أسامة دياب
أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الكويت محمد توتونجي أن بلاده صمدت بقوة على مدى 12 يوما في مواجهة «عدوان شرس» شنه الكيان الصهيوني، انضمت إليه لاحقا الولايات المتحدة الأميركية في تصعيد خطير ضد إيران.
وأوضح توتونجي، في تصريح للصحافيين على هامش افتتاح سجل التعازي في مقر السفارة، أمس بحضور ممثل وزارة الخارجية مبارك الغامس، تكريما لشهداء وضحايا العدوان، أن إيران واجهت عمليتين عسكريتين متزامنتين من جهات تمتلك أسلحة نووية وتقنيات عسكرية متقدمة وتحظى بدعم مباشر من حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال: «كان واضحا أن هناك نية مبيتة لإخضاع إيران خلال أيام قليلة، إلا أن صمود الشعب الإيراني ووحدته داخل البلاد وخارجها أحبطت تلك المخططات»، مضيفا أن «العالم شهد مقاومة موحدة وشجاعة، قدم خلالها الإيرانيون تضحيات جسيمة». وأشار السفير إلى أن العدوان أسفر عن استشهاد أكثر من 620 شخصا وإصابة ما يزيد على 5300 آخرين، بينهم أطفال ونساء حوامل، فضلا عن تدمير مستشفيات ومراكز طبية وسيارات إسعاف، مؤكدا أن هذه الخسائر البشرية «لا يمكن تعويضها»، وأن «الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية يتحملان المسؤولية الكاملة ويجب مساءلتهما دوليا».
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، جدد توتونجي تأكيد التزام بلاده بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، موضحا «أن البرنامج الإيراني لا يتجاوز 3% من إجمالي البرامج النووية السلمية عالميا، وأن طهران خضعت لنسبة تفتيش بلغت 23% من إجمالي عمليات التفتيش التي تنفذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى الرغم من ذلك لم تكن الوكالة منصفة، وتقاريرها أسهمت في تأجيج الأجواء العدائية ضد إيران».
ولفت إلى أن الضربات الإيرانية التي استهدفت بعض القواعد العسكرية والاستخباراتية الأميركية في المنطقة جاءت في إطار «حق الدفاع المشروع» دون المساس بسيادة دول الجوار، مؤكدا احترام إيران الكامل لسيادة هذه الدول، والتي بدورها «أبدت تفهما لموقف طهران ورفضت استخدام أراضيها للاعتداء على إيران». وفي ختام تصريحه، عبر السفير عن شكره للكويت حكومة وشعبا، مشيدا بحضور المسؤولين والسفراء والديبلوماسيين إلى مقر السفارة لتسجيل تعازيهم، مؤكدا أن «مواقف الكويت كانت وستظل محل تقدير بالغ».
من جانبه، تقدم عميد السلك الديبلوماسي، سفير طاجيكستان لدى البلاد د.زبيد الله زبيدوف، بخالص التعازي والمواساة لاستشهاد القادة العسكريين والعلماء ومئات المدنيين الإيرانيين جراء الهجمات، مؤكدا وقوف الشعب الطاجيكي إلى جانب إيران.
بدوره، أعرب سفير جمهورية العراق لدى الكويت المنهل الصافي عن تضامن بلاده الكامل مع إيران في مواجهة «الاعتداءات الغاشمة». وقال: «نشارك الأشقاء واجب العزاء في الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الصهيوني، ونسأل الله أن يتقبلهم بواسع رحمته».
وأضاف الصافي: «قلت للسفير الإيراني إن الضربة التي لا تقتلك تقويك، ونتمنى للشعب الإيراني السلام وأن تكون هذه خاتمة الأحزان»، مشيرا إلى أن العراق تقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن بشأن انتهاك الطائرات الإسرائيلية للأجواء العراقية.
وثمن الصافي الجهود الإنسانية التي بذلتها الكويت لتسهيل عبور المواطنين العراقيين العالقين بسبب الأوضاع الطارئة، موضحا أن أكثر من 3500 سمة دخول استثنائية صدرت لتسهيل عودة العراقيين، موجها شكره الى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، ووكيل الوزارة الفريق علي العدواني، وجميع منتسبي الوزارة على «مواقفهم الأخوية والإنسانية».
وفيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية بين الكويت والعراق، كشف السفير الصافي عن قرب عقد اجتماع اللجنة الفنية والقانونية المشتركة، الذي تم تأجيله سابقا بسبب التطورات الأخيرة.