اعتبرت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة أمس أن ممارسات إسرائيل خلال حرب غزة «تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية»، متهمة الدولة الاسرائيلية بـ «استخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب».
وصدر التقرير عن اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة. وأشارت اللجنة في تقريرها إلى «سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وظروف تهدد حياة الفلسطينيين فرضت عمدا».
وقالت اللجنة «من خلال حصارها لغزة، وعرقلة المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المستهدفة وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، وعلى الرغم من النداءات المتكررة للأمم المتحدة، والأوامر الملزمة من محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، تتسبب إسرائيل عمدا في الموت والتجويع والإصابات الخطيرة».
في سياق متصل، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، المدافعة عن حقوق الإنسان في تقرير أمس، أن أوامر الإخلاء الإسرائيلية في قطاع غزة ترقى إلى «جريمة حرب» تتمثل في «تهجير قسري» في مناطق وفي مناطق أخرى إلى «تطهير عرقي».
وقال التقرير «جمعت هيومن رايتس ووتش أدلة على أن المسؤولين الإسرائيليين يرتكبون جريمة حرب تتمثل في التهجير القسري»، وأضاف التقرير «تبدو تصرفات إسرائيل وكأنها تتفق مع تعريف التطهير العرقي» في المناطق التي لن يتمكن الفلسطينيون من العودة إليها.
وبحسب الباحثة في المنظمة نادية هاردمان، فإن نتائج التقرير تستند إلى مقابلات مع نازحين من غزة وصور الأقمار الاصطناعية والتقارير العامة التي قدمت حتى أغسطس 2024.
إلى ذلك، اقترح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي على الدول الأعضاء السبع والعشرين تعليق «الحوار السياسي» القائم بين التكتل وإسرائيل، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية.
وقدم بوريل الذي من المرتقب أن يترك منصبه الشهر المقبل هذا الطرح قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من المزمع عقده الاثنين في بروكسل.
من جهتها، ناشدت جامعة الدول العربية أمس الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي التدخل بقوة للحيلولة دون تنفيذ خطة التطرف الإسرائيلية الرامية إلى تقويض وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وحظر أنشطتها في الأراضي المحتلة.
جاء ذلك في رسالتين وجههما الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط لكل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية جوزيب بوريل تناولتا القانون الذي أصدره برلمان الاحتلال (كنيست) أخيرا حول حظر نشاط «أونروا».
ميدانيا، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة أمس مقتل عشرة أشخاص على الأقل في غارات إسرائيلية عدة على مدينة غزة وبلدة جباليا في شمال قطاع غزة، ورفح جنوبا.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة «فرانس برس» إنه «تم نقل 10 شهداء على الأقل وحوالي 30 مصابا، وجميعهم من المدنيين، على إثر عدة غارات جوية نفذها الاحتلال في مناطق مختلفة على قطاع غزة، حيث لا يزال عدد من المفقودين بعضهم تحت أنقاض المنازل المستهدفة».
وأوضح بصل «استشهد 4 مواطنين على الأقل وعدد من المصابين بجروح مختلفة من بينهم حالات خطرة أو حرجة، ونقلوا جميعا إلى المركز الصحي في منطقة الشيخ رضوان (شمال غرب مدينة غزة) جراء استهداف طائرة هجومية مسيرة للاحتلال مجموعة من المواطنين قرب مدرسة حمامة التي تؤوي عدة آلاف النازحين».
وأضاف «تم انتشال 4 شهداء على الأقل وعدد من المصابين إثر قصف الاحتلال لمجموعة من المواطنين، واستهداف منزل في رفح» جنوبي قطاع غزة.
وأضاف أن مسعفين «نقلوا شهيدين على الأقل وعدد من المصابين في قصف من مسيرة إسرائيلية استهدف مجموعة من المواطنين في بلدة جباليا» في شمالي قطاع غزة.