- ثقة المستثمرين في الفرص بقطاعات السوق أكبر من تداعيات الحرب
- السيولة فوق الـ 100 مليون دينار.. تعكس التوجّه نحو بناء مراكز مالية جديدة
شريف حمدي
وسـط التـطـــــورات الجيوسياسية المتسارعة على الساحة الإقليمية، لاسيما التصعيد الأخير في وتيرة الحرب بين إيران واسرائيل، أبدى المتداولون في بورصة الكويت قدرة لافتة على استيعاب صدمة الأحداث، متجاوزين حالة القلق الأولية التي هيمنت على الأسواق عقب اندلاع التوترات، لتحقق البورصة مكاسب بنحو مليار دينار في آخر جلستي تداول وتحديدا يومي الإثنين والثلاثاء، إذ شهدت عودة تدريجية للزخم، بإعادة المستثمرين ترتيب أوراقهم، مستندين إلى قناعة بأن الفرص الاستثمارية تبرز عادة في خضم التقلبات، لاسيما حين تكون بعض التراجعات غير مبررة من حيث الأساسيات.
وفي هذا السياق، شهدت البورصة تداولات نشطة على مجموعة من الأسهم القيادية، وعلى رأسها الأسهم المصرفية، التي استأثرت بجزء كبير من السيولة المتداولة، في إشارة إلى ثقة المتعاملين بمتانة القطاع المصرفي وقدرته على الصمود أمام التقلبات الجيوسياسية والاقتصادية.
وتجاوزت السيولة خلال تداولات أمس مستوى الـ100 مليون دينار، ما يعكس رغبة واضحة لدى شرائح واسعة من المستثمرين في بناء مراكز مالية جديدة، خصوصا بعد موجة التراجعات التي طالت عددا من الأسهم خلال الفترة الماضية، وأدت إلى بلوغها مستويات مغرية من حيث التقييمات.
ويبدو أن السوق يتجه حاليا نحو مرحلة جديدة، عنوانها الانفتاح المدروس على الفرص الاستثمارية، بالتوازي مع إدارة محسوبة للمخاطر، وسط حالة ترقب لمآلات الوضع الجيوسياسي في المنطقة، فعلى الرغم من استمرار التوتر فإن طبيعة التفاعلات التي أظهرتها الأسواق الخليجية، وعلى رأسها بورصة الكويت، توحي بوجود مناعة نسبية في مواجهة الصدمات، مدفوعة بعوامل داخلية داعمة أبرزها الفوائض المالية، واستقرار البيئة النقدية، ووضوح السياسات الاقتصادية.
وتظهر التداولات النشطة أن ما يجري في السوق لا يعكس فقط تحركا فنيا أو مضاربة آنية، بل يعبر عن توجه لاستغلال اللحظة الراهنة في اقتناص فرص نمو حقيقية، وهو ما قد يشكل تمهيدا لموجة صعود جديدة في حال هدأت حدة التوترات، إلا أن المشهد العام سيظل مرهونا بتغيرات وتيرة الأحداث، ما يجعل الحذر حاضرا جنبا إلى جنب مع الطموح في تعظيم العوائد ضمن بيئة محفوفة بالتحديات والاحتمالات المفتوحة.
وحققت بورصة الكويت أمس مكاسب جماعية على مستوى كل المؤشرات والمتغيرات، وعززت المكاسب السوقية التي واصلت ارتفاعها بنسبة 0.6% بمكاسب بلغت 311 مليون دينار. وكانت البورصة الكويتية حققت 686 مليون دينار مكاسب بجلسة الإثنين، ليصل الإجمالي إلى قرابة مليار دينار في آخر جلستين.
وبلغ إجمالي القيمة السوقية مع نهاية تعاملات جلسة أمس 47.84 مليار دينار ارتفاعا من 46.85 مليار دينار بنهاية جلسة الاحد الماضي.
ويبدو من خلال المكاسب التي تحققها بورصة الكويت أن ثقة المستثمرين في الفرص المواتية بقطاعات السوق التشغيلية المختلفة أكبر من تداعيات التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، فضلا عن اقتراب انتهاء مرحلة النصف الأول من العام الحالي وسط توقعات ايجابية بشأن النتائج المالية على غرار الربع الأول، ما يعني أن المستثمر سيكون على موعد مع توزيعات مرحلية كما حدث مع نهاية النصف الأول من العام الماضي.
وأنهت الجلسة تعاملاتها على ارتفاع جماعي في مؤشراتها، إذ زاد مؤشر السوق الأول بنسبة 0.6% بمكاسب 53.2 نقطة ليصل إلى 8679 نقطة، ومؤشر السوق الرئيسي بنسبة 0.8% بمكاسب 57.7 نقطة ليصل إلى 6912 نقطة، والسوق العام بنسبة 0.6% بمكاسب 52.1 نقطة ليصل إلى 8010 نقطة.
وعادت السيولة المتدفقة للسوق الى الارتفاع أمس بنسبة 4.4% بمحصلة 107.7 ملايين دينار مقابل 103.2 ملايين دينار، كان للسوق الأول النصيب الأكبر منها بواقع 76.8% منها بواقع 82.8 مليون دينار، وتركزت أغلب هذه السيولة حول أسهم «جي اف اتش» الذي جاء في الصدارة بـ 11.9 مليون دينار، تلاه سهم «بيتك» بـ 11.2 مليون دينار، تلاه سهم «وربة» بـ 10.1 ملايين دينار، ثم سهم «الدولي» بـ 9.5 ملايين دينار، ثم سهم «الوطني» بـ 4.5 ملايين دينار، وسهم «عقارات ك» بـ 4.3 ملايين دينار.
وارتفعت أحجام التداول بنسبة 27% بتداول 537 مليون سهم مقابل 422 مليون سهم أول من أمس، وجاء بصدارة قائمة الأكثر تداولا سهم «جي اف اتش» بـ 119.9 مليون سهم، تلاه سهم «وربة» بـ 40.1 مليون سهم.
وقاد ارتفاعات السوق أمس 10 قطاعات ارتفعت مؤشراتها الوزنية، تصدرها قطاع رعاية صحية بـ 5.02%، تلاه قطاع الخدمات الاستهلاكية بـ 3.4%.
وبنهاية جلسة أمس ارتفعت القيمة السعرية لأسهم 89 شركة في قطاعات متنوعة، مقابل انخفاض القيمة لأسهم 32 شركة، واستقرت القيمة لأسهم 12 شركة من دون تغيير.