بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون أمام وفد من الاتحاد الدولي لرجال وسيدات الأعمال اللبنانيين: «الثقة بلبنان بدأت تعود تدريجيا، والقضاء العادل يعزز هذه الثقة داخليا وخارجيا». وأشار إلى ان «مكافحة الفساد تبقى أولوية، ولن تبقى أي ملفات مقفلة، ولا تغطية لأي مرتكب».
واللافت في النشاط السياسي في بيروت، استقبال رئيس المجلس النيابي نبيه بري لرئيس الحكومة نواف سلام في مقر الرئاسة الثانية بعين التينة في العاصمة بيروت.
زيارة لا بد منها، لضبط الإيقاع بين الرئاسات الثلاث، في ظل «حدة» في المواقف لرئيس الحكومة تتخطى الإيقاع المعتمد إلى حد التناغم بين رئيسي الجمهورية والمجلس.
وعن كلام منسوب اليه وأسيء تفسيره حول السلام مع إسرائيل، قال سلام: «نحن مع مبادرة السلام العربية (قمة بيروت العام 2002) التي تقضي بحل الدولتين وان تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم».
كما تناول أمورا خاصة بإعادة الإعمار، والأرقام المالية المطلوبة والعمل على نيل مساعدات دولية في هذا الشأن.
وكان رئيس الحكومة استذكر الصحافي سمير قصير الذي قضى بانفجار استهدف سيارته في الأشرفية بالضاحية الشرقية لبيروت عام 2005، بعبوة صغيرة دست مباشرة تحت مقعده، وقد أطلق عليه اسم «شهيد انتفاضة الاستقلال الثانية»، نسبة إلى دوره في التحضير ليوم 14 مارس 2005، ثم رفعه الصوت مطالبا بالانسحاب العسكري السوري من البلاد (تحقق في 26 ابريل 2005)، مناديا في تلك الفترة بـ«ربيع دمشق».
وكتب سلام في حسابه على منصة «إكس»: «في مثل هذا اليوم قبل عشرين سنة، نجحوا في اغتيال جسد سمير قصير، لكن كلمته بقيت. واليوم أستعيد صوت سمير قصير وفكره وقلمه، هو الذي حمل هم الحرية والديموقراطية في وجه الاستبداد والوصاية، وكتب بجرأة من يعرف أن الحقيقة لا تهادن. وفي ذكراك أقول لك ان كلماتك في (تاريخ بيروت) وأهلها تحرس مدينتنا. وان ياسمين دمشق قد فاح. أما فلسطين التي عشقت، فدمها يهدر من غزة إلى جنين. لكن الأمل يكبر كل يوم مع مئات الآلاف الذين يملأون عواصم العالم رافعين علمها».
قصير كان مادة لسياسيين كتبوا عنه أمس، علما انه شكل في 2005 فاتحة الطريق لسياسيين وصحافيين استهدفوا بالاغتيال الجسدي من خلفية سياسية.
ويشهد الأسبوع الجاري تزخيم الاتصالات على الساحة السياسية قبل الدخول في عطلة عيد الأضحى المبارك اعتبارا من عصر الخميس. من زيارة وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي إلى بيروت، إلى الدخول في العد التنازلي لسحب السلاح الفلسطيني من المخيمات، وتحديد البداية من بيروت (مخيمات مار الياس وشاتيلا وبرج البراجنة)، فضلا عن ترتيب الموقف اللبناني من المسائل التي تشكل نقاشات بارزة مع موفدين أجانب، بينهم نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، والتي أعلن عن تبديلها لأسباب وظيفية تتصل بالإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب.
«اختبار نيات» لمدى تجاوب الفصائل الفلسطينية المختلفة مع القرار الذي اتخذ بالتوافق بين الرئاستين اللبنانية والفلسطينية، مع التشديد على ضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة، وصولا إلى مخيمات الجنوب من دون أي تأجيل أو تأخير للمواعيد، لأن هذا الموضوع يشكل حجر أساس في بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها.
وفي هذا الإطار، يصل إلى بيروت عزام الأحمد المسؤول الكبير في منظمة التحرير الفلسطينية، والمقرب من الرئيس محمود عباس، مع الخشية من ان تحاول الفصائل ان ترمي الواحدة منها الكرة في ملعب الأخرى، وفرض المزيد من الشروط، ما قد يعرقل الخطة ويشكل «فرملة» لمشروع الدولة في مواجهة التحديات على مختلف المحاور للوصول إلى الانسحاب الإسرائيلي حتى الحدود الدولية.
وفي شق حياتي، استمرت الضريبة التي أقرتها الحكومة على المحروقات، وتحديدا مادتي البنزين والمازوت لتمويل منح خاصة بالعسكريين، موضوع سجال ومادة اعتراض من قبل سياسيين واقتصاديين، بينهم وبطريقة غير مباشرة الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، علما ان الضريبة دخلت حيز التنفيذ، لكنها ستستهلك «ما يلزم من اعتراضات». ولا يخفي قسم كبير من أصحاب الشأن ان الحكومة أمام خيارات صعبة، ولا بديل لها من تحقيق انفراجات تطول بعض الشرائح، مع الإقرار ان الخطوات الحكومية ستطول شرائح أخرى، وستبقى في كل الأحوال في منأى عن أصحاب الثروات، لسبب بسيط: عدم ضرب قطاع الاستثمار في البلاد.