صرح قيادي في «حماس» أمس بأن مسؤولين في الحركة أجروا مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة في الدوحة، وتم إحراز «بعض التقدم» بشأن إدخال مساعدات إلى غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار.
وقال القيادي وهو عضو في المكتب السياسي لحماس لوكالة «فرانس برس»: «تجري منذ عدة أيام محادثات مباشرة بين قيادة حماس والولايات المتحدة في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات، وتم إحراز بعض التقدم»، لافتا إلى أن «الساعات المقبلة حاسمة».
وقال مسؤول آخر في «حماس» إن المحادثات بين قيادة حماس والولايات المتحدة «تهدف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة».
وأضاف أن المحادثات «تركزت على تأمين هدنة تستمر 70 يوما، وقابلة للتمديد إلى 90 يوما»، لافتا إلى أن المباحثات تناولت أيضا «قضية الأسرى الإسرائيليين والأسير الإسرائيلي ـ الأميركي، عيدان الكسندر، والآليات الممكنة لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات».
وأوضح أنه «لم يتم التوصل لاتفاق نهائي، لكن المباحثات تتواصل مع الموفدين الأميركيين».
وقال إن حماس «أبلغت الموفدين الأميركيين استعدادها لإطلاق سراح ألكسندر في إطار تفاهم»، من دون مزيد من التفاصيل.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أمس دعم بلاده «الكامل» للخطة الأميركية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة، والتي لن تكون إسرائيل جزءا منها.
وقال ساعر خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الألماني يوهان فاديفول في القدس «تدعم إسرائيل بشكل كامل خطة إدارة ترامب التي قدمها الجمعة السفير الأميركي في إسرائيل مايك هاكابي».
وحذر ساعر من أن بلاده ستتخذ «إجراءات أحادية» ردا على أي اعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك في أعقاب تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر المنصرم بشأن إمكانية القيام بذلك.
وقال ساعر خلال المؤتمر «أي محاولة للاعتراف الأحادي.. لن تؤدي إلا إلى الإضرار بآفاق المستقبل لعملية ثنائية، وستدفعنا إلى اتخاذ إجراءات أحادية ردا على ذلك».
وأشاد ساعر بالخطة، وقال إن المساعدات ستصل إلى المدنيين مباشرة، وستمنع حماس من «وضع يدها عليها».
بدوره، قال وزير الخارجية الألماني إن الصراع في غزة لا يمكن حله بالوسائل العسكرية، ويجب أن يكون الحل السياسي هو الأساس، مضيفا: لسنا متأكدين من أن العمل العسكري في غزة سيخدم أمن إسرائيل.
وتابع: قطاع غزة جزء من الأراضي الفلسطينية، وندعم خطة أميركا بشأن المساعدات الإنسانية لغزة.
إلى ذلك، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن خطة شاملة لتقديم امتيازات لجنود الاحتياط بقيمة 3 مليارات شيكل.
وأضاف: يجب أن يعلم كل جندي احتياط يتم استدعاؤه أن الدولة تدعمه وتهتم به وبعائلته وستفعل كل ما بوسعها لتخفيف العبء عنه. وأكد كاتس أن إعادة كل المفقودين والأسرى أحياء أو أمواتا التزام عميق وواجب أخلاقي ووطني.
وفي سياق متصل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي انه تم تجنيد لواءي احتياط من المشاة والمدرعات بهدف توسيع العملية العسكرية في غزة.
وأضافت أنه تم تجنيد 5 ألوية احتياط حتى الآن في إطار توسيع العمليات بغزة، إلا أنها أفادت برفض الجيش تقديم معطيات بشأن نسبة الاستجابة في ألوية الاحتياط التي تم تجنيدها.
في الأثناء، قال مدير مستشفى العيون بغزة د.عبد السلام صبّاح لقناة الجزيرة إن عدد من فقدوا بصرهم في غزة نتيجة الحرب يتجاوز 1500.
وقال ان آلاف الأشخاص مهددون بفقد بصرهم بسبب نقص الإمكانات، داعيا «المؤسسات الخيرية والإنسانية إلى مساعدتنا في توفير المستلزمات الطبية».
يأتي ذلك فيما أطلق مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة نداء استغاثة قال فيه: نعاني نقصا حادا في المستلزمات الطبية والأدوية والطواقم الطبية.
وأضاف أن أعداد الجرحى كبيرة جدا تفوق قدرات الطاقم الطبي والإمكانات المتاحة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا): لدينا آلاف الشاحنات الجاهزة لدخول غزة، وفرقنا هناك مستعدة لتوسيع نطاق عمليات تسليم المساعدات.
وأضافت: كلما طال أمد حصار غزة ازداد الضرر الذي لا يمكن إصلاحه على حياة عدد لا يحصى من الناس.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من ناحيته حذر من تصاعد وتيرة «الموت الصامت» الذي يحصد أرواح كبار السن والأطفال في قطاع غزة نتيجة الظروف المعيشية القاتلة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها سياسة التجويع المتعمد، وحرمان السكان من الرعاية الصحية، والحصار الشامل المفروض على القطاع، في ظل الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 19 شهرا.
وأوضح المرصد في بيان صحافي، أن الحصار المشدد المفروض على غزة منذ أكثر من شهرين يخلّف آثارا مدمرة وطويلة الأمد تمس بشكل خاص الفئات الأكثر هشاشة، في ظل سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف تدمير مقومات الحياة ومنع أي بدائل للبقاء، مما يؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية وتحويلها إلى أداة لتنفيذ الإبادة.