أعلنت تايلند وكمبوديا عن استعدادهما لإجراء محادثات لوقف الاشتباكات الحدودية بينهما، وذلك في أعقاب جهود وساطة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال ترامب على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، انه تحدث إلى زعيمي تايلند وكمبوديا، مشيرا إلى أنه لن يمضي قدما في اتفاقيات تجارية مع أي من البلدين إذا استمرت الأعمال العدائية بينهما.
وأضاف الرئيس الاميركي لاحقا، على المنصة ذاتها أن الجانبين اتفقا على الاجتماع للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار.
وأكد رئيس وزراء كمبوديا هون مانيت أمس ان بلاده وافقت على المضي قدما في «وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط».
وأوضح أن ترامب أبلغه أن تايلند وافقت أيضا على وقف الهجمات، وذلك عقب محادثة هاتفية أجراها الرئيس الأميركي مع القائم بأعمال رئيس وزراء تايلند فومتام ويتشاياتشي.
وقال مانيت في بيان «إنها أنباء إيجابية للجنود وشعبي البلدين».
وأضاف أنه كلف نائبه، وزير الخارجية براك سوخون، بتنسيق الخطوات المقبلة مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والاتصال بشكل مباشر مع وزير خارجية تايلند لتنفيذ وقف إطلاق النار.
من جانبها، أعربت تايلند عن دعم حذر لاجراء محادثات لوقف إطلاق النار مع جارتها، وشكر القائم بأعمال رئيس وزراء البلاد الرئيس الأميركي.
وقال إن تايلند وافقت من حيث المبدأ على وقف إطلاق النار، لكن شدد على الحاجة إلى «نية صادقة» من قبل كمبوديا، بحسب بيان صادر عن وزارة خارجية تايلند.
ودعا فومتام إلى محادثات ثنائية سريعة لبحث خطوات ملموسة نحو حل سلمي.
وعلى الرغم من الجهود الديبلوماسية، استمر القتال لليوم الرابع أمس على طول أجزاء من الحدود المتنازع عليها، حيث تبادل الجانبان اللوم بشأن تجدد القصف عبر الحدود.
وقال الكولونيل ريتشا سوكسوانونت، نائب المتحدث باسم الجيش التايلندي، إن قوات كمبودية أطلقت نيران مدفعية ثقيلة على إقليم سورين، بما في ذلك على منازل مدنيين، في وقت مبكر من صباح أمس الأحد.
وذكر أن كمبوديا شنت أيضا هجمات صاروخية استهدفت معبد «تا موين ثوم» القديم، الذي يطالب به كلا البلدين ومناطق أخرى.
وردت القوات التايلندية باستخدام المدفعية بعيدة المدى لقصف قطع المدفعية وقاذفات الصواريخ الكمبودية.
من جهتها، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الكمبودية الكولونيل جنرال مالي سوتشياتا القوات التايلندية بتصعيد العنف بقصف أرض كمبودية في وقت مبكر من صباح أمس، وأعقب ذلك «توغل واسع النطاق» شاركت فيه دبابات وقوات برية في العديد من المناطق.
وأضافت أن «مثل هذه التصرفات تقوض جميع الجهود نحو حل سلمي وتكشف عن النية الواضحة لتايلند لتصعيد الصراع بدلا من تهدئته».
وأسفر القتال على الحدود بين البلدين حتى الآن عن مقتل 33 شخصا على الأقل ونزوح أكثر من 168 ألفا آخرين.