدوء أجوائها وأيضا لكثرة أماكن الصيد فيها وتنوع الأسماك الموجودة».
بماذا تتميز جزيرة عوهة؟
٭ «ما زالت عوهة تتميز بتنوع وكثر أماكن الصيد فيها، وتعتبر من أفضل أماكن الصيد حاليا، ولكن بعد بناء جسر جابر الذي من شأنه تغيير النمط البيئي بسبب الأعمدة الممتدة في قاع البحر ووجود الخرسانات كبيرة الحجم لتثبيتها والتي أثرت على سرعة التيارات المائية عند المرور بتلك الأعمدة، وأيضا بناء سلسلة غذائية جديدة، وذلك بسبب نمو البرنقيل (ما يسمى محليا بالنو). و«البرنقيل» هو محار يعيش في المياه المالحة، يلتصق بالأشياء تحت الماء. ويوجد على دعامات أرصفة الموانئ والصخور والسلاحف والحيتان وقيعان السفن، والذي بدوره جذب الأسماك الصغيرة لتتغذى عليه، والتي بدورها أنشأت سلسة غذائية جلبت الأسماك الأكبر لوجود الغذاء لها، فبين تلك الأعمدة وخرسانات التثبيت يوجد كل من سمك الشعم والقرقفان، وسمك الشيم والبالول والهامور والمزيزي والسبيطي والنويبي منها الذي يتغذى على «النو» وما حوله ومنها على الأسماك الصغيرة الموجودة، مما يجعل الآن هذه الأماكن هي أيضا من أفضل الأماكن حاليا بالإضافة إلى الركسة».
ما أذكى الأسماك الموجودة في البحر؟
٭ المزيزي والسبيطي من أذكى السمك الموجودة في بحرنا، ويحتاج الى صبر كبير، لذلك هو منى الأغلبية للفوز بصيدها، ولصيد المزيزي أو السبيطي تحتاج الى خيط يكون قويا قياس 60 مم إلى 80 مم، ويفضل أن يكون الطعم (ييم) فرش، وعن نفسي أحرص على آخر ساعتين من المد (السجي) ووقفة الماية (وصول المد إلى أعلى مستوى) وأول ساعة من الجزر (الثبر) وهذا طبعا يفضل في الأيام التي تكون فيها التيارات البحرية (حمل).
حدثنا عن الهامور وكيف يتم صيده؟
٭ «الهامور في منه الساكن (الذي يسكن في مكان واحد مثل الأماكن الصخرية المجوفة والطبعانات وفي من العابر الذي يبحث عن المرعى (ويطلق عليه محليا اسم الرعوي) وله طريقتان لصيده هما الحداق عن طريق استخدام خيط حجم كبير قياس 120مم حتى 200مم وتسمى (الدرية) وتكون الييمة سمكا صغيرا إلى متوسط ويكون حيا مثل (يميام، شعم، نويبي) وأيضا (جم، خثاق أو قبقب) وأنا عن نفسي أفضل أن الييمة التي تكون بالدرية هي قبقب حي لأن القبقب من الوجبات التي يفضلها الهامور حسب الدراسات المنشورة، والهامور أيضا ينصاد عن طريق التشخيط، وغالبا ينصاد الهامور الرعوي باستخدام هذه الأسلوب في الصيد والهامور موجود من شهر مايو حتى نوفمبر ويبدى يخف صيده حتى يناير وأماكن وجوده متعددة حسب أسلوب الصيد المستخدم، في الحداق يوجد في السفن الغرقانة (الطبعانات) وفي التشخيط في الأماكن الصخرية غالبا، أما بالنسبة للچنعد فأنا حداق شمال والچنعد صيده كله جنوب يبتدي موسمه من شهر سبتمبر الى منتصف مارس، الآن يستخدم التشخيط بالبورد ولا احتر الجو التشخيط بالسمك الحي».
