بيروت - خلدون قواص
أحيا اللبنانيون الذكرى السادسة والثلاثين لاستشهاد مفتي لبنان الأسبق الشيخ حسن خالد، بإقامة العديد من الندوات في بيروت والمناطق اللبنانية، وقد تمحورت حول مزاياه الإسلامية والوطنية ودوره في تدعيم وحدة اللبنانيين وحرصه على أطيب العلاقات مع الأشقاء العرب ورفضه للصراعات الإقليمية على أرض لبنان وتمسكه بحق الشعب الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف بمساجدها وكنائسها. وركزت الشخصيات اللبنانية على مواقفه الرافضة للاقتتال الداخلي والداعمة لقيام الدولة اللبنانية ومؤسساتها، ورفضه المطلق لأي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية.
ولمناسبة إحياء هذه الذكرى، زار مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان وبرفقته وفد من قضاة الشرع والعلماء ضريح المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد في محلة الإمام الأوزاعي في ضاحية بيروت، حيث تمت قراءة الفاتحة عن روحه ومن جاوره بحضور أسرة الفقيد.
وبعدها ألقى المفتي دريان كلمة أكد فيها ان المفتي الشهيد «رفع راية عروبة لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، في وقت كانت تنهال سكاكين التمزيق الفئوية على كل الجسد اللبناني تقطيعا وتفتيتا.. وعمل مع القيادات الوطنية على إخراج لبنان من مستنقع الحرب التي دمرت فيه الإنسان والبنيان، وأحرقت الأخضر واليابس، مترفعا عن الطائفية والمذهبية، ومتمسكا بدينه وعروبته ولبنانيته، رافضا كل تدخل أجنبي، تحت أي اسم من المسميات، حتى دفع حياته ثمنا لهذه المواقف المبدئية السامية، وكان باستشهاده، الضحية الكبرى، دفاعا عن سيادة الوطن وحريته واستقلاله».
وأضاف: «المفتي الشهيد حسن خالد هو الذي ساهم في إعادة صياغة دور دار الفتوى، بحيث تظل دارا لسائر اللبنانيين، ومرجعية في أزمنة الرخاء والشدة، وعلى يديه، وعلى هذه الهمة وسعة الأفق تربى الجيلان اللذان يسودان في هذا المجال الديني إلى هذه الأيام. لذا، وعلى خطاه نعلن استمرارنا على العهد والوعد، والأمانة للوطن والمواطنين».
وتابع: «حمل المفتي الشهيد قضية لبنان، حقوقا ودورا ورسالة إلى المحافل الدولية والعربية، فكان خير مدافع عن وحدة لبنان شعبا وأرضا، في وقت كانت تفترسه أنياب الطامعين به من كل حدب وصوب».
وختم: «نتساءل: أين هم الآن أولئك الذين ارتكبوا جريمة اغتياله المنكرة؟ وأين هم أولئك الذين نفذوا التعليمات بارتكاب الجريمة؟ إن الله يمهل ولا يهمل. ولن تقتصر العدالة على عقاب الدنيا. ولكن العقاب الأكبر سيكون يوم الحساب».