وقّعت جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا في العاصمة الأميركية واشنطن اتفاق سلام ينهي فترة من الصراع المسلح بعد تصاعد الاقتتال في شرق الكونغو الغني بالموارد المعدنية منذ يناير الماضي بين الجيش الكونغولي ومتمردي جماعة «23 مارس» المدعومين من رواندا.
جاء ذلك خلال مراسم توقيع الاتفاق التي أقيمت في مقر وزارة الخارجية الأميركية أمس الاول، بحضور وزيري خارجية البلدين ونظيرهما الأميركي ماركو روبيو وممثل عن دولة قطر.
وأفاد بيان مشترك لحكومتي أميركا والكونغو الديموقراطية ورواندا بأن الاتفاق يتضمن «أحكاما تتعلق باحترام سلامة الأراضي وحظر الأعمال العدائية وفض الاشتباك ونزع السلاح والدمج المشروط للجماعات المسلحة غير الحكومية وإنشاء آلية تنسيق أمني مشتركة».
ويشمل الاتفاق كذلك «تسهيل عودة اللاجئين والنازحين داخليا، بالإضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووضع إطار عمل للتكامل الاقتصادي الإقليمي».
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال مراسم توقيع الاتفاق إن «هذه لحظة مهمة بعد 30 عاما من الحرب (في شرق الكونغو)» مشيرا إلى أن «الرئيس ترامب يريد السلام ويعطيه الأولوية فوق كل شيء».
واعتبر روبيو أن توقيع اتفاق سلام بين الكونغو ورواندا «خطوة مهمة في هذا الاتجاه»، مؤكدا إقرار وإدراك بلاده «أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به».
وأشار إلى أن السلام «يمنحنا شركاء نتعامل معهم وشركاء نعمل معهم لمعالجة انعدام الأمن والتهديدات التي يتعرض لها أمننا الوطني وأمننا القومي الجماعي».
بدوره، قال وزير خارجية رواندا أوليفييه ندوهونجيرهي إن أساس اتفاق السلام «يتمثل في قرار إنشاء آلية تنسيق أمني مشتركة دائمة بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا».
وأضاف ندوهونجيرهي «بموجب هذا الاتفاق التزمنا أيضا بتسهيل عودة اللاجئين إلى أراضينا بدعم من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين»، مؤكدا أن «تهيئة الظروف لعودة آمنة وكريمة للاجئين أمر حيوي لتحقيق سلام دائم».
وعبر عن اعتقاده «بأننا وصلنا إلى نقطة تحول ورواندا على أهبة الاستعداد للعمل مع جمهورية الكونغو الديموقراطية للوفاء بالتزاماتنا المشتركة».
من جانبها، رحبت وزيرة خارجية الكونغو الديموقراطية تيريز كاييكوامبا بالتوقيع على هذا الاتفاق الذي قالت إنه «يفتح فصلا جديدا لا يتطلب الالتزام فحسب بل الشجاعة اللازمة لتحقيقه».
وأضافت كاييكوامبا «بتوقيعنا على هذا الاتفاق نؤكد مجددا على حقيقة بسيطة هي أن السلام خيار، ولكنه أيضا مسؤولية تتمثل في احترام القانون الدولي ودعم حقوق الإنسان وحماية سيادة الدول».
وبينت أن «أولئك الذين عانوا أشد المعاناة يراقبون الوضع ويتوقعون احترام هذا الاتفاق ولا يمكننا أن نخذلهم»، مؤكدة أن هذا الاتفاق «بني بجهود الكثيرين».
وأكدت الوزيرة الكونغولية أن هذا الاتفاق «يتيح فرصة نادرة لطي صفحة الماضي ليس بالكلام فحسب بل بتغيير حقيقي على أرض الواقع».
الجدير بالذكر أن القتال في شرق الكونغو تسبب في قتل آلاف الأشخاص، كما أسفر عن موجات نزوح ولجوء واسعة وصدرت تحذيرات واسعة إقليميا ودوليا من تداعياته على دول الجوار.
ويتجدد القتال منذ سنوات في منطقة شرق الكونغو الديموقراطية بين الجيش النظامي ومجموعات مسلحة.
هذا، وأعربت المملكة العربية السعودية عن ترحيبها بتوقيع اتفاق السلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأكدت الخارجية السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «واس»، أن المملكة تتطلع إلى أن يسهم الاتفاق في تحقيق آمال وتطلعات شعبي البلدين في التنمية والازدهار، وأن يعود بالنفع على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وثمنت الوزارة المساعي الديبلوماسية المسؤولة والدور البناء الذي قامت به الولايات المتحدة الأميركية وقطر في دعم التوصل إلى هذا الاتفاق.