- شنجن المدينة الذكية التي تصافح المستقبل بيد وتفتح قلبها للكويت باليد الأخرى
- الصين الأولى عالمياً في الحصول على شهادة صلاحية الطيران للطائرات الكهربائية ذاتية القيادة
- شركة UBTECH.. الروبوتات البشرية تنبض بالحياة في الصين وتخاطب العالم
- لعبة «Black Myth: Wukong» الصينية تغزو العالم وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه
الصين - عاطف رمضان
في رحلة تجاوزت حدود الجغرافيا، وسافرت بالزمن نحو المستقبل، حط وفد إعلامي كويتي رحاله في قلب الصين الحديثة، مستجيبا لدعوة كريمة من سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الكويت.
جولة حملت بين طياتها الكثير من الدهشة والإعجاب، وشملت مدنا تعد أيقونات في التطور العلمي والتكنولوجي: شنجن، هانغتشو، وقوانغتشو.
كانت الزيارة مناسبة ثمينة للاطلاع على البنية التحتية الذكية، والشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي، والابتكارات التقنية التي غيرت وجه الحياة. لكن الأهم من ذلك كله، أنها كانت فرصة لتعزيز جسور التعاون بين الكويت والصين، اقتصاديا وثقافيا، وحتى سياحيا.
في مدينة شنجن، حيث تلامس ناطحات السحاب السماء وتتحدث الطرق الذكية لغات البرمجة، استقبل الوفد الإعلامي بحفاوة بالغة في لقاء رسمي جمعه بنائب مدير مكتب الشؤون الخارجية في مدينة شنجن سون هوايتشونغ، الذي قدم عرضا مبهرا عن مشروع «المدينة الذكية»، موضحا أن الإنترنت السريع والذكاء الاصطناعي لم يعودا ترفا، بل أساسا من أسس الحياة اليومية.
وأكد المسؤول الصيني أن شنجن هي «وادي السيليكون» للأجهزة والذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن المدينة تحتضن آلاف الشركات الناشئة في هذا المجال، وتهيئ بيئة استثمارية جاذبة يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها.
وفي لفتة ودية لاقت استحسان الوفد، عبر هوايتشونغ عن إعجابه بالكويت قائلا: «قرأت كثيرا عن بلدكم الجميل، وإن استطعنا بناء جسر من التفاهم فسيكون شرفا لنا»، مضيفا أن شنجن تفتح أبوابها لكل من يرغب في التعاون، من رجال أعمال وسياح وطلاب.
الروبوتات البشرية
في قلب الابتكار، زار الوفد شركة UBTECH Robotics المتخصصة، التي تعد من أكبر الشركات العالمية في مجال الروبوتات البشرية والخدمية. وقدم مسؤولو الشركة شرحا وافيا عن الروبوت Walker، أول روبوت بشري بالحجم الطبيعي يسوق تجاريا في الصين.
وتعمل الشركة في قطاعات تمتد من التعليم الذكي إلى الرعاية الصحية والخدمات التجارية، وتسعى إلى توسيع حضورها العالمي عبر التعاون مع كبرى شركات السيارات واللوجستيات.
«هواوي» استقبلت الإعلاميين
استقبلت شركة هواوي الوفد الإعلامي الكويتي في مقرها الرئيسي في مدينة شنجن، حيث اطلع الوفد على المنتجات الجديدة.
التنقل الجوي
في زيارة لواحدة من أكثر الشركات جرأة وابتكارا، اطلع الوفد على مشاريع شركة EHang المتخصصة بالمركبات الجوية الذاتية (UAV)، وعلى رأسها الطائرة EH216-S التي حصلت على شهادة صلاحية طيران غير مأهولة لنقل البشر، في سابقة عالمية.
تؤمن الشركة بأن الصين ستقود سوق النقل الجوي الحضري في السنوات المقبلة، بما يمثل 30% من السوق العالمي.
مستشفى SRRSH
في هانغتشو، زار الوفد مستشفى SRRSH التابع لجامعة تشجيانغ، والذي يعد من أبرز المؤسسات الصحية في الصين، حاصلا على تصنيفات A++ للتميز وجودة الرعاية. أبدى المستشفى استعداده الكامل لاستقبال المرضى الكويتيين ضمن برامج السياحة العلاجية، مشيدا بالعلاقات الكويتية- الصينية، ومؤكدا إمكانية التعاون مع مستشفيات الكويت لتبادل الخبرات.
هواية وترفيه
تعرف الوفد على لعبة «بلاك ميث: ووكونغ»، وهي لعبة «أكشن» مستوحاة من الرواية الصينية الكلاسيكية «رحلة إلى الغرب»، والتي تلاقي رواجا واسعا بين اللاعبين عالميا. وقد صممت من قبل شركة Game Science الصينية، وحققت أرقاما قياسية على منصة Steam.
حلول متكاملة
في مدينة هانغتشو، زار الوفد شركة Shenhao المتخصصة بحلول الصيانة الذكية، التي تجمع بين الروبوتات، الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتقديم خدمات تشخيص وصيانة في قطاعات مثل الكهرباء، السكك الحديدية، والصناعات الثقيلة.
6 شركات ناشئة
زار الوفد معرضا ضم 6 شركات ناشئة تعمل في الذكاء الاصطناعي، الألعاب المتقدمة، والتفاعل العقلي الحاسوبي. الشركات تنتمي لما يعرف بـ «القوة الشرقية الغامضة»، وتطمح إلى إعادة تشكيل مستقبل التكنولوجيا العالمية انطلاقا من الصين.في مدينة قوانغتشو، زار الوفد منطقة «يونغتشينغ فانغ»، أحد أبرز المعالم الثقافية والسياحية، حيث اختلطت العراقة بالحداثة، في مشهد معماري فريد يجمع بين التقاليد الكانتونية والترفيه العصري. هناك، تذوق الوفد الثقافة الصينية كما لم يفعل من قبل.
التوصيل بـ«الدرون»
ضمن التجارب المثيرة، شاهد الوفد كيف تستخدم طائرات الدرون لتوصيل الطعام في دقائق. تدخل الدرون إلى آلة استلام في الشارع، وتبلغ المستخدم بوصول الطلب، في تجربة تختصر الزمن وتلغي الحاجة للعنصر البشري.
بحيرة الغرب
كما زار الوفد الإعلامي بحيرة «ويست ليك» الأسطورية، حيث ترك الجمال أثرا عميقا في وجدان الشعراء والرسامين على مر العصور. البحيرة مصنفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، وتعد من أبرز رموز هانغتشو السياحية.
رسالة محبة
في كل محطة، وفي كل لقاء، كانت كلمة «الكويت» حاضرة على لسان الصينيين، ترحيبا وتقديرا وتطلعا إلى شراكات حقيقية. ولعل أبرز ما اختتم به المسؤول الصيني كلمته: «انقلوا صورة شنجن إلى الكويت.. نحن نؤمن بأن المستقبل يبنى بالأصدقاء».