ماذا عن سمة الشماهي؟
٭ «الشماهي سمكة قوية وصيدها ممتع بسبب قوتها وحجمها، في منها الصغير الذي يسمى محليا (شبمبع) والوسط يسمى (فرخ شماهي) يصل لغاية 15 كيلو تقريبا وفي (الشماهي) من 15 كيلو وما فوق، يوجد الشماهي في عوهة والصبية والركسة، وفي البعض يوصل لغاية جون الكويت ولكنها أعداد بسيطة، يبتدي موسم الشماهي بعد مرور السرايات على البلاد، يعني شهر مايو، ولكن هالسنة تحديدا تأخر والعلم عند رب العالمين وصيده خفيف أيضا هالموسم، أما طريق صيد الشماهي فهي تحتاج الى خيط 80 مم وفوق ممكن توصل إلى 100مم، ولكن أنا أصغر خيطي في بعض الأحيان لغاية 50مم لأن في بعض الأحيان يكون حذر فما يضرب إلا على الخيط الصغير وبالنسبة للييمة فهو يرغب إما قطعة كبيرة من الخثاق أو ربيانه جامبو والترديعة ركة طويلة.
هل توجد أسماك شعبية؟
٭ النقرور من السمك إللي له شعبية خاصة بين الحداقة وله لذة في الأكل، وخصوصا المشوي ومتعة في الصيد، يبتدي موسم النقرور مع ابتداء موسم السرايات، ويتواجد في جزيرة عوهة والركسة والدفان، ويمتد صيده لغاية الشتاء في الدفان، الحجم الصغير منه يسمى محليا (طريجعي) وييمته تتغير حسب الموسم، ولكن يرغب الخثاق بالشتاء، والترديعة علاق ولكن ميدار واحد».
ما التغيرات بين صيد اليوم وصيد أمس؟
٭ «التغييرات التي حصلت بين صيد الماضي والحاضر كثيرة، من جانب وفرة الصيد، ففي الماضي كان الصيد وفير على عكس الوقت الحاضر، وذلك لأسباب كثيرة معروفه للأغلبية ويطول شرحها، ولكننا مستبشرون خيرا في التحركات في أكثر من اتجاه بهذا الخصوص والتي من شأنها إنعاش البيئة البحرية مرة ثانية بإذن الله، وأما من جانب أساليب الصيد، فقد دخلت علينا أساليب حديثة كثيرة مثل التشخيط بالبورد والچق واللفاح وغيرها، هذه الأساليب الحديثة غيرت الحسبة وصارت السمچة إلى كانت تنصاد في مواسم معينة فقط بالحداق أصبحت تنصاد طوال السنة بالأساليب الحديثة».
هل جربت أدوات الحداق الحديثة؟
٭ «نعم جربته، ولكن تأخرت شوي كوني ومازلت أعشق الحداق بالخيط، ولكن مواكبة التطور أمر ضروري، بعد ما تعلمت الچق وتعمقت في تفاصيله صار يستهويني والچق يصيد السمچة في مواسم غير مواسمها إلي كنا متعودين عليها بالحداق في السنين الماضية، على سبيل المثال لا الحصر عندك الشيمة، أيام الحداق كنا ننزل لها فقط شهر مايو وشهر سبتمبر بالدردور أما الآن صارت تنصاد تقريبا اغلب أشهر السنة وفي أماكن مختلفة مثل الركسة والجسر، وعدة الچق مكونة من أربعة عناصر هي: القصبة والماكينة وخيط الحرير وخيط الليدر، هالأربعة عناصر لازم تتوافق قياساتها مع بعض للحصول على أفضل النتائج، وجميع المعلومات تكون مذكورة على العدة على سبيل المثال ينذكر على القصبة وزن الچق الأمثل لها من 30جم لغاية 100جم فلما اختار الچق لازم اختار وزنه يكون ما بين 30 و100 جم لا أكثر ولا أقل للحصول على أفضل نتيجة، وكذلك الماكينة وحجم الخيط الحرير يكون مذكورا على الماكينة فتختار الخيط المناسب لها، وهكذا في عدة اللفاح أيضا».
ختامية
واختتم السلطان قائلا: «هناك أمور كثيرة استجدت علينا بالبحر بين الحداقة ما كانت موجودة في الماضي، يمر عليك طراد مسرع لازق فيك يعفسك ولا يوخرك عن مكانك إلى انت طارح والبحر كبير ومفتوح ولا كان في أحد طارح، أو اذا چق نفس الموضوع فوق بعض ومداعم في بعض الأحيان على غير معنى والله، ناهيك عن إللي يرمون قمامتهم وأكياسهم بالبحر، هذا البحر متنفس للجميع ونمارس فيه هواياتنا إللي كانت مهنة أجدادنا وتراثنا ونعتبره بيتنا الثاني فيا ريت نحافظ عليه باللي نقدر عليه، والتغيير يبلش من تغيير نفسك».