بيروت - ناجي شربل وأحمد عز الدين
قبل عطلة عيد الأضحى المبارك، مضت البلاد في السعي إلى الدفع بعجلة الحياة، وتغليب إطلاق الموسم السياحي الصيفي، والإفادة من خبرات أبنائها الذي حققوا نجاحات في الخارج، توازيا مع لملمة الملفات الداخلية وتوحيد وجهة مقاربتها من قبل أركان الدولة، بتأكيد الاتفاق على العناوين العريضة، وفي طليعتها تكريس سيادة الدولة كاملة على كافة أراضيها دون شريك، وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، مع فصل ملف السلاح، والتأكيد على المطالبة بتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي الذي حصل بعد الحرب الموسعة على لبنان من قبل إسرائيل بين 20 سبتمبر و27 نوفمبر 2024.
رئيس الجمهورية العماد جوزف عون حضر في فندق «فينيسيا انتركونتيننتال» في بيروت، مؤتمر «الحكومة الذكية: خبرات اغترابية من أجل لبنان»، الذي نظمه مجلس التنفيذيين اللبنانيين بالتعاون مع الجامعة اللبنانية الأميركية، وغرفة تجارة بيروت، ومجلس الأعمال اللبناني في الكويت، ومجلس العمل اللبناني في أبوظبي، وغرفة التجارة والصناعة الأسترالية - النيوزيلندية - اللبنانية وتجمع رجال الأعمال اللبنانيين في فرنسا.
وقال عون: «أنا هنا لأقول لكم: لقد اتخذنا قرارنا لم يعد مقبولا أن نظل خارج العصر ولا على قارعة الحداثة ولا غرباء عن اقتصاد الرقمنة، فيما نحن نصدر خبراتنا وخبراءنا إلى أنحاء العالم، بدليل اللبنانيين المشاركين هنا اليوم من كبريات الشركات العالمية وفي أعلى مواقع هيكلياتها».
وأضاف: «ماذا نريد من الحكومة الذكية؟ بكل بساطة، نريد خدمة كل مواطن بمعزل عن اسمه أو جماعته أو زعيمه أو واسطته. ونريدها خدمة أكثر فاعلية وسرعة وشفافية وشمولية. اليوم، نريد للبنان أن ينفتح على الشراكات الإقليمية والدولية، وأن يكون مؤهلا لاستثمارات خارجية، إن هذا الهدف هو ضرورة لابد منها ولا غنى عنها. وها هم مئات اللبنانيين، الذين حققوا هذا الهدف، في بلدان العالم وها قد آن الأوان لينجزوا ذلك لوطنهم وفي وطنهم».
وتابع: «أين تكمن المشكلة إذن؟ كلنا نعرفها ولتكن لدينا الجرأة لنعلنها. الحكومة الذكية مؤجلة دوما، حتى تظل معاملات المواطن خاضعة لمزاجية بعض الفاسدين. التحول الرقمي متعثر ومعرقل، حتى تظل بعض الإدارات معطلة لا تفتح أبوابها لخدمة المواطن إلا في حالتين: إما الرشوة واما وساطة الزعيم. والظاهرتان معا، تؤسسان نظام الزبائنية الذي ساهم في تدمير لبنان على مدى عقود طويلة».
وفي قصر بعبدا، استقبل رئيس الجمهورية بعثة من صندوق النقد الدولي برئاسة ارنستو راميرز ريغو، في إطار الزيارة التي تقوم بها البعثة للبحث مع المسؤولين اللبنانيين في الأوضاع المالية والاقتصادية الراهنة.
وشكر الرئيس عون لصندوق النقد الدولي الاهتمام الذي يبديه حيال لبنان، «لاسيما لجهة مساعدته في تفعيل النظامين الاقتصادي والمالي في البلاد».
