نجت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين امس بسهولة من تصويت بحجب الثقة في البرلمان الأوروبي، لكن هذا التحدي النادر كشف عن خلافات بين مؤيديها وشكاوى بشأن أسلوبها في القيادة.
ورفض أعضاء البرلمان، ومقره مدينة ستراسبورغ الفرنسية، مقترح حجب الثقة الذي قدمه أقصى اليمين على خلفية تعامل رئيسة المفوضية الأوروبية مع عقود لقاح كوفيد، بأغلبية 360 صوتا مقابل 175 صوتا مؤيدا للمقترح في نتيجة كانت متوقعة على نطاق واسع.
وكتبت فون دير لايين على «إكس» بعد جلسة التصويت التي لم تحضرها، «في لحظة من التقلبات وعدم القدرة على التنبؤ على الصعيد العالمي، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى القوة والرؤية والقدرة على التحرك».
وأضافت «بينما تسعى قوى خارجية إلى زعزعة استقرارنا وتقسيمنا، فإن من واجبنا أن نرد بما يتماشى مع قيمنا. شكرا لكم، وعاش الاتحاد الأوروبي».
وفي كلمة أمام البرلمان قبل أيام، انتقدت فون دير لايين اقتراح حجب الثقة ووصفته بأنه محاولة مدفوعة بنظريات المؤامرة لتقسيم أوروبا، واعتبرت أن مؤيديه «مناهضون للتطعيم» و«معجبون بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
ودعت المشرّعين إلى تجديد الثقة في مفوضيّتها، مؤكدة أنه من الضروري أن تظهر أوروبا الوحدة في مواجهة مجموعة من التحديات، بدءا من محادثات التجارة مع الولايات المتحدة إلى حرب روسيا في أوكرانيا.
وأطلقت مذكّرة حجب الثقة بمبادرة من النائب الأوروبي الروماني اليميني غورغي بيبيريا الذي ينتقد رئيسة المفوضية الأوروبية لعدم إبدائها شفافية في القضيّة المعروفة بـ«فايزرغايت».
وأعطى عدم نشر المفوضية مراسلات تتعلق بهذا الملف، وهو محور عدة دعاوى قضائية، مصداقية للمنتقدين الذين يتهمون رئيستها بالانفراد بالقرار وغياب الشفافية.
وبسبب هذه القضيّة باتت المفوضية موضع شكاوى من حلفاء تقليديين لرئيسة المفوضية من اليسار والوسط، استغلوا التصويت للتعبير عن مآخذهم.
ويتعلق أحد المآخذ بتعاون معسكر يمين الوسط بزعامة فون دير لايين بشكل متزايد مع أقصى اليمين لخدمة أجنداته وأبرزها إلغاء القواعد البيئية.
وقالت رئيسة كتلة الاشتراكيين الديموقراطيين إيراتشيه غارسيا بيريز إن دعمهم لفون دير لايين «لا يعني أننا لا ننتقد المفوضية الأوروبية». وأضافت أن جنوح المفوضية نحو أقصى اليمين «يثير قلقا بالغا».
من جانبها، كتبت رئيسة كتلة «رينيو يوروب» الوسطية فاليري هاير على إكس بعد التصويت «رُفض اقتراح حجب الثقة عن المفوضية الأوروبية بأغلبية ساحقة»، مضيفة «لكن دعمنا لفون دير لايين ليس مطلقا».
وعدا عن «فايزرغيت» يتّهم بيبيريا المفوضية الأوروبية بـ«التدخّل» في الانتخابات الرئاسية في رومانيا التي فاز بها نيكوسور دان المؤيّد للاتحاد الأوروبي بفارق ضئيل على المنتقد للاتحاد جورج سيميون صاحب التوجهات القومية.