- نتطلع إلى تفعيل العمل الديبلوماسي بين البلدين والبحث في الملفات الاقتصادية والإنمائية وتشجيع الكويتيين على المجيء إلى لبنان
- الكويت قادرة على المساهمة ببناء إعادة الثقة وأنا واثق من التوافق مع صاحب السمو الأمير على مشاركتها في عدد من المشاريع
- ما يجري في غزة غير مقبول إنسانياً ومن الواجب التوصل إلى حل بأسرع وقت ممكن لأنه يسقط أبرياء وأطفال وشيوخ جراء الحرب
- هناك تشابه في السياسة الخارجية للبلدين وعلى مرّ السنوات لعبت الكويت دوراً توفيقياً بين مختلف المواقف العربية فالتحديات كبيرة وأوجه التشابه كبيرة أيضاً
- لبنان مع المبادرة العربية المنبثقة عن قمة بيروت العربية عام 2002 ومع حلّ الدولتين والموقف العربي الموحد وما يوافق عليه العرب نحن نسير به
- دور الكويت ضروري في العمل الديبلوماسي الناشط والعمل الاقتصادي كما العمل الإنمائي خاصة أن لبنان مرّ بحرب ويعاني حالياً من وضع اقتصادي سيئ
- قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُخذ وما من أحد يريد أي صراع عسكري دموي والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية
- لبنان ليس بحاجة إلى هبات إنما إلى استثمارات والمجالات مفتوحة فأهلاً وسهلاً بالكويت.. ونحتاج إلى مشاريع تتعلق بالطاقة والمرافئ والكهرباء
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أن زيارته إلى دولة الكويت تأتي من ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها إلى الدول العربية، وخصوصا الخليجيـة، مؤكــدا ان «الكويت محطة أساسية بالنسبة إلى لبنان» الذي يتطلع إلى تفعيل العمل الديبلوماسي بين البلدين والبحـث فـــي الملفـات الاقتصادية والإنمائية وتشجيع الكويتيين على المجيء إلى لبنان.
وأوضح ان المشاريع الأساسية التـي يحتاج إليها لبنان في المرحلة الراهنة تتعلق بالطاقة والمرافئ والمطار والكهرباء، مشددا على ان «لبنان ليس بحاجة إلى هبات بل إلى استثمارات» و«على ان الكويت قادرة على المساهمة ببناء إعادة الثقة وأنا واثق من التوافق مع سمو الأمير على مشاركتها في عدد من المشاريع».
وجدد موقف لبنان المؤيد للمبادرة العربية للسلام، وقال ردا على سؤال «نحن عدنا إلى العرب ونريد من العرب ان يعودوا إلينا».
وأعاد التأكيد علـى ان قرار حصــر السلاح بيـد الدولة قد اتخذ وما من احد يريد أي صراع عسكري دموي والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية.
مواقف الرئيس عون جاءت في خلال مقابلة مع التلفزيون الكويتي، شدد فيها على ان زيارته إلى دولة الكويت تأتي من ضمن سلسلة الزيارات التي يقوم بها إلى الدول العربية، وبالأخــص الخليجيــة «فالكويت محطة أساسية بالنسبة إلى لبنان». ولفت إلى ان هدف الزيارة يتمثل بتوجيه الشكر إلى دولة الكويت على دعمها المستمر للبنان في الظروف التي يمر بها، وعلى استضافتها جالية لبنانية هي ثاني جالية عربية تقصدها منذ عشرينيات القرن الماضي، وقد اصبح أبناؤها فاعلين ضمن مجتمعها المحلي. اما على الصعيد السياسي، «فنحن نتطلع إلى تفعيل العمل الديبلوماسي والبحث في الملفات الاقتصادية، ومنها الاستثمارات وسبل دعم الكويت للاقتصاد اللبناني، بالإضافة إلى الملف الإنمائي لاسيما لجهة المشاريع الجديدة أو تلك غير المكتملة أو المتعثرة».
وعن دور الكويت في دعم الاستقرار اللبناني في المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان، أوضح رئيس الجمهورية ان الكويت لعبت أدوارا كبيرة في السابق منذ بداية الحرب في العام 1973، وقد استضافت في العام 1988 القمة العربية، ثم القمة السداسية في العام 1989. كما كانت لها محطات أخرى في العام 2006 وقد تبرعت بنحو 300 مليون دولار لإعادة الإعمار و180 مليون دولار للبنى التحتية. وآخر المحطات كانت في العام 2022 وتمثلت بالمبادرة الكويتية لترميم العلاقة بين لبنان والخليج، والتي تضمنت عدة نقاط منها: التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس، ومنع استخدامه منصة سياسية، وتشديد الرقابة على تهريب المخدرات، والتزام لبنان بالقرارات الدولية، وإجراء إصلاحات داخلية، والتعاون مع الأجهزة الأمنية وضمان استقلالية القضاء. «وهذه البنود مذكورة في خطاب القسم والبيان الوزاري، ونحن في صدد تطبيقها». من هنا، فإن دور الكويت ضروري في العمل الديبلوماسي الناشط والعمل الاقتصادي كما العمل الإنمائي، خاصة ان لبنان قد مر بحرب ويعاني حاليا من وضع اقتصادي سيئ.
