مفرح الشمري
بعد صراع مع المرض، انتقل إلى رحمة الله عراب التجريب في المسرح التونسي الفنان والمخرج والناقد أنور الشعافي الذي وافته المنية صباح أمس عن عمر يناهز 60 سنة.
وبرحيل الشعافي، فقدت الحركة المسرحية والفنية والثقافية والجامعية في تونس والوطن العربي فنانا مسرحيا حقيقيا مثقفا ومبدعا في مجاله طوال مسيرته الفنية التي امتدت نحو 4 عقود، حظي من خلالها بتقدير المسرحيين في تونس وخارجها، ونال عديد التكريمات على المستويين الوطني والعربي تقديرا لكفاءته ولمسيرته العلمية والفنية الزاخرة ولما قدمه لقطاع المسرح، ويحسب له تأسيس لفعل مسرحي اتخذ من المنحى التجريبي طريقا ليصبح «عرابه» في المسرح التونسي.
الراحل أنور الشعافي مخرج وناقد وأستاذ جامعي أخرج عديد الأعمال المسرحية الناجحة آخرها «كابوس أينشتاين» التي مازالت عروضها متواصلة، كما أسهم في تأطير أجيال من المسرحيين وطلبة الاختصاص.
وقد انطلقت مسيرته المسرحية سنة 1988 بتخرجه في المعهد العالي للفن المسرحي بتونس ليقترن اسمه بالتجديد ورفض السائد والمألوف وأسس بعدها فرقة مسرح التجريب بمحافظة مدنين (جنوب شرق) سنة 1889، وكان أول مدير مؤسس لمركز الفنون الركحية والدرامية بمدنين سنة 2011، وتقلد الراحل أنور الشعافي منصب مدير عام مؤسسة المسرح الوطني من 2011 إلى 2014.
وفي رصيده أكثر من 40 مسرحية شكلت علامات فارقة في المسرح التونسي، مثل «رقصة السرو» (1991) و«الدرس» و«عود رمان» (1993) و«ترى ما رأيت» (2011) و«أولا تكون» (2016) و«هوامش على شريط الذاكرة» (2019) و«كابوس أينشتاين»، وله عدد من الإصدارات في الحركة المسرحية.