اصطدمت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بمسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع المدمر، بينما حذرت الأمم المتحدة من وصول الأوضاع هناك إلى وضع حرج.
وقال مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، لوكالة فرانس برس أمس، إن المحادثات «تواجه تعثرا وصعوبات معقدة نتيجة إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها أمس الأول لإعادة انتشار وإعادة تموضع للجيش الإسرائيلي وليس انسحابا، وتتضمن إبقاء القوات العسكرية على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه حركة حماس».
وحذر مسؤول فلسطيني مطلع، رفض كشف هويته، من أن خريطة الانسحاب هذه «تهدف إلى حشر مئات آلاف النازحين في جزء من منطقة غرب رفح تمهيدا لتنفيذ تهجير المواطنين إلى مصر أو بلدان أخرى، وهذا ما ترفضه حماس».
وشدد على أن وفد «حماس» المفاوض «لن يقبل الخرائط الإسرائيلية المقدمة لأنها تمثل منح الشرعية لإعادة احتلال حوالي نصف مساحة القطاع وجعل قطاع غزة مناطق معزولة بدون معابر ولا حرية التنقل، مثل معسكرات النازية».
وأشار المصدر إلى أن الوسطاء القطريين والمصريين «طلبوا من الطرفين تأجيل التفاوض حول الانسحاب إلى حين وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للدوحة».
بدوره، شدد المسؤول الفلسطيني على أن «حماس طالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق التي تمت إعادة السيطرة الإسرائيلية عليها بعد 2 مارس الماضي»، أي بعد انهيار هدنة استمرت لشهرين، متهما إسرائيل بـ«مواصلة سياسة المماطلة وتعطيل الاتفاق لمواصلة حرب الإبادة». لكنه أشار إلى «تقدم» أحرز بشأن «مسألة المساعدات وملف تبادل الأسرى» الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ورهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة.
ميدانيا، أعلنت السلطات الصحية في غزة مقتل ما لا يقل عن 59 فلسطينيا وإصابة اكثر من 208 آخرين بينهم أطفال ونساء في عشرات الغارات الجوية والبرية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت السلطات في بيان صحافي ان حصيلة «عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة ارتفعت بذلك إلى 57882 شهيدا و138095 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023».
إلى ذلك، حذرت الأمم المتحدة السبت، من أن نقص الوقود في قطاع غزة بلغ «مستوى حرجا» يهدد بزيادة معاناة سكان القطاع المدمر بفعل الحرب.
وأكدت سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة في إعلان مشترك أنه «بعد حوالي سنتين من الحرب، يواجه سكان غزة صعوبات قصوى، لاسيما انعداما معمما للأمن الغذائي. وحين ينفد الوقود فهذا يلقي عبئا جديدا لا يمكن تحمله على سكان على حافة المجاعة».