وعن المحطات التي شكلت نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، أوضح رئيس الجمهورية انه بعد مصر، شكلت الجالية اللبنانية ثاني مجموعة عربية تقصد الكويت التي وصلها اول لبناني في العام1914. ويبلغ عدد أعضاء الجالية اللبنانية اليوم نحو 40 أو 45 الفا. وكان لبنان في العام 1961 من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت، والمفارقة انه بعد اعلان استقلال الكويت بشهــر أو شهرين تبرعت بهبة إلى بلدية بيروت بقيمـة 5 ملايين ليرة أي 2.5 مليون دولار في حينه. وشكل العام 1962 تاريخ اقامة العلاقات الديبلوماسية وفتح السفارات بين البلدين وتواصلت العلاقات حتى الآن، وكانت الهبات ودعم لبنان واقتصاده في مجالات عديدة في إطار هذه العلاقات الثنائية.
وكشف الرئيس عون عن ان المشاريع التي قامت بها الكويت في لبنان لا تعد ولا تحصى، لافتا إلى ان من بينها، على سبيل المثال لا الحصر، صوامع القمح في بيروت التي أنشئت العام 1969، والتعهد بإعادة بنائها بعد انفجار مرفأ بيروت العام 2020، ومشروع ري الجنوب القناة 800 لنقل مياه الري الى نحو 13 الف هكتار، ومشروع الصرف الصحي في منطقة مرجعيون، ومشروع تطوير شبكات الكهرباء، ومشاريع تأهيل الطرق وربطها بالمرافئ، ومشاريع تحديث شبكات الصرف الصحي في مناطق متعددة. «ونحن نريد إعادة تفعيل هذه العلاقات على كل المستويات».
وردا على سؤال، اعتبر الرئيــس عــون ان كل المشاريع الإنمائية أساسية في إعادة الاستقرار، ومن بينها مشاريـع تربوية وصحية، وكذلك إعادة ترميم بعض المدارس والمستشفيات التي تضررت بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة، بالإضافة إلى مشاريع أخرى. وكشف عن أنه اجتمع مع وفد الصندوق الكويتي للتنمية قبل مدة قصيرة بهدف تفعيل المشاريع الاقتصادية المشتركة.
وعن مشاريع تتعلق بمجالات أخرى كالطاقة وغيرها، أوضح رئيس الجمهورية أنه سيتم بحثها في خلال الزيارة، مشيرا إلى ان المشاريع الأساسية التي يحتاج إليها لبنان في المرحلة الراهنة تتعلق بالطاقة والمرافئ والمطار والكهرباء. وقال: «كلي ثقة، اني وصاحب السمو الأمير، قادران على التوافق على مشاركة الكويت في مثل هذه المشاريع».
وأضاف أن الكويت قادرة على المساهمة، كما فعلت دوما، في بناء إعادة الثقة، «وهذا سبب رئيسي لزيارتي وللتعرف على سمو الأمير، لكي نعيد تفعيل العلاقات الديبلوماسية والإنمائية والاقتصادية». وقال: «إن لبنان ليس بحاجة إلى هبات، إنما إلى استثمارات، والمجالات مفتوحة بلبنان، فأهلا وسهلا بالكويت».
وعما ينتظره لبنان لجهة إعادة مسار العلاقات اللبنانية-الخليجية، لاسيما أن الكويت ترأس راهنا مجلس التعاون الخليجي، أكد رئيس الجمهورية ان الكويت بإمكانها، انطلاقا من مركزها الحالي، تنشيط العلاقات الديبلوماسية المشتركة، «وهذا هدفي من الزيارات إلى دول الخليج، لأننا مررنا بمرحلة عانت منها العلاقات من بعض التأزيم، فلنقم من جهتنا بإعادة مد جسور ثقة بيننا وبين دول الخليج ككل. ونحن نعول على مساعدة الكويت في هذا الإطار».
وردا على سؤال، قال الرئيس عـــون: «على المستــوى السياســـــي أعول على تفعيــل العمل الديبلوماسي وتنشيطه، وعلى المستوى الإنمائي القيام بمشاريع انمائية جديدة، وعلى المسار الاقتصادي مساعدة لبنان على حل الأزمة الاقتصادية. كما أتطلع إلى تشجيع الأشقاء الكويتيين على المجيء إلى لبنان. هذا هو الهدف من الزيارة، وهذا ما نتوقعه من صاحب السمو».
