بيروت - ناجي شربل وبولين فاضل وأحمد منصور
في مواكبة ميدانية للانتخابـــات البـلـديــة والاختيارية الذي أنجز أمس محطته الأولى في محافظة جبل لبنان بعد تأخير 3 أعوام، جال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على وزارتي الداخلية والدفاع وسرايا بعبدا، واطلع على التدابير الأمنية والقضائية لحسن سير العملية الانتخابية، كما حرص على تلقي شكاوى المواطنين شخصيا لدى وجوده في غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية بالصنائع محطته الأولى.
الرئيس عون شدد من «الداخلية» على «أهمية إقامة هذا الاستحقاق في موعده، خصوصا ان نحو 90% من البلديات قد تم حلها». وقال: «لا دور للدولة في هذه الانتخابات الا تأمين أمنها وسلامتها وحمايتها، وللمواطن اللبناني أقول إن صندوق الاقتراع هو حقك الطبيعي والشرعي، وعليك بوضع الاسم او اللائحة التي تراها مناسبة لمصلحة قريتك أو مدينتك، ولا تدع العامل المذهبي والطائفي والحزبي والمالي يؤثر على خيارك.. ولدى الأجهزة الأمنية تعليمات صارمة بالتدخل المباشر لمعالجة أي شائبة وقمع أي محاولة للغش، كي يكون هذا الاستحقاق رسالة ثقة إلى العالم بأن لبنان بدأ ينهض ويبني مؤسساته وبات على السكة الصحيحة».
ومن «الداخلية» انتقل الرئيس عون إلى سرايا بعبدا قبل أن يتوجه إلى وزارة الدفاع برفقة وزير العدل عادل نصار ويستقبله هناك وزير الدفاع اللواء ميشال منسي وقائد الجيش العماد رودولف هيكل ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي وكبار الضباط، حيث كان شرح لتدابير الجيش وكيفية نشر العناصر البالغ عددها بين 15 و18 ألف جندي.
بعدها انتقل الرئيس عون إلى مقر «تلفزيون لبنان» الرسمي للتأكيد على أهمية هذه المحطة وإعطائها الدفع المعنوي اللازم للعودة إلى مسارها التاريخي.
وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار وبعد الإدلاء بصوته في بلدة شحيم في قضاء الشوف، قال: «المجتمع الدولي يراقب وسيكون راضيا عندما تلتزم الدولة اللبنانية بإجراء الاستحقاقات في مواعيدها»، مضيفا إن «لبنان أمام تحديات أمنية وخصوصا في الجنوب واتصالات ديبلوماسية أجريت عبر لجنة وقف إطلاق النار، ولكن الضمانات تعطيها الدولة اللبنانية لشعبها».
وكانت وزارة الداخلية والبلديات اهتمت بتأمين إقامة رؤساء الأقلام والكتاب، وحجزت لهم أمكنة في القرى والبلدات.
وفي بلدة الخنشارة الجبلية المتنية، امتلأ فندق مجدد أعيد تأهيله بأساتذة ومعلمات سيتولون تأمين الاقتراع في الخنشارة - الجوار وبتغرين وبولونيا وضهور الشوير والمروج.
من طرابلس وبتوراتيج وعابا (قضاء الكورة) وقرى شرق صيدا وغيرها.. سبق لهم خوض تجربة الانتخابات النيابية في دورتي 2018 و2022 والبلدية في 2016، قالت إحدى المعلمات لـ «الأنباء»: «لا إمكانية للرفض، تحت طائلة الغرامة المالية والسجن».
وفي الصباح الباكر، اصطف أبناء بلدة حالات الساحلية الجبيلية أمام مركز الاقتراع المخصص للرجال في المدرسة الرسمية للبلدة. وبدأت العملية ببطء شديد في وجود قلمي اقتراع فقط لبلدة تقارب المدينة الكبرى لجهة عدد أبنائها والمقيمين فيها. وفي قلم اقتراع الذكور الأول، إشراف من موظفتين من التعليم الرسمي من قضاء عكار، تولتا إرشاد الناخبين بالاقتراع بداية للمخاتير في صندوق خاصة، ثم للمجلس البلدي في صندوقة ثانية. ويتم دمغ الإصبع الأيمن بالحبر الذي لا يزول قبل 20 ساعة على الأقل.
