بيروت - زينة طبارة
قال سفير لبنان السابق في واشنطن د. رياض طبارة في حديث إلى «الأنباء» إنه مهما اشتدت المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران فستنتهي في وقت قريب بعودة الطرفين الأميركي والإيراني إلى طاولة المفاوضات. «الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد الحرب، إلا أن ما أراده عبر مبادرة إسرائيل إلى استهداف المفاعلات النووية والدفاعات الجوية وقادة الحرس الثوري في إيران، انتزاع تنازلات من الأخيرة في الملف النووي خاصتها. وما كلامه عن إعطاء المفاوضات فرصة، سوى خير تأكيد على أن المفاوضات بين طهران وواشنطن ستشهد جولات جديدة قد تكون مضنية للطرفين، لكنها ستنتهي من دون أدنى شك إلى إبرام اتفاق كامل ونهائي بينهما».
وأضاف طبارة: «مشهدية الضربات الجوية الإسرائيلية لإيران ورد الأخيرة باستهداف العمق الإسرائيلي بالصواريخ والمسيرات، كانتا متوقعتين، خصوصا بعد أن تصلبت المواقف التفاوضية بين واشنطن وطهران.. وجاء ذلك بهدف إحداث خرق في جدار المراوحة وانتزاع تنازلات إيرانية تمهد لإبرام الاتفاق المنشود أميركيا. وهذا يعني ان الأميركي رمى بواسطة الضربات الاسرائيلية الموجعة، الكرة في ملعب المفاوض الإيراني الذي سيحدد بدوره مصير المفاوضات وربما المنطقة برمتها».
وردا على سؤال. قال طبارة: «توجيه ضربات جوية لإيران مغامرة إسرائيلية كبيرة، خصوصا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلم أن الحرب بين إسرائيل وإيران لن تكون نزهة، وستدخل منطقة الشرق الاوسط في نفق مظلم. هذا الأمر دفع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لتفادي ردة الفعل الروسية، وبمعنى أدق، لتطويق إمكانية انسحاب المواجهات الحاصلة في أوكرانيا بين أميركا وحلفائها الأوروبيين من جهة، وروسيا من جهة ثانية، على منطقة الشرق الاوسط، إضافة إلى تحرك كبار اللاعبين الدوليين على خط المساعي لضبط النفس وتقديم لغة التهدئة على لغة التصعيد والانغماس أكثر في لعبة الحروب».
وتابع: «الطرفان الإسرائيلي والإيراني يلعبان على حافة الهاوية، ولا شيء باستثناء المساعي العربية والدولية يمنع انزلاق المنطقة إلى فم التنين في حال استفحال لغة العنف وتقدمها على لغة العقل. وكل المعطيات والمؤشرات تفيد حتى الساعة بأن إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات تتقدم على سوق المنطقة باتجاه المجهول».
وعن الزيارة المرتقبة للمبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توم باراك المعروف بـ «رجل المهمات الصعبة» إلى لبنان، قال طبارة: «لا جديد في جعبة باراك، بل مجرد متابعة لما بدأت به الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لاسيما لجهة تطبيق لبنان للقرار الدولي 1701 وسحب السلاح من حزب الله والمخيمات الفلسطينية، واستكمال انتشار الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية، أي ان زيارة باراك تقليدية وتأتي في سياق تذكير لبنان بالمطلوب منه لا أكثر ولا أقل».