وحول القضايا الإقليمية، أشار رئيس الجمهورية إلى «أن لبنان والكويت يتشابهان، على الرغم من بعد المسافات الجغرافية بينهما. فكلتاهما دولتان صغيرتان جغرافيا، ولديهما تحديات عليهما مواجهتها. والكويت تحاول عزل نفسها من تأثير هذه التحديات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى لبنان الذي يحاول ألا يجعل التحديات المحيطة به ذات تأثير عليه. وهذا الأمر ليس سهلا، لاسيما أن هناك احتلالا إسرائيليا في جنوب لبنان والوضع في سورية متفجر، وبالتالي، هناك تشابه في السياسة الخارجية التي يتبعها كلانا. وعلى مر السنوات كانت الكويت تلعب دورا توفيقيا بين مختلف المواقف العربية. من هنا، التحديات كبيرة، وأوجه التشابه كبيرة أيضا».
وعن موقف لبنان من القضية الفلسطينية عامة ومما يحصل في غزة خاصة، أكد الرئيس عون «أن لبنان مع المبادرة العربية التي انبثقت عن قمة بيروت العربية عام 2002، ومع حل الدولتين والموقف العربي الموحد. وما يوافق عليه العرب نحن نسير به». أما بخصوص ما يجري في غزة، «فإنه بات غير مقبول إنسانيا، ومن الواجب التوصل إلى حل بأسرع وقت ممكن لأنه يسقط هناك أبرياء وأطفال وشيوخ، وهناك مبان استشفائية ودور عبادة يجري تهديمها، وما من إنسان بإمكانه تصور الأمر، كما أن القيم الإنسانية لا تقبل بما يجري. وللأسف لا يتم احترام القانون الدولي، وليس هناك من مجموعة دولية قادرة على ممارسة ضغط بهدف إنهاء هذه الحرب التي لا يمكن وصفها بمدى لاإنسانيتها».
وسئل الرئيس عون عما يريده لبنان من القمة العربية التي تستضيفها بغداد، فقال: «العودة إلى العرب. نحن عدنا إلى العرب، ونريد من العرب أن يعودوا إلينا».
وعن خطط الرئيس عون لمعالجة الوضع الداخلي في لبنان، أوضح رئيس الجمهورية «بدأنا اتخاذ خطوات عدة بهدف الإصلاح الاقتصادي، وهذه أولوية بالنسبة إلينا. ومن ضمن هذه الخطوات: تعيين حاكم لمصرف لبنان، والاجتماع مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي لم يحصل منذ نحو 15 سنة. ومن الإصلاحات المطلوبة كذلك إقرار قانون سرية المصارف، والآن لجنة المال النيابية تبحث بمشروع قانون إصلاح المصارف. ونأمل أن تبدأ الحكومة ببحث مشروع قانون بخصوص الفجوة المالية. وهناك التعيينات القضائية التي سنواصلها. وأهم استحقاق دستوري راهنا هو الانتخابات البلدية والاختيارية التي انطلقت الأسبوع الماضي في محافظة جبل لبنان، وتباعا في الشمال والبقاع وبيروت والجنوب. وهذا استحقاق دستوري لم يتحقق منذ عام 2016. إن الأمور توضع على السكة بهدف إعادة بناء الثقة بين الشعب والدولة، وبين لبنان والعالم الخارجي».
وسئل عما إذا كانت الدولة قد بسطت سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، فأجاب: «إن الدولة اللبنانية موجودة أينما كان. هناك مشكلة السلاح، وأنا تحدثت في خطاب القسم وأكرر أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ وتبقى كيفية التنفيذ. وهناك السلاح اللبناني وغير اللبناني أي السلاح الفلسطيني. وقد تم تفكيك مخيمات التدريب الفلسطيني خارج المخيمات. وفي جنوب لبنان يقوم الجيش اللبناني بجهد جبار لمعالجة كل هذه الأوضاع، ومخازن الذخيرة والأنفاق يقوم الجيش بتدميرها أو مصادرة ما فيها. لكن العبء كبير على المؤسسة العسكرية، وتباعا نحن نسير نحو تحقيق كامل هذا الأمر، الذي يتم حله بالتحاور، وبالتشاور مع الآخر لبلوغه. فما من أحد يريد أي صراع عسكري دموي. والحل يكون بالتحاور حتى مع السلطة الفلسطينية.
وعن الكلمة الأخيرة التي يرغب الرئيس عون في توجيهها إلى دولة الكويت، قيادة وشعبا، قال: «شكر كبير لدولة الكويت، والتاريخ يشهد لها وللكويتيين مدى محبتهم للبنان، ووقوف دولة الكويت في كل المحطات إلى جانب لبنان. نحن نقول للكويتيين: لبنان بلدكم الثاني وتفضلوا نوروه بوجودكم، وأهلا وسهلا بكم».