دعا المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى انتهاز الفرصة لاستعادة الأسرى من غزة غداة الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، في حين كشفت صحيفة إسرائيلية أنه عرض مقترحا جديدا بشأن صفقة تبادل قد تمهد لإنهاء الحرب.
خلال زيارته أمس ساحة الاعتصام في تل أبيب للمرة الأولى، التقى ويتكوف عائلات الأسرى الإسرائيليين، وفي إشارة إلى إطلاق سراح ألكسندر قال المبعوث الأميركي إنها لحظة مهمة لإعادة «الرهائن»، وعلى نتنياهو استثمارها، متعهدا بالعمل من أجل الإفراج عن باقي المحتجزين في غزة.
وأضاف ويتكوف أن زيارته لقطر تأتي لأنه يعتقد أن هناك فرصة للتقدم في المفاوضات، وتابع أن الجميع يريد رؤية حل ديبلوماسي، مشيرا إلى أن كل الأسرى المفرج عنهم من غزة أعيدوا في إطار هذا الحل.
وفي السياق، أفاد موقع أكسيوس الإخباري بأن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط والمفاوضين الإسرائيليين سيتوجهون اليوم للدوحة لاستئناف المحادثات بشأن وقف إطلاق النار بغزة.
من جهته، قال المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر ـ في تصريحات أدلى بها في الساحة نفسها ـ إن هناك فرصة أفضل الآن لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة. وقد نقلت صحيفة معاريف أمس عن مصادر قولها إن ويتكوف طرح خلال لقائه نتنياهو أمس الاول مقترحا جديدا لصفقة تبادل، وأضافت المصادر أن المقترح يسعى إلى الدفع بمسار يقدم أفقا لإنهاء الحرب.
وتابعت أن المقترح ينطلق من أن صفقة شاملة تقود إلى وقف إطلاق نار دائم وطويل الأمد قد تجعل حركة حماس أكثر مرونة.
بدورها، أكدت حركة حماس أمس أن إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر كان «ثمرة» للاتصالات مع الإدارة الأميركية، ولم يأت نتيجة للضغوط العسكرية الإسرائيلية. وقالت حماس في بيان إن «عودة عيدان ألكسندر ثمرة الاتصالات الجادة مع الإدارة الأميركية وجهود الوسطاء، وليس نتيجة للعدوان الصهيوني أو وهم الضغط العسكري».
وأضافت حماس أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين «نتنياهو يضلل شعبه» معتبرة أنه «فشل في استعادة أسراه بالعدوان». وقالت حماس إن إطلاق سراح عيدان ألكسندر «يؤكد أن المفاوضات الجادة وصفقة التبادل هي السبيل لإعادة الأسرى ووقف الحرب».
في المقابل، قال نتنياهو: سندخل بكل قوة من أجل استكمال هزيمة حماس في الأيام المقبلة، قواتنا على أهبة الاستعداد وإذا قررت حماس إعادة 10 مخطوفين سنتسلمهم ثم نستكمل العملية.
وأضاف، لن يكون هناك وضع نوقف فيه الحرب ولكننا قد نتوصل إلى وقف إطلاق نار لوقت محدد ثم نستأنف حتى النهاية، سنذهب باتجاه تحقيق النصر المطلق في قطاع غزة.
وأكد نتنياهو أن حكومته تعمل على إيجاد دول قد تكون مستعدة لاستقبال فلسطينيين من قطاع غزة، وقال لمجموعة من الجنود المصابين في المعارك «لقد أنشأنا إدارة تسمح لهم (سكان غزة) بالمغادرة، لكننا بحاجة إلى دول مستعدة لاستقبالهم. هذا ما نعمل عليه حاليا»، مضيفا أنه يقدر أن «أكثر من 50% منهم سيغادرون» إذا ما أتيحت لهم الفرصة.
في الاثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه قصف «مركز قيادة وسيطرة» لحماس داخل مستشفى في غزة حيث أكدت الحركة مقتل صحافي كان يتلقى العلاج.
وزعم الجيش في منشور عبر تطبيق تلغرام إنه قصف «مركز قيادة وسيطرة يقع داخل مستشفى ناصر في خان يونس» في جنوب القطاع الفلسطيني.
من جانبها، قالت حماس في بيان إن «الاستهداف المباشر» للمستشفى أدى إلى مقتل الصحافي حسن إصليح الذي قضى في «جريمة حرب جديدة».
وأشارت أن إصليح قتل «أثناء تلقيه العلاج في مستشفى ناصر.. من إصابة سابقة تعرض لها جراء قصف صهيوني استهدف خيمة الصحافيين في خان يونس» وأدى إلى مقتل اثنين منهم على الأقل. وأكد الدفاع المدني في بيان مقتل الصحافي إصليح، فيما أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بمقتل «شخصين وإصابة آخرين» لم تحدد هويتهما في «جريمة نكراء» طالت مبنى الجراحات بمجمع ناصر الطبي.