تصاعد التحشيد في الداخل الإسرائيلي لتنظيم إضراب عام تضامنا مع الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وذلك بعد تضاؤل الأفق بالتوصل إلى صفقة تضمن تبادل الأسرى ومعتقلين بإعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة.
غير أن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصدرين فلسطينيين مطلعين أن هناك مساعي إلى «بلورة مقترح جديد لوقف إطلاق النار» في قطاع غزة، وعليه وجهت مصر دعوة لوفد قيادي من حركة حماس للتوجه إلى القاهرة برئاسة القيادي خليل الحية «لعقد لقاء مع المسؤولين المصريين» اليوم الأربعاء. وأوضح أحد المصدرين أن الوفد سيبحث مع المسؤولين المصريين في «جهود مصر والوسطاء حول مفاوضات وقف النار وتبادل الأسرى».
وقال مصدر فلسطيني آخر مطلع على المفاوضات إن «الوسطاء بصدد بلورة مقترح جديد لاتفاق شامل لوقف النار»، وإنهم يناقشون «أفكارا بعضها حول هدنة لستين يوما، ثم مفاوضات لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وصفقة تبادل كل الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات دفعة واحدة».
إلا أنه استدرك قائلا: «حتى الآن، لا يمكن القول إن هناك جديدا يدعو للتفاؤل لاسيما أن الاحتلال دأب على تعطيل أي اتفاق». ميدانيا، قالت وزارة الصحة في غزة أمس، إن «مستشفيات القطاع استقبلت 100 شهيد و513 مصابا» خلال 24 ساعة، من بينهم 31 شهيدا و388 مصابا من منتظري المساعدات. وأكدت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 61 ألفا و599 شهيدا و154 ألفا و88 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023. وقال منير البرش المدير العام في وزارة الصحة لقناة «الجزيرة» إن 1750 شخصا استشهدوا وهم ينتظرون المساعدات في القطاع، فيما تعاني أكثر من 28 ألف حالة من سوء التغذية، ويقبع 500 رضيع في المستشفيات بسبب الجوع وسوء التغذية. في هذه الأثناء، قالت القناة الـ 12 الإسرائيلية إن اتحاد النقابات العمالية في إسرائيل دعا النقابات إلى تمكين العمال من المشاركة باحتجاجات الأحد المقبل، التي أعلن زعيم المعارضة يائير لابيد تأييدها. وكتب لابيد في منشور على منصة «إكس» «الإضراب يوم الأحد». وشدد على أن حتى مؤيدي الحكومة الحالية يجب أن يشاركوا، وأن الأمر ليس سياسيا حزبيا.
وأضاف: «أضربوا تضامنا، أضربوا لأن العائلات طلبت ذلك، وهذا سبب كاف. أضربوا لأن لا أحد يحتكر المشاعر أو المسؤولية المشتركة أو القيم اليهودية».
وجاء منشور لبيد بعد دعوة إلى الإضراب وجهتها عائلات الأسرى، وأيدها منتدى عائلات المفقودين، وهو المجموعة الرئيسية الممثلة لأسرهم. وضغط المنتدى على قادة اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي «الهستدروت» للانضمام، لكن الاتحاد قرر عدم القيام بذلك. وبدلا من ذلك، قال المنتدى إن الاتحاد سيدعم «مظاهرات تضامن عمالية». وأضاف المنتدى في بيان «اسمحوا بإضراب شعبي، ابتداء بالقاعدة الجماهيرية ووصولا إلى قمة الهرم، اسمحوا للجميع بتعطيل أعمالهم الأحد لاتباع ما يمليه عليهم ضميرهم». إلى ذلك، دانت منظمة التعاون الإسلامي أمس جريمة اغتيال صحافيي قناة الجزيرة نتيجة استهداف خيمة للصحافيين بمدينة غزة مؤكدة أن ذلك يشكل اعتداء على حرية الصحافة وانتهاكا صارخا للقوانين الدولية التي تكفل حرية العمل الصحافي والإعلامي. وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد أعلن أمس الأول استشهاد 6 صحافيين في قصف للاحتلال استهدف خيمتهم في مدينة غزة ليرتفع بذلك عدد الصحافيين الشهداء منذ بدء حرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع إلى 238 صحافيا.
بدوره، دان الأردن قتل إسرائيل الصحافيين بينهم مراسل الجزيرة أنس الشريف وصحافيا سادسا في قطاع غزة، معتبرا إنها «جريمة حرب تستوجب محاسبة مرتكبيها». وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية سفيان القضاة في بيان «رفض المملكة وإدانتها استهداف الصحافيين باعتباره جريمة حرب تستوجب محاسبة مرتكبيها».