بيروت ـ جويل رياشي
في قلب بلدة إهدن الجبلية الهادئة، وعلى مرمى خطوات من ساحة الميدان النابضة بالحياة صيفا، يقف فندق «كرز» التاريخي شاهدا على عقود من الذكريات، والضيافة، والحضور السياحي الراقي.
هذا المعلم المعماري القديم، الذي عرف سابقا باسم «صوطو»، لم يكن مجرد فندق، بل جزء من هوية إهدن الثقافية والسياحية، ووجهة لا غنى عنها لمصطافي الصيف وزوار الشمال اللبناني.
لكن صباح أمس تحولت أجزاء منه إلى رماد بعدما اندلع فيه حريق هائل التهم أجزاءه كافة، مخلفا وراءه حسرة على إرث تراثي عزيز.
ورغم أن الحريق لم يسفر عن خسائر بشرية، فإن الأضرار المادية والمعنوية كانت فادحة، لتفتح الحادثة الباب واسعا أمام تساؤلات حول معايير السلامة في الأبنية القديمة وسبل حماية الذاكرة المعمارية في لبنان من التهديدات المتكررة.
وأسفت بلدية زغرتا - اهدن في بيان، «للحريق في فندق»كرز اهدن «في ساحة الميدان» ولفتت إلى أن «فندق الكرز أو فندق صوطو كما هوية مالكيه، هو تحفة معمارية وهندسية يشكل ذاكرة تراثية وأثرية في ساحة الميدان بين فندقين آخرين: زخيا وبروفنسيال، والفندق قد احتضن مسرح مهرجانات اهدن لسنوات، كذلك كان مدرسة صيفية لفترة زمنية في أواخر القرن الماضي واستقبل مشاهير الفن والسياسة والأدب».
وأشارت إلى أن «الفندق الذي ارتدى حلة الترميم -عمره أكثر من 150 سنة- وفق الاصول يشكل اليوم نقطة سياحية مهمة في استقبال الوافدين والسياح، وكان يتحضر لبدء عرس الصيف الاهدني».
وأكدت البلدية أنها «كما كل الأهالي ورواد الفندق، شعرت بمرارة من مشهد الضرر الذي سببه الحريق»، آملة ان تكون «ورشة استعادة حركته سريعة ليعود إلى الخارطة السياحية موقعا عصريا استقطابيا هذا الصيف، وما أحوجنا إلى هذه العودة السريعة».
وشكرت «فرق وعناصر الدفاع المدني وأهل النخوة من المتطوعين الذين ساهموا بإخماد الحريق باندفاع وغيرة».