وتشكل محافظة جبل لبنان التي تمتد بين نهر الأولي وجسر المدفون أقل بقليل من خمس مساحة لبنان وهي تضم 892460 ناخبا يتوزعون على أقضيتها الستة ويشكلون 22% من إجمالي عدد الناخبين في لبنان.
أما أقضية المحافظة فهي: الشوف، عاليه، بعبدا أو المتن الجنوبي، المتن الشمالي، كسروان وجبيل.
وفي المنحى السياسي، سعى حزب «القوات اللبنانية» للسيطرة على غالبية البلديات لقناعته بأن من شأن ذلك أن يعزز موقعه السياسي قبل الانتخابات النيابية السنة المقبلة 2026. واللافت قيام تحالف بين «القوات» وحزب «الكتائب اللبنانية» في الكثير من المدن والبلدات في جبل لبنان، بينما تختلف وتتمايز خياراتهما في مناطق أخرى.
من جهته، عمل التيار الوطني الحر لاسيما في المتن الشمالي بالتنسيق مع النائب ميشال الياس المر، حيث شهدت بلدية الجديدة - البوشرية - السد أعتى المواجهات.
وفي المناطق الدرزية، جاءت الأجواء التنافسية أقل حدة، إذ حصل التوافق بين الحزبين «الاشتراكي» و«الديموقراطي» في مدينة الشويفات على سبيل المثال، وتركت إدارة الدفة للفاعليات المحلية في بلدات أخرى.
وفي منطقة إقليم الخروب في قضاء الشوف، بدا المشهد الانتخابي مشتدا بدرجات متفاوتة في القرى والبلدات، التي شهدت استنفارا عائليا من جهة، وسياسيا من جهة اخرى، بحسب خصوصية كل بلدة. وهذا ما بدا جليا، من خلال المواجهة الانتخابية الحامية التي عاشتها بلدة جون ذات الطابع السياسي والعائلي والديني المتنوع، وسط إصرار القوى السياسية والأهالي على ان تكون رئاسة المجلس البلدي المكون من 15 عضوا من حصة طائفة الروم الكاثوليك.
وكان التنافس في البلدة على أشده بين لائحتين غير مكتملتين، تضم الاولى تحالف حركة «أمل» و«حزب الله» وعائلات من مختلف الطوائف، وتضم الثانية تحالف «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والحزب الشيوعي اللبناني وعائلات. وانعكس هذا الواقع اهتماما وحضورا من الناخبين منذ الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهم في مركز الاقتراع في المدرسة الرسمية في البلدة، فيما شهدت الباحة الخارجية للمدرسة زحمة مرشحين ومندوبين ومناصرين.
وفي بلدة شحيم، المشهد كان مختلفا حيث تنافست 4 لوائح بين مختلف العائلات والتي وضعت في أولوياتها رئاسة المجلس البلدي، وهذا ما أعطى المعركة حدة برزت على الأرض في مراكز الاقتراع التي غصت بالناخبين وشعاراتهم وصورهم.
أما في بلدة برجا فقد كانت الصورة الانتخابية أقل ارتياحا على المستوى السياسي، حيث دارت المعركة الانتخابية بين لائحة الأحزاب المتحالفة (الاشتراكي، الجماعة الإسلامية والشيوعي) في مواجهة لائحة أخرى من العائلات.
وأمام هذا الواقع، كان لافتا المشهد في بلدة كترمايا التي شهدت منافسة شديدة بين لائحة تحالف الأحزاب مع العائلات في وجه لائحة أخرى أعلنت عنها «الجماعة الإسلامية» مع العائلات.
أما بقية البلدات فقد شهدت أجواء هادئة وخيم عليها التنافس العائلي، كبلدات عانوت والزعرورية ودلهون والمغيرية وداريا وبعاصير والرميلة وعلمان والبرجين والدببة وسبلين وحصروت والجية والوردانية، وسط حضور للقوى الأمنية التي عملت على تنظيم عملية الاقتراع.
وعقد «الثنائي» تفاهمات في البلدات الشيعية أدت إلى تزكية في معظمها.