واصلت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعها لليوم السادس، في أطول سلسلة ارتفاعات منذ نحو أربعة أسابيع، في ظل المخاوف التي أثارها الصراع بين إسرائيل وإيران بشأن حركة السفن عبر مضيق هرمز، الذي يشكل مسارا حيويا لتجارة الطاقة.
وصعدت أسعار العقود المستقبلية القياسية بنحو 1.4% الأربعاء، لتقترب من 40 يورو للميغاواط ساعة، وهو مستوى لم يسجل منذ أوائل أبريل.
ويخشى عدد من مراقبي السوق أن تلجأ إيران إلى مهاجمة الناقلات التي تمر عبر المضيق. وطلبت قطر من سفن الغاز الطبيعي المسال أمس الانتظار خارج المضيق إلى أن تصبح جاهزة للتحميل، في ظل تصاعد الهجمات. ويمر نحو خمس حجم تجارة الغاز المسال العالمية عبر الممر البحري الحيوي.
وكتب لو مينغ بانغ، المحلل الأول لدى شركة «ريستاد إنرجي» (Rystad Energy)، في مذكرة أن «الممر الملاحي لا يزال يخضع للمتابعة الدقيقة، إذ إن أي اضطراب في تدفقات التجارة قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار، خاصة للدول شديدة الاعتماد على الغاز المسال القادم من المنطقة. ومن مصلحة جميع دول الشرق الأوسط أن يبقى مضيق هرمز مفتوحا ومنع أي اضطراب في الإمدادات».
وحتى الآن، تمر سفن الغاز المسال المحملة المتجهة جنوبا عبر المضيق دون عقبات، بينما تنتظر ثلاث ناقلات متجهة شمالا خارج الممر الملاحي، ويحتمل أن تنضم إليها سفينة أخرى الأربعاء، بحسب بيانات «بلومبرغ» لتتبع السفن. ارتفعت أسعار النفط أيضا منذ الجمعة الماضية بسبب المخاطر على التجارة قرب الممر الملاحي.
وقال محللو «سيتي غروب»، وفي مقدمتهم ماجي شويتينغ لين وأنتوني يوين، إنه يفترض أن تكون نسبة ارتفاع أسعار الغاز الأوروبي «أعلى نسبيا مقارنة بسعر خام برنت، لأن نقص الإمدادات في سوق الغاز المسال العالمية أكبر مقارنة بالنفط في الأساس، لكن الارتفاع الأولي في سعر النفط يكون أكبر عادة مقارنة بالغاز بعد حدوث أي تصعيد مفاجئ في التوترات الجيوسياسية، رغم مواجهة الاثنين مخاطر مشابهة في اضطراب النقل».