بيروت ـ زينة طباره
قال النائب البروفيسور عبدالرحمن البزري في حديث إلى «الأنباء»: «الاستقرار الأمني والسياسي في كل من سورية ولبنان صنوان لا يفترقان، وبالتالي، فإن مصلحة لبنان واللبنانيين تقتضي إقامة أطيب العلاقات مع الجارة العربية شعبا ودولة، لذا فإن اهتزاز الاستقرار في أي من البلدين الجارين يصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي وحده الذي لا ينفك يلعب على حبال المتناقضات السياسية والتنوعات الطائفية والمذهبية فيهما، لتزكيتها وتوظيفها في مشاريعه العقائدية والجيوسياسية».
وأضاف: «المطلوب اليوم قبل الغد وفي هذه اللحظة الحرجة من تاريخ المنطقة، ترجيح لغة العقل وصوت الحكمة لتنفيس الاحتقان وقطع الطريق أمام تداعيات الاحداث في سورية لمنعها من التسلل إلى الداخل اللبناني، ومنعها بالتالي من الوقوع في المتناقضات المذهبية والطائفية والعرقية التي يراهن عليها الإسرائيلي للوصول إلى أهدافه وتحقيق غاياته.
من هنا رهاننا الكبير على حكمة القيادات الدرزية الوطنية في لبنان وعلى دور الدولة اللبنانية في قطع دابر الفتنة وترسيخ الاستقرارين الأمني والسياسي».
وتابع في السياق: «الدولة اللبنانية كانت واضحة في كل من خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون، والبيان الوزاري لحكومة الرئيس القاضي الدولي نواف سلام، بأن الأمن في لبنان من ضمن الخطوط الحمر المحرم على أي كان القفز فوقها واجتيازها.
وبالتالي، فإن أي خلل أمني متعمد كان أم غير مقصود، ينتقص من صورة الدولة التي رسمها العهد الجديد رئاسة وحكومة.
وعلى القيادات الدرزية الوطنية في لبنان الروحية منها والسياسية، القيام بواجبها خلف الدولة اللبنانية لاحتواء الاحتقان وإطفاء ناره».
وتابع البزري: «زيارة الزعيم وليد جنبلاط إلى دمشق واجتماعه بالرئيس السوري أحمد الشرع على خلفية التطورات، ان دلت على شيء فهو على قراءته (جنبلاط) بوضوح لخطورة الاحداث، وبأنه لابد من بذل الجهود لوقف تداعياتها في لبنان ومنع انتشارها على الأراضي اللبنانية».
وردا على سؤال، قال البزري: «مصطلح حلف الأقليات عبارة مدسوسة بالأساس، ويراد بها ازكاء النعرات الطائفية والمذهبية.
نحن جميعنا على اختلاف انتماءاتنا الطائفية والمذهبية مواطنون لبنانيون متساوون بالحقوق والواجبات ولدينا دولة كاملة، وننتمي مع الإخوة السوريين إلى أمة عربية فاعلة.
وبالتالي لدى أعداء لبنان وسورية والأمة العربية بشكل عام، مصلحة بدق الأسافين بين أبناء الوطن العربي لنسف القواسم المشتركة بينهم وبالتالي تفريقهم إلى فرق ومجموعات متناحرة، ومن لديه آذان مصغية فليسمع ويتعظ».
وعلى صعيد مختلف، وعن قراءته لتحذير لبنان الرسمي حركة «حماس» من استخدام أراضيه للقيام بأعمال تمس أمنه القومي الوطني وتشكل انتهاكا لسيادته، قال البزري: «لبنان ملتزم بالقضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني إلا ان المصلحة المشتركة للجميع تقضي بعدم افتعال احداث غير محسوبة النتائج، ولا تؤدي عمليا سوى إلى مزيد من الدمار والمآسي والتفلت الأمني.
وبالتالي على كل من يلتحف سماء لبنان ان يلتزم كأي مواطن لبناني بقرارات الحكومة اللبنانية وتوجهات الدولة».
وختم البزري بالقول: «الخشية من صدام بين الجيش اللبناني وحركة حماس على خلفية البيان التحذيري للدولة، مبالغ به، لأن الجيش اللبناني بما يملك من مناقبية وعقيدة وشجاعة وبسالة، سيتعامل مع هذا الملف من منطلق التزامه بالقرار السياسي، انما بمسؤولية وطنية دون اضطراره إلى استخدام القوة. وهذا التعامل سينسحب لا محالة على تنفيذه لقرار سحب السلاح من حزب الله».