وعرض لأبرز «ما أقر حتى الآن في مجالي الإصلاحات والتعيينات»، مؤكدا على تقديم الدعم اللازم لبعثة الصندوق لتسهيل مهمتها في لبنان، مع الاخذ في الاعتبار الظروف الراهنة التي يمر بها على مختلف الأصعدة، لافتا إلى التعاون القائم بين مجلس النواب والحكومة لاستكمال الإصلاحات التي تشكل حاجة لبنانية داخلية قبل ان تكون مطلبا خارجيا.
رئيس الجمهورية قال خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: «لبنان يتطلع إلى تعزيز العلاقات من دولة إلى دولة مع ايران». ورأى ان «الحوار الداخلي هو المدخل لكل المسائل المختلف عليها، وكذلك الحوار بين الدول بعيدا عن العنف».
وذكر ان «إعادة اعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية على لبنان من الأولويات التي نعمل عليها مع الحكومة بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وفق القوانين المرعية الاجراء».
وزير الخارجية الإيراني قال بدوره: «ايران تدعم استقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه والجهود التي يبذلها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. ودعم ايران للبنان يأتي في اطار العلاقات الجيدة بين البلدين ومبدأ عدم التدخل في السياسة الداخلية». وأشار إلى ان بلاده «تدعم الحوار الوطني في لبنان بين الطوائف والمجموعات والاتجاهات المختلفة».
الوزير الايراني التقى نظيره اللبناني يوسف رجي. وصدر بيان عن مكتب الأخير جاء فيه: «ساد اللقاء مع عراقجي نقاش صريح ومباشر». وأكد الوزير رجي للوزير الضيف «ان لبنان يعول على حرص الجمهورية الإسلامية الايرانية على أمنه واستقراره وسلمه الاهلي، تمكينا له من تجاوز التحديات الجسام التي يواجهها، بدءا باستكمال الجهد الديبلوماسي الرامي إلى تحرير الأراضي التي لاتزال تحتلها إسرائيل ووقف اعتداءاتها المتواصلة، وبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها».
وفي السرايا، سلم عراقجي الرئيس سلام دعوة من الرئيس الايراني مسعود بزشكيان لزيارة طهران. وأكد حرص بلاده على فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية مع لبنان، تقوم على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم تدخل اي دولة بشؤون الأخرى.
بدوره، أكد الرئيس سلام أن لبنان حريص على العلاقات الثنائية مع إيران على قاعدة الاحترام المتبادل والحفاظ على سيادة البلدين، وما يضمن استقلال كل دولة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي شق اجتماعي، طلبت كتلة «الجمهورية القوية» النيابية التابعة لحزب «القوات اللبنانية» بعد اجتماعها برئاسة د.سمير جعجع في مقر الحزب بمعراب في كسروان، من الحكومة اتخاذ القرار الفوري بوقف الضريبة على المحروقات لتمويل منح خاصة بالعسكريين «لما تلحقه من ضرر بالمواطنين والقطاعات». وأعلنت معارضتها فتح أي اعتماد إضافي استثنائي في الموازنة العامة لسنة 2025، في غياب أي خطة لتحسين الجباية للرسوم الجمركية.
رئيس جمعية المزارعين اللبنانيين أنطوان الحويك، تحدث في بيان عن «قرارات مجحفة تتخذ من قبل الحكومة، ويوافق عليها وزير الزراعة، كان آخرها رفع أسعار المازوت، الأمر الذي يوجه ضربة قاسية إلى عملية الإنتاج ويزيد من كلفتها، في ظل كساد يطول العديد من القطاعات الحيوية».
في الجنوب، قطع شبان من بلدة صديقين في قضاء صور الطريق امام دوريـة لـ «اليونيفيل» كانت تحاول الدخول إلى منطقة الجبل الكبير.
وتطور الأمر إلى حصول اشكال بين عناصر من «اليونيفيل» وبعض شبان البلدة خلال محاولة الدورية الدخول إلى البلدة من دون مرافقة من جنود الجيش بحسب الأهالي، ما استدعى تدخل الجيش الذي اعاد الوضع إلى طبيعته، ثم تابعت الدورية طريقها إلى مقرها.