أعلنت إسرائيل أنها قامت بترحيل الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ بطائرة من مطار بن غوريون إلى السويد عبر فرنسا، وذلك بعد توقيفها مع عدد من الناشطين الذين كانوا على متن السفينة الشراعية «مادلين» أثناء محاولتهم كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وقالت «الخارجية الإسرائيلية» انه تم نقل ركاب السفينة «مادلين» إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب تمهيدا لترحيلهم تباعا.
وأوضحت الوزارة، عبر حسابها في منصة «إكس» أمس، ان «كل من يرفض توقيع وثائق الترحيل ومغادرة إسرائيل، سيحال الى سلطة قضائية بموجب القانون الإسرائيلي، تمهيدا لترحيله»، مشيرة إلى أن الناشطين التقوا قناصل دولهم في المطار. وقالت تونبرغ بعيد وصولها إلى مطار رواسي شارل ديغول في باريس بعد ترحيلها من قبل السلطات الاسرائيلية «لقد تعرضنا للخطف في المياه الدولية ونقلنا رغما عنا إلى إسرائيل»، مشددة على أن الناشطين «لم يخالفوا أي قوانين» في مسعاهم «لكسر الحصار الاسرائيلي» على القطاع الفلسطيني.
في غضون ذلك، وصلت «قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة» إلى ليبيا أمس، منهية بذلك مرحلتها الأولى بعد 24 ساعة من انطلاقها من العاصمة التونسية. وقال المتحدث باسم القافلة نبيل الشنوفي، في تصريح صحافي، إن المرحلة الثانية من رحلة القافلة المكونة من 165 سيارة وحافلة وتضم قرابة 2000 شخص من الجنسيتين التونسية والجزائرية تبدأ من دخولها الأراضي الليبية، وقد انطلقت أمس الاول من تونس تحت شعار «ماضون إلى غزة برا وبحرا وجوا».
سياسيا، قال رئيس الوزراء الاسرائيل بنيامين نتنياهو أمس ان المفاوضات الهادفة للتوصل لاتفاق لوقف النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة «تحقق تقدما كبيرا».
في سياق متصل، نقل موقع «والا» الاسرائيلي عن مسؤول أميركي كبير قوله أمس إن هناك تقدما في المفاوضات الهادفة إلى التوصل لاتفاق جديد بشأن غزة. وذكر الموقع، نقلا عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتمع لعدة ساعات يوم الأحد الماضي مع كبار مستشاريه لمناقشة جهود التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران ووقف إطلاق النار في غزة. وأفاد مسؤول أميركي كبير بإحراز تقدم في جهود التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
واشار إلى أن ترامب يرى أن «ملفي إيران وغزة مترابطان، وهو مهتم بإيجاد حل لهما كجزء من واقع إقليمي أوسع يحاول تشكيله».
على صعيد التطورات الميدانية، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان غزة إخلاء أحياء عدة في شمال القطاع، حيث قال إن قواته «تعمل بقوة كبيرة». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»: «سيرد جيش الدفاع بشكل صارم على كل عملية إرهابية او عملية إطلاق قذائف صاروخية من أجل أمنكم، اخلوا فورا جنوبا إلى المآوي المعروفة في مدينة غزة».
من جانب آخر، قتل 18 فلسطينيا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وأصيب 224 آخرون، بعدما فتحت القوات الإسرائيلية النار على حشود من المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية قرب مركز توزيع تشرف عليه الولايات المتحدة الأميركية في محور «نتساريم» جنوب مدينة غزة، بحسب مصادر طبية فلسطينية. وقالت مصادر طبية، في تصريحات لوكالة أنباء الصين (شينخوا)، إن الجيش الإسرائيلي قتل 18 فلسطينيا على الأقل وأصاب ما يقارب 224، بينما كانوا ينتظرون للحصول على المساعدات من مركز غزة الإنسانية في محور نتساريم.
وأفاد مستشفى القدس في غزة باستقبال 12 قتيلا وأكثر من 124 مصابا جراء إطلاق النار على منتظري المساعدات قرب المحور العسكري الذي أقامته إسرائيل في المنطقة.
وفي وسط القطاع، أعلنت مستشفيات «العودة» و«الأقصى» في بيانات منفصلة، عن مقتل 6 فلسطينيين إضافيين وأكثر من 100 جريح في ظروف مماثلة، عندما فتحت القوات الإسرائيلية النيران تجاه تجمعات المدنيين قرب مركز نتساريم من الجهة الجنوبية.
من جانبه، طالب الهلال الأحمر الفلسطيني والمستشفيات العاملة في المنطقة بفتح ممرات إنسانية عاجلة لإجلاء المصابين، الذين يتكدسون في الممرات الطبية في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الجراحية.
إلى ذلك، أكدت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية في غزة تشكل جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في «الإبادة». واعتبرت اللجنة في تقريرها أن «استهداف اسرائيل للحياة التعليمية والثقافية والدينية للشعب الفلسطيني سيضر بالأجيال الحالية والقادمة، ويعرقل حقهم في تقرير المصير». واتهمت اللجنة الدولية إسرائيل بأنها «دمرت النظام التعلمي في غزة ودمرت أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في قطاع غزة، كجزء من هجوم واسع النطاق لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني ارتكبت فيه القوات الإسرائيلية جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة».