أسامة دياب
أقامت سفارة روسيا الاتحادية لدى البلاد حفل استقبال بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية، وذلك بحضور عدد من السفراء ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدين.
وخلال الحفل ألقى السفير الروسي لدى البلاد فلاديمير جيلتوف كلمة نيابة عن سفراء دول رابطة الدول المستقلة، والتي تضم أذربيجان، أرمينيا، كازاخستان، قيرغيزستان، طاجيكستان وأوزبكستان، أكد فيها أن هذه المناسبة التاريخية تخلد انتصار البشرية على أعتى أنظمة الاستبداد، مضيفا «لقد مضت 80 عاما على نهاية الحرب الوطنية العظمى، كما نسميها في روسيا، والتي بدأت بهجوم ألمانيا النازية على الاتحاد السوفييتي في 22 يونيو 1941، وانتهت بهزيمتها في 9 مايو 1945».
وأضاف جيلتوف «بالرغم من مرور عقود على تلك الحقبة، وتغير ملامح العالم واختفاء الاتحاد السوفييتي الذي لعب الدور المحوري في دحر النازية، فإن تلك الحرب تظل حاضرة في الذاكرة الجماعية لشعوبنا، لما حملته من تضحيات عظيمة ونتائج فارقة في مسار التاريخ». وتطرق السفير إلى الأسباب السياسية التي مهدت لاندلاع الحرب، موضحا أن الحرب العالمية الثانية لم تكن مفاجئة، بل نتيجة خلل في النظام العالمي بعد الحرب الأولى، وتنامي النزعة الانتقامية لدى بعض القوى المهزومة، إلى جانب تغاضي النخب الأوروبية عن صعود النازية بغرض استخدامها ضد الاتحاد السوفييتي.
وأكد أن السياسات الغربية الخاطئة وعلى رأسها سياسة الاسترضاء، كانت من العوامل الرئيسية التي أدت إلى اندلاع الحرب في عام 1939، مشيرا إلى أن أوروبا بأكملها تقريبا خضعت للسيطرة النازية قبل أن تبدأ المواجهة مع الاتحاد السوفيتي في يونيو 1941.
وأوضح جيلتوف أن الاتحاد السوفييتي رغم استعداده واجه هجوما غير مسبوق الحجم، شنه أقوى جيش مدعوم بموارد غالبية الدول الأوروبية، إلا أن الحرب تحولت من حملة خاطفة إلى صراع طويل دام أربع سنوات، انتهى بتدمير القوة العسكرية الألمانية على الجبهة الشرقية، وتحرير نصف القارة الأوروبية على يد الجيش الأحمر. وأشار إلى أن الاتحاد السوفييتي قدم التضحيات الأكبر في هذه الحرب، حيث بلغ عدد ضحاياه نحو 27 مليون شخص، غالبيتهم من المدنيين، فيما تكبد الجيش النازي 78% من خسائره على الجبهة الشرقية.
كما لفت إلى أن الجبهة الثانية لم تفتح إلا في يونيو 1944، أي قبل أقل من عام على نهاية الحرب، ما يعني أن الاتحاد السوفييتي تصدى بمفرده تقريبا لمعظم القدرات العسكرية الألمانية خلال المرحلة الحاسمة.
وانتقد السفير بشدة محاولات بعض الأوساط الغربية تحريف التاريخ وتقليل دور الاتحاد السوفييتي، قائلا «نأسف لأننا نشهد اليوم محاولات مستمرة لإعادة كتابة تاريخ الحرب، وتهميش الدور الحاسم للاتحاد السوفييتي، بل وتبرئة بعض المتعاونين مع النظام النازي، هذا التوجه يعكس قصر النظر السياسي، وعدم استيعاب دروس الماضي».
واختتم جيلتوف كلمته بتجديد الترحيب بالحضور، مؤكدا «في هذه الذكرى الغالية، نؤمن بأن مسؤوليتنا الجماعية تقتضي صون الذاكرة التاريخية، وتكريم تضحيات من ضحوا بحياتهم من أجل الحرية والسلام، في وجه كل محاولات تزييف الحقيقة».