سلطان العبدان
نظمت جمعية تمكين الأسرة الكويتية حلقة نقاشية بعنوان «أسرة آمنة.. وطن مستقر» برعاية المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وبمشاركة نخبة من المختصين في شؤون الأسرة، وذلك في مقر رابطة الاجتماعيين بالعديلية.
وأكدت رئيسة مجلس إدارة جمعية تمكين الأسرة الكويتية شريفة الخميس «أهمية الأسرة لأنها اللبنة الأولى لبناء المجتمع فإذا صلح الفرد صلح المجتمع وإذا فسدت الأسرة فسد المجتمع، لذلك ارتأينا استضافة الجهات الحكومية للتعاون معنا في الحلقة النقاشية وتناول القضايا والتحديات التي تواجه الأسرة.
وبينت الخميس أن «بعض الأسر لا تعتني بالأبناء ولدينا مشاكل كثيرة وتحديات نواجهها في المجتمع نتيجة ما يتعرض له بعض أفراد الأسرة من إهمال».
من جانبها، رحبت د.عروب القطان بجميع الحاضرين قائلة «نرحب بالحاضرين من مؤسسات حكومية ومؤسسات المجتمع المدني ونلتقي بالمختصين في الأسرة الكويتية لنقف أمام تحدي استقرار الأسرة الكويتية، وهي القاعدة الأساسية لأي مجتمع، ولا يخفى عليكم ما نواجهه اليوم من التحديات ومنها انتشار الطلاق وهي ظاهرة موجودة بشكل واضح جدا، واليوم نضع تلك التحديات على طاولة واحدة ونستمع من أصحاب الاختصاص».
وبينت أن «التحديات التي تعيشها الأسرة هي ظاهرة ومرصودة اليوم، ونريد أن نستمع إلى الاحصائيات الحقيقة الموجودة في مجتمعنا ونستمع لأهم الأرقام والتحديات التي تواجه الأسرة من الداخل».
من جانبها، قالت ممثلة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة حصة العبدالغفور إن «من أبرز وأصعب التحديات التي تواجهنا هي الوعي والفهم الزوجي والأسري وكثير من الأزواج يحضرون للاستشارات لنتفاجأ أنه ليس لديهم الوعي الكافي حول أهداف الزواج وغاياته وهذا الفهم غير موجود، وأعتقد أن هذا سبب رئيسي من أسباب ارتفاع الطلاق والتفكك الأسري، بالإضافة إلى نوعية الأفكار التي تنتشر في مجتمعنا حاليا وتترسخ في فكرنا».
وأكدت انه «ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي هناك أفكار غريبة تطرح، وبعض الحالات يتحدثون عن مشاكلهم أن فهمهم خطأ، والتحدي الثالث عدم توافر المهارة والحوار منعدم والتواصل غير موجود في بعض الأسر، وهذا يمثل تحديا كبيرا جدا يوثر على الأسرة وتواصلها والحوار فيها وأعتقد هذا من أهم الأشياء، فبتواجد الحوار والتواصل ستحل أمور كثيرة».
وقال ممثل الأمانة العامة من مركز الاستماع مريم عبدالله «إن دور مركز الاستماع استقبال المكالمات ممن يعانون من حالات اضطرابات أو مشاكل أسرية وغيرها، والمركز عبارة عن مكان في أطباء واستشاريين يستقبلون مكالمات ويحاولون يحلونها بسرية كاملة من دون أي بيانات».
وأضاف يوسف الرويحان من مركز الاستماع «من خلال الاتصالات الأسبوعية التي تصل أحيانا إلى 40 اتصالا من الأسر حول آلية تجاوز بعض المشاكل التي يتعرضون لها ويريدون السرية ويريدون حلا لمشاكلهم، بعض الحالات بحاجة فقط إلى الاستماع، والحمد لله، الأمانة العامة للأوقاف وفرت هذا الأمر في مركز الاستماع منذ عام 1999». وبين الرويحان أن «المشاكل في هذا الإطار كثيرة والتطور التكنولوجي السريع في كل البيوت، ورغم هذه الإيجابيات فإن فيها مخاطر كبيرة، والأبناء يستطيعون دخول أي برامج من غير محاذير وأيضا النماذج الموجودة في وسائل التواصل أمر خطير جدا تضرب في مركز التربية».
وقال إن هناك طرقا سلبية يتم تعلمها من خلال وسائل التواصل ومن خلال مركز الاستماع نحاول تقديم التوجيه وكل هذه التحديات. وبينت سميرة القناعي من الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان أن «التمييز والعنف والقيود القانونية والحقوق الاقتصادية اهم التحديات التي تواجه الأسرة الكويتية، ويجب أن تكون هناك مرونة في القوانين وأعتقد الأكفأ هو من يستحق الحضانة وليس بالضرورة أن تكون هي الأم».
وأكدت «هناك عنف ضد المرأة وضد الطفل ويجب حل موضوع العنف ونحافظ على الأسرة، وهناك قانون للمرأة والطفل، ولكن من يتجرأ من المعرضين للعنف أن يشتكوا، والمرأة مهمشة وليس لها ظهر ونحن ظهرها وداعمون لها».
وقالت الباحثة النفسية شيخة مندلي «الأمان أهم شيء يجب أن تشعر به الأسرة، وأساس أمان الأسرة يأتي دائما من اختيار شريك الحياه، وأهمية التوعية قبل الزواج مهم للغاية وأسعد كثيرا أن أرى شابا وفتاة قبل الزواج يأتيان للاستشارة، وعملنا على برنامج كامل عن تأهيل المقبلين عن الزواج ونركز على أهم الأمور التي يجب معرفتها قبل الدخول في العلاقة الزواجية». وأضافت «غياب مفهوم الزواج بسبب قلة الوعي اهم المشاكل التي نواجهها، بالإضافة الى عدم فهم الطرف الآخر، وأيضا انتشار أفكار مختلفة تمنعهم من الاستقرار الأسري، ونحن حريصون على تمكين الشباب من خلال استشارتنا للحد من الخلافات التي قد تحدث بعد الزواج وتهدد الاستقرار».
بدوره، قال ممثل وزارة الداخلية مهدي جاسم «وسائل التواصل الاجتماعي أخطر من أي شيء آخر يتعرض لها الكبير والصغير ومفتوح على كل الفئات العمرية مثل بعض البرامج التي بها بث مباشر وبعض التصرفات فيها تنعكس على فئات في أعمار صغيرة قد يرى بعض الأشخاص انهم قدوة له، وبعض صغار السن عندما تسأله ماذا تريد ان تصبح إذا كبرت سيقول أكون مشهورا».
بدورها، قالت الباحثة الأسرية د.خديجة مفيد إن «الأسرة العربية والكويتية تواجه تحديات وإشكاليات مشابهة مثل تمدد سن العزوبية، بالإضافة إلى العزوف عن الزواج، وكل ما نعيشه اليوم نتيجة الماضي، وهناك مفاهيم دمرت مكتسبات الوطن العربي، وأبرزها القيم التي كانت تقيم عليها الأسر وقيمة العلاقات الأسرية وقدسية الأسرة والتراتبية في العلاقات».