أحمد مغربي
تترقب الأوساط الاقتصادية والصناعية في الكويت يوم الخميس 31 الجاري كموعد نهائي لتقديم العروض المالية في أولى مزايدات إشراك القطاع الخاص بالمنتجات البترولية، وذلك في خطوة نوعية تنفذها مؤسسة البترول الكويتية عبر شركة البترول الوطنية الكويتية، وتهدف إلى خلق فرص استثمارية إستراتيجية في صناعات قائمة على منتجات مشتقة من النفط الخام.
وتشمل هذه المزايدة بيع منتج الكبريت المنتج من مرافـــق شركــــة البترول الوطنية، حيث تستهـــدف المؤسسة من خلالهــــا جذب استثمـــارات محلية وأجنبيـــة في صناعات تحويليـــة تعتمد على الكبريـــت، مثل إنتاج الأسمـــدة والمــــواد الكيميائيـــة، والمطاط الصناعي وغيرها من الصناعـــات ذات القيمة المضافة. وقد تم طرح هذه المزايدة في 23 فبراير الماضي، وعقد الاجتماع التمهيدي بتاريخ 11 مارس، بينما كان الإغلاق الأولي محددا في 22 مايو، قبل أن يتم تمديد الموعد النهائي لتقديم العطاءات حتى نهايـــة يوليو الجاري لإتاحة مزيد مـــن الوقـــت أمام الشركـــات الراغبة في تقديم عروضهــا.
ويمثل هذا المشروع نقلة مهمة في إستراتيجية الدولة الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على تصدير المواد الخام من خلال تمكين القطاع الخاص من الاستفادة من المنتجات البترولية محليا وتطوير سلاسل توريد صناعية متكاملة تسهم في خلق وظائف وتعزيز النمو الاقتصادي.
إلى جانب ذلك، يشمل جدول المزايدات المطروحة أيضا فرصة استثمارية ثانية لإنتاج مادة ماليك أنهيدرايد (Maleic Anhydride)، وهي مادة كيميائية تستخدم في تصنيع الراتنجات، والمواد اللاصقة، والملدنات الصناعية. وقد تم طرح هذه المزايدة في فبراير الماضي كذلك، وتم تمديد موعد إقفال العطاءات المالية ليكون في 31 يوليو، بالتزامن مع الموعد النهائي لمزايدة الكبريت.
وتعد مادة «ماليك أنهيدرايد» من المنتجات البتروكيميائية غير المنتجة حاليا في الكويت، ما يجعل المشروع فرصة فريدة لاستقطاب استثمارات في صناعة جديدة تكمل البنية التحتية القائمة في القطاع النفطي.
وتأتي هذه الخطوات ضمن إستراتيجية أوسع لمؤسسة البترول الكويتية تهدف إلى تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحقيق أقصى استفادة من المنتجات الثانوية للنفط عبر تحويلها إلى صناعات تحويلية تسهم في رفع القيمة الاقتصادية المضافة وتدعم مسار التنمية المستدامة.