وسط ترحيب دولي واسع بالخطة الأميركية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، يسود الترقب رد حركة «حماس» التي أمهلها الرئيس الاميركي دونالد ترامب ما بين 3 إلى 4 أيام لإبداء موافقتها.
هذا، ورحب مجلس الوزراء السعودي، الذي عقد أمس برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بالخطة الأميركية.
وقالت وكالة الانباء السعودية (واس) إن المجلس «عبر عن ترحيب المملكة بإعلان الإدارة الأميركية خطة الرئيس دونالد ترامب الشاملة لإنهاء الصراع في قطاع غزة وإعادة إعماره، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية دون قيود، وكذلك إعلانه أنه لن يسمح بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل».
وأكد مجلس الوزراء «استعداد المملكة للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق اتفاق شامل لوقف الحرب في قطاع غزة، وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية دون قيود، بما يسهم في تعزيز جهود التوصل لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ويكفل قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».
من جهته، قال ترامب في تصريحات في البيت الابيض قبل توجهه إلى فيرجينيا أمس: سنمنح حماس «نحو 3 او 4 أيام. كل الدول العربية الإسلامية موافقة وإسرائيل موافقة. لا ننتظر سوى حماس، وحماس قد تقبل وقد لا تقبل».
وحذر من انها «إذا لم تقبل فإن الأمر سينتهي بشكل محزن للغاية»، لافتا إلى أنه «لا مساحة كبيرة للتفاوض مع حماس»، وقال: ننتظر منها «سلوكا جيدا»، وبشر بأن «الاستقرار قادم إلى الشرق الأوسط».
وأكد ترامب أن «دولا عربية ساهمت في خطة غزة للسلام»
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الانصاري، في مؤتمر صحافي أمس، ان وفدي الوساطة القطري والمصري عقدا اجتماعا أمس الأول سلما خلاله مقترح الخطة الأميركية لوفد «حماس» التفاوضي الذي وعد بدراسة الخطة الأميركية بإيجابية، وشدد على أن الوقت مازال مبكرا للرد، وعلى أن الخطوة الأولى بشأن خطة إنهاء الحرب هي التوافق بين جميع الأطراف، مشيرا إلى أنه ستكون هناك مفاوضات بشأن الجدول الزمني لتنفيذ بنود الخطة، سواء فيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، أو بإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وبشأن موقف قطر من الخطة الأميركية، قال الأنصاري إن الدوحة رحبت بالخطة بالإجمال، وتقدر عاليا الالتزام الأميركي بإنهاء الحرب في قطاع غزة.
ورفض الأنصاري التعليق على بنود محددة في الخطة، مؤكدا أن قطر ترحب بالخطة بشكل عام، وتؤمن بأنه ـ بقيادة الولايات المتحدة ـ ستمثل هذه الخطة نموذجا شاملا لإنهاء الحرب.
وأكد أن الجهود القطرية والمصرية والتركية لإنهاء الحرب تتكامل بشكل جماعي ومنسق.
وبشأن العدوان الإسرائيلي على قطر، قال الأنصاري «ركزنا منذ اليوم الأول للعدوان على قطر على سلامة أراضينا وسيادتنا، وتركيزنا الأساسي ينصب على عدم تكرار الهجوم الذي استهدف بلدنا».
وفيما يتعلق بالاعتذار الذي قدمه نتنياهو لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، قال الأنصاري إن «أولويتنا هي سيادة دولة قطر وأمان المواطنين والمقيمين».
في السياق ذاته، أكد مسؤول فلسطيني مقرب من «حماس» أن الحركة بدأت «سلسلة المشاورات في أطرها القيادية السياسية والعسكرية داخل فلسطين وفي الخارج، وستقدم الحركة ردا وطنيا يمثل الحركة وفصائل المقاومة»، مشيرا إلى أن المشاورات «قد تحتاج إلى عدة أيام»، بحسب ما نقلت عن وكالة «فرانس برس».
وشدد مصدر آخر على أن حماس «حريصة على إنجاز اتفاق شامل لوقف الحرب والعدوان بما يضمن انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع وينهي الحصار المفروض منذ 2007 (على قطاع غزة) وإعادة إعمار القطاع».
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران في تصريح صحافي الثلاثاء إن الحركة «منفتحة على كل الأفكار والمقترحات للحل ولكن دون التنازل عن ثوابتنا الوطنية».
وتدعو الخطة إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لدى حماس في غضون 72 ساعة ونزع سلاح الحركة وانسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع يليه تشكيل مجلس سلام يترأسه ترامب نفسه، وتتضمن الخطة نشر «قوة استقرار دولية موقتة»، وإنشاء مجلس سلام هو بمنزلة سلطة انتقالية برئاسة ترامب نفسه وعضوية رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي أشاد بالخطة «الشجاعة والذكية».
وأثارت خطة النقاط العشرين ردود أفعال مرحبة حول العالم، وسارع حلفاء واشنطن الأوروبيون إلى التعبير عن دعمهم، إذ أعرب قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا عن تأييدهم القوي للخطة التي رحب بها رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا وحض كل الأطراف على «اغتنام هذه الفرصة لإعطاء السلام فرصة حقيقية».
من جانبه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس إن الخطة هي «أفضل فرصة لإنهاء الحرب» بالقطاع. ودعا خلال لقاء مع ذوي ارى محتجزين في غزة إلى الإفراج عنهم.
وأشادت الصين بدورها وأيدت «الجهود الرامية إلى خفض التوتر بين فلسطين وإسرائيل»، حسبما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية.
وأعلن «الكرملين» تأييده لها، وقال الناطق باسمه ديميتري بيسكوف إن «روسيا تؤيد وترحب دائما بأي جهود يقوم بها الرئيس ترامب من شأنها إنهاء هذه المأساة المستمرة».
بدوره، أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه أن الأمم المتحدة لم تشارك في صوغ المقترح.
وقال إن «الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية، على أهبة الاستعداد والجاهزية والقدرة على زيادة إيصال المساعدات داخل غزة كلما سمحت لنا الظروف، مع ضمان السلامة والأمان للقيام بذلك».
إسرائيليا، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لم يوافق على قيام دولة فلسطينية خلال محادثاته مع ترامب في البيت الأبيض أمس الأول.
وقال في تسجيل مصور بعد المؤتمر الصحافي المشترك، على حسابه على تطبيق «تلغرام»: «لا، إطلاقا. لم يرد ذلك في الاتفاق. وقد أوضحنا وضوحا تاما أننا نعارض دولة فلسطينية بشدة».
بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن مقترح ترامب غير مثالي لكنه أفضل الخيارات المطروحة، وأضاف أن نتنياهو يقول نعم عندما يكون أمام الكاميرات في واشنطن ثم يقول ولكن حين يعود، ويجب ألا يحدث هذا الآن.
ميدانيا، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية وغاراتها، وأعلن جيش الاحتلال أن قواته تنفذ عمليات في أنحاء القطاع، خصوصا في مدينة غزة، حيث قال الجيش في بيان «ضرب سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 160 هدفا في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك مواقع ومخازن أسلحة ونقاط مراقبة ومواقع للبنية التحتية الإرهابية».
وأعلن الدفاع المدني ومستشفيات في القطاع مقتل وإصابة عشرات بينهم أطفال ونساء، في القصف الإسرائيلي.