توازياً مع الحرب الاسرائيلية على غزة، صعّد الاحتلال اعتداءاته على الضفة الغربية، فيما دعت حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية (حماس) المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته إزاء ما تتعرض له الضفة من اجتياح استيطاني وعدوان متواصل.
وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أمس استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة طمون بمحافظة طوباس بالضفة الغربية. وأوضحت الهيئة في بيان أنها أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد المواطن رايق بشارات (47 عاما) برصاص الاحتلال واحتجاز جثمانه.
وعلى صعيد متصل، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس من مدينة نابلس بعد اقتحام استمر 24 ساعة، وأسفر عن مقتل الشقيقين نضال وخالد عميرة بعد إطلاق النار عليهما عن قرب أثناء محاولتهما الوصول إلى المنزل في البلدة القديمة واحتجاز الجثمانين.
ووصف شهود عيان من الصحافيين ما جرى مع الشقيقين بتعرضهما لعملية «إعدام»، إذ أطلق الاحتلال النار عليهما من مسافة قريبة وهما في طريقهما إلى المنزل بالبلدة القديمة.
ودعت «حماس» إلى التصدي لقرار وزير المالية المتطرف في الحكومة الاسرائيلية بتسلئيل سموتريتش بالاستيلاء على اراض شرقي رام الله.
وقالت الحركة في بيان لها ان تصديق سموتريتش على القرار، تأكيد لتبني حكومته مشاريع الضم والتهجير.
واضافت «حماس» ان قرار سموتريتش وما سبقه من مشاريع استيطانية يستدعي تفعيل كل أشكال التصدي الشعبي، وندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته إزاء ما تتعرض له الضفة الغربية من اجتياح استيطاني وعدوان متواصل. كما دعت المجتمع الدولي لعزل كيان الاحتلال وقطع العلاقة معه ومحاسبته على جرائمه وانتهاكاته للقانون الدولي.
ودعت «شعبنا إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال في كل ساحات الضفة الغربية وإفشال مخططاته الاستعمارية».
إلى ذلك، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى أمس وذلك للمرة العاشرة منذ توليه منصبه، وسط حراسة أمنية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر لقناة «الجزيرة» بأن نحو 100 عنصر من شرطة الاحتلال انتشروا في باحات الأقصى لتأمين اقتحام بن غفير ونواب آخرين من حزبه.
وتزامن اقتحام بن غفير مع اقتحام 206 مستوطنين للمسجد خلال الفترة الصباحية، حيث أدوا صلوات وطقوسا دينية، كما منعت شرطة الاحتلال دخول الفلسطينيين للأقصى بالتزامن مع اقتحام بن غفير للمسجد.
من جهتها، قالت حركة حماس إن قيام المتطرف بن غفير باقتحام المسجد الأقصى والقيام بجولة استفزازية في ساحاته، في مشهد متكرر ومتصاعد، يمثل تحديا واستخفافا بمشاعر المسلمين وبقدسية ومكانة الأقصى لدى الأمة الإسلامية.
ودعت «حماس» جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى الذود عن المسجد الأقصى، وتكثيف الرباط وشد الرحال إليه، والتصدي لاقتحامات وعربدة المستوطنين، وفقا للبيان.
من جهة اخرى، جددت الحكومة البريطانية تأكيد قلقها من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، وقال رئيس الوزراء كير ستارمر أمس إن خطة إسرائيل لإيصال المساعدات في غزة غير كافية ولا تفي بالغرض.
وقال ستارمر في جلسة المساءلة الأسبوعية، إن المشاهد التي رآها العالم في القطاع الفلسطيني خارج مراكز توزيع المساعدات مؤلمة، مشيرا إلى أن الوضع الإنساني مروع.
كما قال «هناك حاجة ماسة لمزيد من المساعدات من حيث الكمية والسرعة في دخول غزة، وخطة إسرائيل لإيصال المساعدات غير كافية ولا تفي بالغرض». وتابع «مطلوب أن تتولى الأمم المتحدة والوكالات الأخرى إيصال هذه المساعدات وفق آليات معتمدة جيدا ويجب على إسرائيل السماح بذلك».
وأضاف «نحن نعمل مع الحلفاء بكل ما في وسعنا لتحقيق ذلك، وبالطبع أيضا لإخراج الرهائن المحتجزين والوصول إلى وقف إطلاق نار نحن في أمس الحاجة إليه».
في الاثناء، أعلنت منظمة غير حكومية أمس أن ثمانية ناشطين متضامنين مع القضية الفلسطينية، بينهم أربعة فرنسيين، أوقفتهم إسرائيل بعد اعتراض سفينتهم المتجهة إلى غزة، محتجزون في مركز بالقرب من مطار بن غوريون بعد رفض طلب تقدموا به للإفراج عنهم.
واشارت المنظمة إلى أنه قد يتم إعادة النشطاء إلى بلادهم هذا الأسبوع، لأن القانون الإسرائيلي ينص على فترة توقيف مدتها 72 ساعة قبل طرد الأشخاص الذين دخلوا البلاد بشكل غير نظامي.
وقال السفير الإسرائيلي في باريس جوشوا زاركا أمس إن النشطاء الأربعة الذين ما زالوا محتجزين في إسرائيل في وضع «مهاجرين غير نظاميين»، وأضاف أن «الهدف هو نقلهم في طائرة إلى فرنسا في أسرع وقت ممكن».
في غضون ذلك، أبلغت منظمة «أطباء العالم» أمس عن وقوع هجوم بطائرة مسيرة على مبنى يضم مكتبا لها في وسط قطاع غزة، في هجوم أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، ليس من بينهم أي فرد في المنظمة.