أعلنت اللجنة الوزارية العربية تأجيل زيارتها الى الضفة الغربية المحتلة بسبب تعطيل الاحتلال الاسرائيلي لها، في وقت تستمر أصداء إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قرب التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة غزة، حيث أعلنت حركة «حماس» أنها تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته من المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقالت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة، في بيان صحافي إن قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بمنع زيارة الوفد إلى رام الله ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمسؤولين الفلسطينيين يمثل خرقا فاضحا لالتزامات حكومة الاحتلال بصفتها القوة القائمة بالاحتلال.
وأوضح البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأردنية أن «اللجنة قررت تأجيل الزيارة إلى رام الله في ضوء تعطيل إسرائيل لها من خلال رفض دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل».
ويضم الوفد رئيس اللجنة صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني ووزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إضافة إلى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
وأضاف البيان أن استمرار إسرائيل «في إجراءاتها وسياساتها اللاشرعية التي تحاصر الشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته الشرعية، وتكرس الاحتلال، تقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل».
ميدانيا، وفيما يستمر الاحتلال الاسرائيلي في حرب الابادة على قطاع غزة، قال برنامج الأغذية العالمي إن إغلاق المعابر والجوع واليأس كل ذلك جعل إيصال المساعدات لغزة غير مستقر.
وحذر من أن الوضع الإنساني بغزة يخرج عن السيطرة، معتبرا أن «وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإيصال المساعدات بأمان إلى غزة».
أما منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فاعتبرت أن المساعدات التي ترسل إلى غزة تسخر من المأساة الجماعية التي تتكشف امام اعيننا، في اشارة الى الآلية التي اعتمدتها اسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة لإرسال المساعدات الى غزة. وقالت «الأونروا» ان التقارير تشير إلى إرسال 900 شاحنة إلى غزة خلال أسبوعين تمثل نحو 10% من الاحتياجات اليومية.
وكان المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه، نبه الى أن «غزة هي المكان الأكثر جوعا في العالم حيث إن 100% من السكان معرضون لخطر المجاعة».
في هذه الاثناء، نقلت وكالة شينخوا الصينية نقلا عن مصادر مصرية مطلعة أن حركة «حماس» سلمت مصر وقطر والجانب الأميركي ردها على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكرت المصادر بحسب الوكالة، أن حماس أبدت موافقة مبدئية على مقترح ويتكوف، لكنها طالبت بإجراء تعديلات طفيفة تضمن بالفعل وقف إطلاق النار في غزة.
وأشارت المصادر إلى أن «حماس» أكدت ضرورة وجود «ضمانات» بأن إسرائيل لن تعود للقتال مرة أخرى. ولفتت إلى أن هناك توافقا بين مصر وقطر وحماس حول هذا الأمر.
وأوضحت أن حماس طالبت أيضا بأن يتم إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين في غزة على مدار فترة التهدئة وليس على دفعة واحدة أو دفعتين.
وينص المقترح الأخير من ويتكوف على وقف شامل لإطلاق النار لمدة شهرين، تبدأ خلالهما مفاوضات تهدف إلى التوصل لترتيبات وقف دائم للقتال.
ووفق المقترح، ستفرج حماس في اليوم الأول عن 10 رهائن أحياء، وفي اليوم السابع عن جثامين 18 إسرائيليا، بينما تلتزم في اليوم العاشر بتقديم معلومات كاملة حول بقية الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وأعلنت حماس أمس الأول أنها بدأت مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته أخيرا عبر وسطاء دوليين.
وقالت الحركة في بيان مقتضب «تجري حركة حماس مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية حول مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته أخيرا من ويتكوف عبر الوسطاء».
وقال مصدر في الحركة إن هذه المشاورات تهدف إلى بحث تفاصيل المقترح والتأكد من توافقه مع المصالح الفلسطينية، تمهيدا لتحديد موقف نهائي منه.
من جهتها، خيرت اسرائيل «حماس» بين القبول بالمقترح الاميركي حول وقف اطلاق النار، أو «القضاء عليها»، فيما أكد الرئيس ترامب أن هدنة في القطاع المدمر باتت «قريبة جدا».
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان ان على مقاتلي حماس «أن يختاروا الآن: إما الموافقة على مضمون «اتفاق ويتكوف» للإفراج عن الرهائن وإما يتم القضاء عليهم».
وكان ترامب قال خلال مؤتمر صحافي في المكتب البيضاوي «إنهم قريبون جدا من اتفاق حول غزة».
إلى ذلك، أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية في قطاع غزة استشهاد 60 فلسطينيا وإصابة 284 آخرين على الأقل خلال 24 ساعة، موضحة أن الإحصائية هذه لا تشمل مستشفيات محافظة شمال القطاع لصعوبة الوصول إليها.
وذكرت السلطات في بيان صحافي حصيلة عدوان الاحتلال على غزة ارتفعت إلى 54381 شهيدا و124054 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023 فيما ارتفعت الحصيلة منذ 18 من مارس الماضي عندما عاود الاحتلال عدوانه إلى 4117 شهيدا و12013 إصابة.
وبينت أن عددا من الضحايا ما زال تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.