أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده قطعت التجارة والعلاقات مع إسرائيل، وأنها تقف مع فلسطين حتى النهاية.
جاء ذلك في تصريحات صحافية خلال عودة اردوغان من زيارته إلى أذربيجان لحضور قمة أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «كوب 29».
وتطرق الرئيس أردوغان إلى الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في كل من قطاع غزة ولبنان. وشدد على ضرورة إعلان وقف إطلاق نار عاجل وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع وبشكل منتظم إلى المحتاجين، مؤكدا أن أنقرة تعمل جاهدة لإبقاء الضغط على إسرائيل مستمرا واتخاذ إجراءات على أساس القانون الدولي.
وشدد أردوغان على أن «تحالف الشعب» التركي الحاكم الذي يجمع حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية حازم في قطع العلاقات مع إسرائيل، مبينا أن تركيا ستواصل ذلك خلال المرحلة المقبلة، وقال بهذا الخصوص: «قطعنا التجارة والعلاقات مع إسرائيل، ونقف مع فلسطين حتى النهاية».
وفي هذه الأثناء، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إسرائيل، إلى الموافقة على هدنة إنسانية «فعلية وطويلة الأمد» في قطاع غزة.
وقال بلينكن في تصريح صحافي من مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل أمس «ثمة حاجة لتنفيذ هدنة فعلية وطويلة الأمد في أجزاء كبيرة من غزة»، مشيرا إلى أن إسرائيل اتخذت إجراءات في مواجهة الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
وفي سياق متصل، قالت واشنطن ان إسرائيل لم تنتهك القانون الأميركي فيما يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنها دعت تل ابيب للقيام بالمزيد، وذلك بعد شهر من التلويح بأن عرقلة المساعدات الإنسانية قد تؤدي لتعليق جزء من الدعم العسكري لإسرائيل.
جاء ذلك غداة اعلان الجيش الإسرائيلي فتح معبر جديد لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، قبيل نهاية مهلة حددتها الإدارة الاميركية لتل ابيب لزيادة المساعدات للفلسطينيين.
ولاتزال منظمات غير حكومية تعتبر هذا الإجراء غير كاف للتعامل مع الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.
وفي سياق الجهود الديبلوماسية المبذولة للتوصل لاتفاق هدنة في غزة، بحث رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع وزير الخارجية المصري د.بدر عبدالعاطي آخر التطورات في القطاع.
وقالت «الخارجية القطرية» في بيان إن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي ناقش خلاله الجانبان تسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى مناطق غزة كافة دون عوائق.
كما بحث الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مع كبير منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، آخر التطورات في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إيقاف إطلاق النار في القطاع والسبل الكفيلة بإيصال المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع بعد انتهاء الحرب.
وعلى الصعيد الميداني، قتل اثنا عشر فلسطينيا على الأقل وأصيب عشرات آخرون بجروح في غارات جوية نفذها الجيش الإسرائيلي على مناطق مختلفة في غزة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في القطاع محمود بصل لوكالة فرانس برس «استشهد 12 مواطنا بينهم عدد من الأطفال وأصيب أكثر من 40 آخرين في غارات» على مخيم جباليا وبيت لاهيا ومدينة غزة (شمال) ومخيم النصيرات ورفح.
وأضاف بصل أن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر بينهم أطفال، إثر غارتين على مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا شمال القطاع، مشيرا إلى أن «مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخا باتجاه تجمع للمواطنين كانوا ينقلون عددا من المصابين في محيط مستشفى كمال عدوان».
وذكر أن المسعفين نقلوا جثتين على الأقل وتسعة جرحى بعدما «قصفت مسيرة إسرائيلية هجومية تجمعا آخر للمواطنين في حي الشجاعية» في شرق مدينة غزة.
وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» بغزة، أن حصيلة الحرب الإسرائيلية المدمرة والمستمرة منذ أكثر من عام ، قد ارتفعت إلى 43712 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان أمس إنها أحصت خلال 24 ساعة «47 شهيدا» نقلوا إلى المستشفيات، لافتة إلى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 103258 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أربعة عسكريين في شمال غزة، ما يرفع إلى 376 عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر الماضي.
في الغضون، نشرت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مقطع فيديو يظهر شخصا قدم نفسه على أنه أحد المخطوفين الإسرائيليين في غزة.
وتحدث في المقطع باللغة العبرية شاب ملتح عرف عن نفسه بأنه ساشا تروبانوف وذكر العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان التي بدأت في النصف الثاني من سبتمبر الماضي، ما يوحي بأن الفيديو ليس قديما.
ودعا تروبانوف إلى تكثيف الاحتجاجات الرامية إلى «الضغط على الحكومة الاسرائيلية لإطلاق سراح الرهائن».
وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين تعليقا على نشر الفيديو أن الشريط «المروع يؤكد الحاجة الملحة لإعادة الرهائن». وأضاف «يواجه الرهائن خطرا متزايدا بفقدان حياتهم بعد أكثر من سنة على الاحتجاز. لم يعد في الإمكان إهدار الوقت».