أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات الفلسطينية، عودة خطوط الإنترنت والاتصالات الأرضية إلى قطاع غزة بشكل تدريجي بعد أربعة أيام من الانقطاع، فيما واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي استهداف منتظري المساعدات الإنسانية في أنحاء القطاع. وقالت الهيئة في تصريح صحافي إن خدمة الإنترنت عادت تدريجيا في مدينة غزة بعد إصلاح الخطوط المتضررة في حين لاتزال الخدمة متوقفة وسط وجنوبي القطاع.
وأشارت إلى أنها أوضحت في وقت سابق أن سبب انقطاع الإنترنت والاتصالات جاء نتيجة استهداف المسار الرئيسي الأخير للفايبر من قبل الاحتلال الاسرائيلي الذي منع إصلاحها، كما منع إصلاح المسارات الاحتياطية الأخرى منذ أشهر.
وفي السياق ذاته، كشفت هيئات فلسطينية محلية مختلفة أن استمرار الانقطاع فصل قطاع غزة بالكامل عن العالم وأثر على الخدمات الإغاثية والصحية والإعلامية والتعليمية.
من جهة أخرى، قال الناطق باسم اليونيسف جيمس إلدر إن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة تعاني الأمرين لتأمين وجبة يومية واحدة لأطفالها.
وأضاف إلدر أن الوضع يزداد سوءا يوما بعد آخر في ظل الحصار والهجمات الإسرائيلية المستمرة، واصفا الحالة الإنسانية في القطاع بأنها «قاتمة ومروعة ومحطمة للآمال». ولفت إلى أن تقدير أعداد الأطفال الذين يموتون جوعا يوميا أو أسبوعيا أمر بالغ الصعوبة في مثل هذه الظروف. وشدد على أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يموتون «لأسباب بسيطة كان يمكن علاجها بسهولة».
وأوضح إلدر أن «سوء التغذية الحاد يزيد احتمال وفاة الطفل بسبب أمور بسيطة بمقدار 10 مرات». وانتقد المتحدث النظام الجديد لتوزيع المساعدات الذي يتم فرضه حاليا في جنوب غزة من قبل «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. ولفت إلى أن العديد من الأسر تقيم في خيام منذ ستة أشهر، تحت نيران الدبابات، ويجبرون الآن على الانتقال من جديد، مؤكدا أن غزة تعيش هذا المشهد المأساوي منذ أكثر من 600 يوم.
وحذر من أن الوصول إلى المستشفيات لم يعد آمنا للأطفال المرضى أو الذين يعانون من سوء التغذية، مؤكدا أن المستشفيات نفسها لا تتوافر فيها المستلزمات الطبية الأساسية. وانتقد الناطق باسم اليونيسف، النظام الإسرائيلي الجديد لتوزيع المساعدات الذي يتم فرضه حاليا ووصفه بأنه «عسكري الطابع» ويشمل فقط مواقع محدودة للتوزيع.
في الأثناء، واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي استهداف طالبي المساعدات الإنسانية، حيث استشهد 3 فلسطينيين، وأصيب آخرون، برصاص الاحتلال، أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية في أنحاء متفرقة بقطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية نقلا عن مصادر طبية، باستشهاد 3 فلسطينيين من منتظري المساعدات قرب محو نتساريم وسط القطاع، كما أصيب آخرون جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات في مدينة خان يونس جنوبا.