اقترحت الجمعية الكويتية لحماية البيئة نمطا استثنائيا لموسم التخييم للعام الحالي نظرا لتفشي فيروس كورونا واتساقا مع الإجراءات الاحترازية الهادفة إلى حماية المخيمين ورواد البر، فضلا عن تخفيف الضغط على البيئة البرية والحد من الاستخدامات البشرية الخاطئة على البيئة الصحراوية.
وأعلنت الجمعية في مقترحها للتخييم للعام الحالي اعتماد تطبيق نظام «الكشتة» وهي النزهة البرية أو البحرية والمتعارف عليها بأنها قصيرة المدة مقارنة بالتخييم، ويمكن لأي جماعة الاتفاق عليها مسبقا ومن ثم الذهاب لها في النهار حتى نهاية اليوم، وهي مناسبة لمن يرغب في التنزه والاستمتاع بالبيئة ليوم واحد فقط، مشيرة إلى أن مقترح التخييم للعام الحالي يهدف إلى المحافظة على البيئة الصحراوية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقليل الضغط الذي يقوم به موسم التخييم على البيئة الصحراوية، مطالبة بتحديد فترة التخييم بشهر واحد فقط لموسمي التخييم للعامين المقبلين 2021 و2022 كظرف استثنائي بحيث لا يتم منع المرتادين من التمتع بجماليات الصحراء في أفضل مواسمها.
وأضافت: لتقنين التخييم سواء بالكشتة هذا العام أو لتقليص المدة لشهر واحد في العامين المقبلين فوائد كبيرة على تهيئة الظروف المناسبة للبيئة البرية لاستعادة عافيتها وإعادة تأهيلها وزيادة فرصة انتقال وانتشار البذور وتخزينها في الأرض للمواسم المقبلة، مما يعيد التوازن للكائنات الحية التي تعيش في المنطقة إذا استمرت الحياة الفطرية بدورتها الطبيعية، مؤكدة أن الفكرة في الكشتة هي أن تكون قصيرة المدة ولا تحتاج للكثير من الإعداد والتجهيز وبذلك تقلل من الممارسات التي تؤدي إلى تلوث أو تدهور أو إتلاف البيئة الطبيعية أو بأي من مكوناتها، موضحة أن تحديد مواقع الكشتة يتم وفقا وبما يناسب قانون حماية البيئة رقم 42 لسنة 2014 والاشتراطات الفنية للتخييم بحيث تكون المواقع مجهزة لرواد البر بما يضمن الخصوصية ومساحة للعب الأولاد.
ولفتت إلى أن مقترحها بالكشتة وتقليص فترتها لمدة شهر واحد فقط نظرا لأن البيئة الصحراوية تعاني قسوة العوامل الجوية وتغيرات المناخ وشدة وطأة الطقس بالإضافة الى الكثير من التعديات التي طالت مواردها الطبيعية والحية، وأن متوسط تصحر الأراضي سنويا في الكويت يقدر بنحو 285 كيلومترا مربعا حسب الدراسات المنشورة، فضلا عن أن البيئة البرية في الكويت تشهد ظاهرة التصحر والمتمثلة في تدهور الأراضي وفقدانها القدرة الإنتاجية والكساء الخضري وانخفاض خصوبة التربة وتملحها وتصلبها وزيادة معدلات انجرافها، منوهة بأن مياه الأمطار وهي المصدر الوحيد للمياه التي تغذي الصحراء تكون بكميات قليلة لا تتجاوز 150 مليمترا كمعدل سنوي، لذا من الضروري تجديد الحياة في مناطق التخييم وترك فرصة لها لترتوي من مياه الأمطار.