بيروت ـ عامر زين الدين
بدأ هاجس شح المياه يطغى على ما عداه في منطقة الشوف، التي تشكل واحدة من أهم مصادر المياه والينابيع، والتي تغطي معظم أقضية الشوف وعاليه والمتن، بما فيها الساحل وإقليم الخروب، مع أخذ الامور على نحو أكثر صعوبة، فيما الأهالي يناشدون إيجاد الحلول على نحو سريع.
أزمة المياه المتفاقمة التي سببتها قلة المتساقطات وتغير المناخ هذه السنة، بدأت تهدد الحياة اليومية للمواطنين مع تقدم أيام الصيف، حيث تبرز الحاجة على نحو أكبر إلى المياه، بالتزامن مع مشاهد الجفاف التي تسيطر على مجاري الأنهر والينابيع الخارجية التي تتدفق عادة فوق سطح الارض، وتشكل حياة لها وتستفيد منها الأراضي الزراعية والمنتجعات السياحية.
مشاهد آليات نقل المياه إلى المنازل من سيارات «بيك أب» تحمل الخزانات للمنازل، أشبه بخلية نحل على الطرقات، في وقت بدأ يشكو أصحابها من ضعف المصادر التي تجعلهم يستمرون بعملهم لقاء بيع الخزان الواحد سعة 10 براميل بنحو 20 دولارا، فيما المواطنون يتوجهون إلى الجهات المعنية في الدولة لإيجاد الحلول الجذرية للمشكلة قبل نهاية الصيف.
يقول ابو محمد، الذي ينقل المياه في بعقلين، «كنا نشتري الخزان سعة 10 براميل من صاحب البئر الارتوازي بنحو 5 دولارات. اما الآن فبلغ سعره 8 دولارات ونبيعه مع تكلفة اجرة نقل بـ 20 دولارا. وبدلا من انتظار ربع ساعة لملئ الخزان أصبح وقت الانتظار الآن أكثر من ساعة، نتيجة شح مياه الآبار مثل مياه الينابيع التي كنا نقصدها بداية الأمر. ونظرا إلى الضغط عليها والحاجة إلى المياه، بتنا ننتظر ساعات طويلة كي نحصل على تعبئة خزان».
في هذا السياق، قال رئيس دائرتي التوزيع والمحطات في عاليه المسؤولة عن المياه في جبل لبنان الجنوبي يونس الجرماني لـ «الأنباء»: «نبع الباروك وهو المصدر الرئيسي، الذي يغذي قرى الشوف وقدرته الاستيعابية للخط المغذي للقرى بقطر 600 مليمتر بمعدل 30 ألف متر مكعب خلال 24 ساعة، شهدت تناقص كمية المياه في السنوات الاخيرة إلى ما بين 8 و10 آلاف في أدنى مستوى. وهذه السنة وصلت إلى أدنى من 5 آلاف متر، وكذلك الامر بالنسبة إلى آبار كفرا التي تغذي خط الباروك عند الشحائح، وقدرة التصريف فيها حوالي 75 مترا بالساعة، مع تراجع منسوب المياه إلى معدل نصف الكمية».
وأضاف «اما نبع القاع الذي يغذي منطقة إقليم الخروب ويقع في محلة نبع الصفاء، فقدرة تصريف مياه الشفة حوالي 30 الف متر مكعب باليوم، وقد تناقصت تدريجيا لتصل إلى اقل من 7 آلاف متر، علما انه يوجد عدد كبير من الآبار الارتوازية التي تغذي قرى الإقليم. والامر نفسه ينطبق على نبع الرعيان الذي يغذي قرى في قضاء عاليه، اذ تراجعت كمية مياه نبع الرعيان من 35 الف متر مكعب إلى ما دون 7 آلاف متر باليوم. في حين ان سد القيسماني الذي تلبغ سعته مليون متر مكعب في العادة ويغذي قرى المتن الأعلى، بلغت الكمية الموجودة فيه حاليا أقل من مئة الف متر مكعب فقط».
ورأى الجرماني ان «الأمر يستدعي المعالجات الواجبة من قبل الجهات المعنية المولجة قبل فوات الأوان. وعلينا العمل معا لتحسين البنية التحتية وتقليل الهدر لضمان استدامة المياه. ونبذل ما باستطاعتنا لضمان توزيع كميات المياه الموجودة على نحو متوازن وضمن الإمكانيات الموجودة لدينا، ولا ندري كيف ستكون عليه الصيفية في هكذا حال».
مشكلة شح المياه من منطقة نبع الصفاء باتجاه الساحل الشوفي وتحديدا الدامور والمشرف، تسببت بمشكلة بين بلدة ديربابا والساحل، بسبب حاجة البلدة وقرى مجاورة إلى المياه خاصة المشاريع السياحية واعمال الري، بينما تحتاج أراضي المشرف وسهول الدامور إلى الري اليومي. وبحسب العاملين على خط المعالجة، تقرر تحويل المياه ليومي السبت والأحد بشكل كامل للسياحة، مقابل بقية أيام الأسبوع للري الزراعي.